أخبار مختارة

د. عبدالله حمدوك: هذا الشعب لن يهزم، وعلينا أن نكون واقعيين في التعامل مع الشراكات المتوقعة

تقدم كبير في التحقيقات حول محاولة الاغتيال، والخروج من قائمة الإرهاب بات وشيكاً

أعلن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، قرب خروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مما يفتح آفاق التنمية الحقيقية وتحقيق الرفاهية للشعب السوداني.

وقال حمدوك في حوار مع “الديمقراطي” إن الحكومة وضعت خططاً تنموية واضحة ترتكز على استغلال الموارد الغنية في مجالات الزراعة والمعادن والثروة الحيوانية وغيرها من ثروات السودان الطبيعية وفق رؤية متكاملة تربط بين استغلال الموارد وتحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة على أساس اجتماعي اقتصادي يعزز التماسك الاجتماعي ويقضي على العصبيات الإثنية والجهوية ويحقق المشروع الوطني.

حمدوك استعرض أيضا استراتيجيتهم التنموية المعروفة بـ(الأحزمة التنموية الخمسة)، التي تركز بشكل خاص على تنمية الموارد الطبيعية المحلية من زراعة وثروة حيوانية والصناعات المرتبطة بهما والتعدين وغيرها، وبموجب ذلك تم تقسيم السودان لخمسة أحزمة أولها حزام الصمغ العربي (من النيل الأبيض إلى الحدود مع تشاد، كما يغطي الحزام جزءًا من ولاية القضارف، النيل الأزرق و كسلا)، وثانيها حزام التمازج (النيل الأزرق، جنوب دارفور، جنوب كردفان، غرب كردفان، شرق دارفور، النيل الأبيض)، ثالثها حزام الأنهار (من النيل الأبيض إلى نهر عطبرة – غير منتظم)، ورابعها حزام المحاصيل النوعية (من الخرطوم وحتى حدود مصر)، وخامسها حزام البحر الأحمر، فإلى مضابط الحوار:
حوار: أسماء جمعة- منصور الصويم

• كيف استقبلت ترشيح قوى “الحرية والتغيير”لك كرئيس وزراء؟

لم يكن قرار القبول برئاسة الوزراء قراراً سهلاً. وكنت على علم بحجم التحديات وارتفاع الآمال والتطلعات. وكما قلت من قبل في لقاء سابق لم أكن بعيدًا مطلقاً عن السودان كما يتخيل البعض وكنت أعلم حجم التحديات. ولكني كنت دائماً وأبداً لدي إيمان كبير بقدرة الشعب السوداني وشبابه وشاباته على إنجاز المستحيل ولا زال لدي نفس اليقين أن هذا الشعب عصي على الهزيمة مهما كان حجم الخراب.

• كيف وجدت الأوضاع بعد تسلمك للمنصب، هل فاق الخراب والإفلاس توقعك؟

بواقع مجال عملي وقربي من السودان وصلاتي التي لم تنقطع ببلادي وبالناس كنت على علم بأن الخراب خصوصاً في النطاق الاقتصادي قد وصل مدى غير مسبوق طوال تاريخنا كسودانيين، هو خراب منهجي دمر بنيات أساسية يعتمد عليها أي اقتصاد لذلك دائماً ما كانت رسائلي لجميع السودانيين منذ تسلمي لمهامي أن يصبروا على المعالجات التي بعضها يكون قاسٍ ولكنه ضروري للخروج من الكارثة الكبيرة التي ألمت بكل مناحي حياة المواطن السوداني وفي قلبها التدهور الاقتصادي المريع.

• بعد مرور أكثر من عام على تسلمك رئاسة الوزراء، السودانيون قلقون من عدم إيقاف التدهور الاقتصادي، ما هي خطتكم لمعالجة الوضع الاقتصادي؟

سبق أن ذكرت أن هنالك خططاً تنموية واضحة ترتكز على استغلال مواردنا الغنية في مجالات الزراعة والمعادن والثروة الحيوانية وغيرها من ثروات السودان الطبيعية وفق رؤية متكاملة تربط بين استغلال هذه الموارد وتحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة على أساس اجتماعي اقتصادي يعزز التماسك الاجتماعي ويقضي على العصبيات الإثنية والجهوية ويحقق المشروع الوطني الذي يلتف حوله كل السودانيين بمختلف خلفياتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية، وذلك من خلال فكرة الأحزمة التنموية الخمسة التي سبق أن أفضنا في تعريفها في مقابلات سابقة، ونحن نعمل على تأهيل الاقتصاد وهذا الأمر يعتمد على أشياء أساسية، لو لم تعالج ملف الديون، فإن أي حديث عن فتح البلاد للاستثمار واستقطاب الرساميل المحلية أو الأجنبية لن ينجح، تأهيل البلاد بحاجة لحزمة كاملة من سياسات الاقتصاد الكلي، تعالج الخلل الداخلي والخارجي، الخلل الداخلي مرتبط بالإيرادات والمنصرفات وفي قلب الإيرادات الضرائب، نحن كبلد طوال أيام حكم الإنقاذ كنا نجمع 6 في المائة من الدخل القومي من حصيلة الضرائب، ففي محيطنا الأفريقي وبلدان صغيرة، تجمع 15 في المائة، وأخرى تجمع أكثر من 20 في المائة من الدخل القومي من الضرائب.

