مقالات سياسية

خرج السودان ولم يعد”

محمد حسن شوربجي

قال ساخرا لقد خرج السودان ولم يعد حتى الآن
اوصافه كالتالى يلبس جلابية وعمه ومركوب فاشري
طويل القامه
عريض المنكبين
مفتول العضلات
من يجده يتصل بالشعب.
فالشعب حبيبي وشرياني** أعطاني بطاقة شخصية
المهنة باناضل باتعلم** تلميذ في مدرسة الشعب** المدرسة فاتحة على الشارع** والشارع فاتح في قلبي ** وأنا قلبي مساكن شعبية.
ويطل علينا الباحثون  عن الوطن الذي كان.
وانشاء الله  يرجع بالسلامه وبدون عنا.
وما أحلى عودته إلى احضاننا
نعم خرج السودان ولم يعد ولكنه سيعود ونفرح.
فهى الدنيا حين تتأرجح بنا ما بين فرح وحزن
فالفرح مباح ولم لا وقد عاشت الشعوب افرحا في عصر ديونيزوس وسقراط وكونفوشيوس وموسى  والمتصوفة والمسيحيين وصولا الى المسلمين و دعوات كل الديانات السماوية للفرح والسعادة.
فلقد كتب الكثير من الفلاسفة في موضوع الفرح والحزن و منذ الحضارة اليونانية،
ولا زال العالم والى اليوم يقرأ الفلسفة وللفلاسفة فيتأمل ان الحياة لا تستقيم دون فرح او حزن .
وقد ربط سقراط الفرح بالحكمة فرأى ان الانسان الحكيم يعيش الفرح في كل الظروف،
ويميز الكلبيّون ما بين الفرح؛ والفضيلة فقالوا ان كليهما شيء واحد،
فلا خير الا الفضيلة ولا شر الا الرذيلة وما ليس فضيلة ولا رذيلة فيستوي عند الناس.
لذلك لا يحتاج المرء الباحث عن الفرح الا الى الفضيلة.
وعند اليهود يثني العهد القديم في سفر الجامعة على الفرح،
ويرى الكاتب انه لا خير للانسان سوى ان يفرح وتطيب نفسه ،
وان كل انسان يأكل ويشرب ويذوق هناء تعبه،
انما ذلك عطية من الله”
ويرى اليهود في سفر الامثال ان “الله لا يشجب الا الافراح الشريرة،
تلك التي يسعى الناس اليها بصنع الشر
وعند المسيحيين في مشهد البشارة يدعو الملاك جبرائيل مريم الى ان تفرح وترنّم بفرح يعادل تواضعها للذي سيولد منها بغية خلاص المتواضعين (لوقا) .
و يدعو بولس في رسائله الى عيش الفرح
وعند أغوسطينوس هي الحكمة والغاية من الحكمة هي السعادة التي تفضي الى طمأنينة النفس ولا سبيل الى ادراك حقيقة هذه السعادة إلا بمعرفة الانسان لنفسه بنفسه و على  مثال دعوة سقراط.
وفي الإسلام يرتبط الفرح والسرور والسعادة والفرج بالعلاقة مع الله وهو فرح يقرّب الناس من الله لأنه فرح الانفتاح على الله، فيندرج في فعل يأمر به الله.
والفرح في الاسلام فعل ايمان بالله والحقيقة المطلقة،
والتعبير الافضل عن الايمان الديني بقلب طاهر نقيّ،
ولعل ذلك يتجلّى بأفضل صورة خلال شهر رمضان المبارك والأعياد المختلفة
وليس صحيحا أن الله لا يحب الفرحين والتي وردت   في قصة قارون إذ قال له قومه: لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76] لأن المراد بذلك: الفرح الذي يصحبه الكبر والبغي على الناس والعدوان والبطر هذا المنهي عنه فرح البطر والكبر.
أما الفرح بفضل الله وبرحمته ونعمه وإحسانه فهذا شي جميل يحبه الله وقد قال :
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58] ويقول أفلاطون  أن في كل نفس قوتين متقابلتين  بينهما  فلكل إنسان حزن وفرح ولكل انسان لذة وأذي بينما ينظر إلي القوة الأولي علي أنها قوة تمييزية ينظر إلي الثانية علي أنها قوة بهيمية .
أو إن صح القول أن أقول هي قوة إحتمالية للحيوان الذي يفتقر إلي العقلانية
ويقول جبران خليل جبران :
ما أنبل القلب الحزين الذي لايمنعه حزنه على ان ينشد أغنية مع القلوب الفرحه
وفي السودان قد تتغلب أحزاننا على افراحنا احيانا كثيرة  فتكون الكوارث والفيضانات والسيول وألامطار والحروب القبلية والمؤامرات الداخليه والخارجية والعنصريه البغيضة والجهويه والاحقاد والكراهية .
ولكن سرعان ما تعود سحائب الأفراح لتظلل الناس بنسائمها الجميلة.
فتنشرح كل النفوس
وهي إرادة إلهية يحكم بها الله الكون.
فلا حزن يدوم ولا سرور
***  ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع*** فأنت ومالك الدنيا سواء
وعد لينا ياليل الفرح
داوي القليب الإنجرح
خليهو يفرح مره يوم
طول عمرو ناسيهو الفرح
عد لينا ماتبكي العيون
الشاربه من بحر الخجل
عد لينا ماتعدي دروب
ريانة بتسيل بالامل
عد لينا قبال الخريف يرحل
يسيب ايامنا للصيف للمحل
يمكن تصيب اشواقنا يوم
وودادي لي شوقك يصل
اللهم ادم افراحنا بعودة الوطن.
………………………………..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..