إنقلابيو حزب الترابي .. سر معاداة الحكومة

تقرير : اسامة عبد الماجد :

شهدت الساحة السياسية في أواخر مارس من العام 2004 غلياناً عقب إعلات الحكومة رسمياً عن إحباطها محاولة انقلابية كان يعتزم أن ينفذها المؤتمر الشعبي، وقد كان العداء سافراً بينه والحكومة عقب وقوع المفاصلة الشهيرة في أواخر العام 1999 و انفجار الأوضاع بينهما في العام التالي، وكان من أبرز الوجوه التي اتهمت بتدبير المحاولة د.الحاج آدم يوسف ويوسف.. وقد اتهم الشعبي وقتها الحكومة بتلفيق إتهامات باطلة له بالإعداد لانقلاب عسكري لتصفيته من الساحة السياسية، خاصة وأن الاعتقالات طالت أمينه العام د. حسن الترابي.
وسخر الشعبي من الحكومة واتهامها بتدبير محاولة انقلابية. وقال إنها لم تحسن طبخ وصفتها، فخرجت على الناس «نيّة» سيئة الطعم والرائحة. ولكن للمفارقة وبعد كل هذه السنوات كشف القيادي بالشعبي كمال عمر عن أن فئه بالحزب طالبت بالقيام بإنقلاب عسكري على الحكومة، وقال إن تلك الفكرة راودت أصحابها إبان مناخ المظالم والاعتقالات والتنكيل.. لكن لماذا جاءت تلك الفكرة في مخيلة الشعبيين؟
أولاً: في بواكير الإنقاذ كان هناك مشروع تمكين طال حتى المؤسسات النظامية، وهذا يعني أن الأصوات بالشعبي التي دعت لتنفيذ انقلاب عسكري كانت على ثقة بأن لديها عناصر «عسكرية» مؤمنة بأفكارها ومؤيدة لطرح الحزب، بل مستعدة لتنفيذ انقلاب حتى لو أدى ذلك للمجازفة بحياتهم ،وهولاء ربما لا يزالون موجودون رغم الإعلان المتكرر للشعبي في الآونة الأخيرة رفضة الإطاحة بالحكومة.
ثانياً: كان أبرز المشرفين على العمل الخاص وسط الإسلاميين قد انحازوا للشعبي عقب المفاصلة، وفي مقدمتهم الصافي نور الدين ويوسف لبس والذي أمضى أكثر من عشر سنوات وراء القضبان رغم إطلاق سراح متهمين معه، مما قد يدفع هؤلاء والقريبين منهم وتلامذتهم «وهم كُثر» للتفكير في الانقلاب عسكرياً على الحكومة، خاصة والأمر ليس بمستغرب فضباط بالأمن والعميد ود إبراهيم كانوا في المحاولة الإنقلابية الأخيرة رغم أن الأخير ينتمي للجيش.
ثالثاً : ثقة الشعبيين في القيام بانقلاب عسكري هذا يعني أن لديهم عناصر داخل المؤسسات النظامية ، ولامتلاكهم أسرار التنظيم ذات العلاقة بالبعد العسكري.
رابعاً: حركة الإصلاح الآن التي ولدت حديثاً، تصرح أن لديها عناصر داخل الحكومة فما بالك بالشعبي الذي له سهم كبير في الحكومة، مما يعني ثقة الشعبي في نيته الإنقلاب، وقد كشف القيادي بالشعبي إبراهيم السنوسي عن محاولات عديدة للانقلاب على الحكومة، ومعلوم أن السنوسي كان مسؤولاً عن العسكريين بالتنظيم
رابعاً : عندما يتحدث الشعبي عن إمكانية القيام بإنقلاب عسكري فهذا الرأي يعضد ما تروج له قيادات بالمؤتمر الوطني وعلى رأسهم د.أمين حسن عمر بأن حركة العدل والمساواة هي الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي ويتطابق مع ذلك أن العدل والمساواة الآن ومن باب أحقيتها برئاسة الجبهة الثورية شقت صف الأخيرة، وهذا بمثابة هدية من الحركة للحكومة ربما كان الوسيط فيها الشعبي.
خامساً: قد تكون عملية الذراع الطويل والتي نفذتها حركة العدل والمساواة في مايو 2008 ومحاولتها غزو أم درمان والوصول للخرطوم في عهد قائدها السابق الراحل د. خليل إبراهيم «من حيران الترابي»، إحدى محاولات الشعبي للانقلاب عسكرياً على الحكومة.
سادساً : تفكير الشعبي في الانقلاب عسكرياً يؤكد أنهم متعودون، وفي هذا إشارة إلى أن من نفذوا انقلاب الانقاذ معظمهم بصفوف الشعبي، فالقوى السياسية الأخرى الحانقة على الحكومة تتحدث عن إسقاطها عبر خيارات ليس من بينها العمل العسكري «انتفاضة ، إخضاع الحكومة لتسليم السلطة والاستعانة بالأجنبي».
سابعاً : كان إعفاء نائب رئيس الجمهورية السابق د. الحاج آدم يوسف من منصبه بعد عامين وشهرين من التعيين «من سبتمبر 2011 إلى ديسمبر 2013» مفاجأة للكثيرين ، رغم أنه جاء تحت دعاوي التغيير، ومعلوم أن الحاج كان المتهم الأول بتدبير انقلاب الشعبي في 2004، وقد فسر البعض إعفاءه ربما أنه حاول الإاقلاب مجدداً على الحكومة.

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. يا جماعة الخير انا عندى اقتراح وهو وقف المعارضة السلمية والمسلحة لحكومة الاسلامويين وبما انهم ناس منضبطين ومنظمين وعندهم طموح كبير اكيد اذا لقوا الامن والاستقرار والسلام والاصطفاف الداخلى معاهم انا متاكد انه فى خلال سنوات اكان ما صليتوا فى القدس بعد رمى اسرائيل فى البحر وصيفتوا فى فلوريدا وكاليفورنيا اكون ما انا مدحت بس انتو ما تعملوا ليهم شوشرة وخلوهم يشتغلوا وحتما سيفوقوا العالم اجمع!!!
    كسرة:طبعا روسيا والصين ما ضد الاسلام ولا المسلمين ولا ضد شرع الله عشان كده الاسلامويين ما بيعملوا ليهم حاجة واكيد لمن يشوفوا الاسلامويين رموا اسرائيل فى البحر وحرروا القدس واحتلوا امريكا ركبهم ح تسيح من الخوف!!!!!!!!
    فلنصطف خلف الاسلامويين ونغير الهتاف الى امريكا واسرائيل قد دنا عذابهم!!!!
    انتو قايلين المؤخر الانقاذ او الاسلامويين عن هذا العمل الكبير شنو؟؟ ما مناكفة المعارضة المسلحة والسلمية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    كسرة اخيرة:رجاء ما تضحكوا من هذا التعليق!!!!!!!!!!!!! لان ناس الانقاذ او الاسلامويين نصروا الله بشنقهم ناس مجدى محجوب وقتلهم ضباط رمضان بدون محاكمة عادلة وفصلوا الناس وقطعوا ارزاقهم من الخدمة المدنية والعسكرية وعذبوا معارضيهم بعضهم حتى الموت من اعداء الوطن وشرع الله فاكيد ان الله سينصرهم لانهم بدأوا باعداء الوطن والدين من السودانيين وزى ما عارفين البيخالف الاسلامويين فهو مخالف للاسلام وعدو للوطن حتى اسألوا ناس المؤتمر الوطى جدا او المؤتمر الشعبى الاوطى منه!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..