• وما الذي يعيق تنفيذ هذه الخطة؟

هذه الخطة ظلت تصطدم ببعض العقبات منها وجود اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، الذي يعرقل بلا شك عملية الوصول لشراكات اقتصادية تمكننا من استغلال هذه الموارد واستقطاب رؤوس الأموال والاستثمارات.
• ما آخر المستجدات في الحوار مع أمريكا على ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟

ما حدث تطور كبير جداً، ووصلنا لتفاهمات كبيرة حوله، وتبقى جزء بسيط متعلق بالتعويضات في تفجيرات سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام، وحتى هذه القضية قطعنا فيها خطوات كبيرة، ونتوقع أن نصل إلى نهايات في القريب العاجل. وأود هنا التاكيد على أن الخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب بات وشيكاً وبعدها سننطلق بإذن الله في آفاق التنمية الحقيقية وتحقيق الرفاهية لهذا الشعب العظيم.

• بعد نجاح ثورة ديسمبر التي حظيت بدعم وسند إقليمي ودولي، لماذا في رأيك تأخرت الدول الصديقة في تقديم المساعدات المأمولة؟

دعنا نترك التشاؤم، نحن لا ننظر للمساعدات بل ننظر للمشاركة ونخطط لكي تكون علاقاتنا قائمة على المصالح المتبادلة. هناك تحديات بعضها قانوني وبعضها إجرائي ولكننا لا نتخذ مساراً واحداً في التعاطي مع قضايانا، فكما قلت من قبل لدينا ما نعتمد عليه من موارد بشرية وطبيعية في سبيل تطوير اقتصادنا وعلينا أن نكون واقعيين في التعامل مع الشراكات المتوقعة كعامل داعم ومساند.

• ما آخر ما توصلت إليه التحقيقات في محاولة اغتيالك؟

التحقيقات الآن بيد الجهات المعنية من نيابة وشرطة ومخابرات وهناك جهات صديقة تساعد في هذه القضية. وآخر ما تلقيته من تقارير بهذا الخصوص هناك تقدم كبير في التحقيقات وهناك متهمون قيد التوقيف ولا تزال التحريات مستمرة.

• يعيب عليكم الكثيرون عدم التواصل المباشر المستمر مع الشعب، هل تشعر بهذه المشكلة؟

نحن على تواصل مع شعبنا بشكل يومي، طبيعة عملي هي في الواقع تواصل دائم فكل الملفات الموضوعة أمامي الآن ترتبط بقضايا متنوعة هي قضايا هذا الشعب. نحن نعلم أن ما جئنا من أجله لن يكون سهلاً ولكنه كذلك لن يكون تقليدياً، وأحد أوجه الصعوبة أن يعتقد البعض أن عدم الظهور في قضية ما يعني أننا لا نهتم، هذا ليس صحيحاً بالطبع، كذلك فإن عدداً من الإجراءات التي تقوم بها المؤسسات هي في الأصل نتيجة اجتماعات ومشاورات ودونك القرارات الأخيرة فيما يخص التعامل بالنقد الأجنبي فهي نتجت من متابعة جادة من جانبنا وبمشاركة المؤسسات المعنية ما أثمر قرارات لها ما بعدها.

• رسالة أخيرة للشعب السوداني؟

هذه الثورة قامت على شعارات حرية وسلام وعدالة، وقد تحقق الكثير من هذه الشعارات وبشهادة العالم وهذا مؤشر قوي على أننا قطعنا شوطاً مقدراً في الوصول لأهداف الثورة كاملة ومع ذلك ينتظر الشعب السوداني المزيد وهذا حقٌ مستحق ونحن نعمل من أجله.

إننا نثق في شعبنا وفي قدرته على تجاوز التحديات الماثلة، ونحن نعمل في جبهات عديدة لتعزيز هذه القدرة، وعهدنا مع هذا الشعب أن تكون أولوياته هي أولوياتنا التي نعمل من أجلها.
الديمقراطي
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..