بسم الله الرحمن الرحيم..
هو كذلك العمل الطوعي عند أهل الغرب ، يتقربون به الي الله، وتكون لهم يدا في اقامة محمية لمرضي الجذام في كاودا منذ أربعينات وخمسينات القرن الماضي ، تتبادل بينها مجموعات القساوسة للتطبيب والتبشير معا ، مساكنهم تفوح منها رائحة الفل والياسمين مذ عهدي بها في ستينات القرن الماضي في كاودة الجميلة ، ثم عند جوبا في سبعينات القرن الماضي أزامل أيضا رهبانا وقساوسة حضروا أيضا تحملهم روح العمل الطوعي الانساني ، يتركون شوارع أكسفورد وكنقز استريت وادجاور رود ليتسامرون معنا في المركز الثقافي بجوبا ويمشون سيرا علي الاقدام يقطعون حي الملكية الي داخليات جامعة جوبا في ذلك الوقت و من ثم يعرجون الي معسكر الامم المتحدة الانيق.
في بلاد الغرب ، عندهم العمل الطوعي والإنساني مدرسة أوليه لساسة وزعماء المستقبل ، منها تخرج أوباما وما زال كارتر عميدا في مدرستها ، عندنا وفي تأريخنا الحديث عرفنا جمعية ود نميري ، هي أشبه بدوقية يتقاسم باسمها الاهل والأصدقاء أموال الدولة ، يستجلبون السيارات والمكائن لخاصتهم باسم جمعية ود نميري الخيرية وتعفي تلك المستوردات من الجمارك ، التصدير باسم الجمعية لمحاصيل السودان كان يتم بأقل الاجراءات ، يستقطب العون الانساني والمبرات الخيرية من أهل الخليج الخيرين يذهب جل ما يصل لبناء المساجد ليصرف في غير ما قصد منه ، بعض جمعيات الخير الخليجية فطنت ل (الفهلوة) وحولت أموال الخير الي دول مثل بنغالديش حيث ترفع المساجد بالأموال المخصصة .
في عهد الانقاذ وحكم (الاخوان) ، تحول العمل الطوعي والإنساني تمكينا ، ساحة فقط للجماعة ، يستجلبون أموال من الخيرين لحفر الابار للسقيا وتتحول بعبث (الفهلوة) الي أبار في أراضي زراعية باسم نافذ من الاخوان ، مزرعة لتربية الانعام من بقر وأغنام ومراع وزرع يحصده وتذهب حصيلته لحساب النافذ الشخصي . الاموال في خزائن جمعيات الدعوة الاسلامية تتحول الي مرابحات واستثمارات تقودها شركات الجماعة الاخوانية ، الفعل عندهم شطارة و (فهلوة ) سبقوا بها الاوائل. النساء من (الاخوات) لم يفارقن نهج الازواج ، كانت أموال السودان تتقاذف بين حسابات جمعياتهن الخيريات جعلا من الخزينة العامة ، حصيلة القسمة تتفرق بغير عدل بين الاهل والأصدقاء ، الجسارة و(الفهلوة) فاضت خارج السودان فتمثلت تلك الجمعيات الخيرية بشخوص الي خارج البلاد، ربما أطلقوا علي راعية العمل الطوعي ألقابا بقدر حصيلة تدفق أموال السودان بزعم العمل الطوعي الافتراضي . باسم دارفور ومعسكرات أهلها جلبت أمولا من الخارج تكفي لقيام وتأسيس دولة بحجم وقدرات فرنسا ، توزعت الهبات والعطايا بين بعض نخبة أبناء دارفور من لبس منهم (الكرافتات ) الانيقة والبدل الحريرية وتنعموا لسنوات في فنادق دولة قطر وتحت جناح محسنها الامير الشاب ، حجتهم منبر دارفور وخدمة أهل المصلحة في المعسكرات ، كانوا –بظنهم- أشد مكرا من أرسين لوبين ولكن نسوا أنهم عند الله كتاب مفتوح تشهد عليهم أرجلهم وأياديهم في يوم عظيم ات لا محالة .
العمل الطوعي في السودان فرصة لأهل الاقتصاد والمالية لتشكيل زخمه وتطويع رميه ليصب في مجري الاقتصاد ، يرفع عبره وفي دفقه الانتاجية للإنسان السوداني ، تتنامي معدلات الناتج المحلي من خلال التوجيه السليم ، العمل الطوعي الانساني يحقق أيضا فائضا غزيرا للقيمة يعاد تدويره .
الجمعيات التعاونية من أخوات العمل الطوعي ، مدرسة للنابهين من أهل السياسة والريادة في قيادة أمة السودان ، لجان المقاومة لبنة صحية تتوزع بينها وبحسب القدرات الشخصية والتمدد الجغرافي لتكوين الجمعيات التعاونية ، هي طوعية لأنها لا تهدف الي الربح ولكن حصيلة كدها نماء ووفرة في المال وتشغيلا للعطالي ورفعة في الانتاج ، توسيع مساحات الاراضي الزراعية في القري والمناطق بتفكير بسيط ، يكفي وجود جمعية تعاونية تتملك الالات الزراعية مع فريق زراعي له الخبرة الفنية الي مستوي عامل (الكديب) وازالة (البودة) ، ترتفع بهذه الجمعيات الرقعة الزراعية أفقيا ورأسيا ، مساحات زراعية علي مد البصر ونجاح مواسم زراعية يغري بالتوسع في الزراعة لسنوات ولمساحات أكبر.
من خلال العمل الطوعي يمكن توجيه المنظمات الدعوية الي التبشير بالدعوة من خلال العمل المنتج ، في الحقل والمزرعة والمصنع مساحة للدعوة مقرونة مع وفرة الانتاج وترميم علاقة الاستنزاف تمكينا وتتحول جمعيات الدعوة الي معسكرات لتعليم الاطفال عبر مدارس داخلية تهتم بالأطفال الذين شردتهم الحروب وضمهم الي الحضن الاسلامي بدلا من تركهم لجمعيات التبشير المسيحي لتأخذهم الي أسر بديلة في أمريكا وبلاد الغرب بينما منظمات الدعوة الاسلامية في السودان تتكالب علي الاستثمار من خلال جمعيات خيرية مجازا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. – مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد
