مقالات وآراء سياسية

الى عناية من هم مع التطبيع ومن هم ضده

عبدالمنعم طه سيدأحمد

السودان ليس هو هذا المجرم القاتل الذي تطارده عدالة الأرض والسماء وأرواح آلاف الأبرياء التي أزهقها ولعنة العروض التي هُتكت بأمره وتحت سمعه وبصره وهو لا يُمثل شعب السودان ولم يتم تفويضه لإتخاد أي قرارات مصيرية في المحافل الدولية باسم السودان.
هذه الأيام تجري محاكمات لطغمة إنقلابية مجرمة أذاقت شعب السودان الأمرين وأدخلته في متاهات الإرهاب خارج حدود البلاد والحرب والإبادة الجماعية والتدمير والقمع ضد شعب السودان في الداخل.
عدم شرعية هذه الطغمة كانت معروفة جيداً لكل الدول والمؤسسات والمنظمات العالمية التي اعترفت به وتعاملت معه متجاهلةً عدم شرعيته واستيلاءه على السلطة عنوة وقهراً ومعرفتهم أيضاً بأن شعب السودان لم يفوِّض ولم يُسأل ولم يُشارك في كل جرائم الطغمة الإنقلابية التي تُحاكم اليوم كأفراد أمام المحاكم السودانية وسوف تُحاكم خارجه عن قريب بعد تسليم المجرمين للمحكمة الدولية.
الدول الأوربية و أمريكا تسن القوانين التي تجرِّم غسل الأموال والمتاجرة بالمخدرات واختطاف الطائرات وغيرها من الجرائم العابرة للحدود ولكنها تتناسى عن قصد تجريم الإنقلابات العسكرية وعدم الإعتراف بها، بل عكس ذلك تعترف رسمياً وتمهِّد كل الطرق والوسائل لهؤلاء المجرمين الذين يغتصبون السلطة عنوةً وقهراً في دول العالم الثالث ويختطفون دولاً وشعوباً بأثرها ثم يتم توريطهم في ديون بالمليارات من كل الجهات ثم إيواء وتمويل وتسليح حركات ومليشيات تتسبب في إضعاف سلطة الإنقلابين وزعزعة الأمن والسلام الداخلي في هذه الدول لتبدأ عمليات الإبتزاز ونهب الموارد
ها هو الشعب السوداني يتم ابتزازه مرة بعد الأخرى، حتى بعد أن دفع عشرات الآلاف من أرواح الشهداء للتخلص من المجرمين الذين أتوا على ظهور الدبابات مدججين بالسلاح في ليل حالك لقهره ومصادرة حرياته. هذا الشعب مُطالب اليوم بدفع تعويضات عن جرائم ارتكبها نظام إجرامي فاقد للشرعية والسند الشعبي، من قِبَل دول إعترفت به وتعاملت معه وموّلت فساده بيد وورطته في عمليات ارهابية وحروب داخلية باليد الأخرى لإضعافه وزعزعة أمنه ليتم بعد ذلك ابتزازه في تمرير مشروعات وخطط الإمبريالية البغيضة كإنفصال جنوب السودان وإفقار الشعبين وتعطيل نموهما واستقرارهما ثم بعد ذلك الإستفادة من مليشيات الجنجويد المرتزقة، التي أنشأها النظام المجرم لحمايته، في منع هجرة أبنائه  الذين يعانون، بسبب هذه السياسات، الفقر والعطالة واليأس و انسداد الأفق، إلى أوربا.
ما يدفع للحيرة والتساؤل هذا الوضوح وقوة عين وبجاحة الدول التي تدعي مناصرة حقوق الإنسان والعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها والالتزام بقوانين دولية تحكم علاقة الدول. هذه الدول لا تحرك ساكناً ولا ترفع صوتاً بل وتدعم سياسات الإبتزاز الاقتصادي والسياسي والتدميري حتى في تلك الدول من العالم الثالث التي تسعى للديمقراطية وتطوير اقتصادها ورفاهية شعوبها وخلق فرص عمل تمنع عنهم الهجرة التي أصبحت خنجراً يُمزِّق ستار انسانيتهم وأخلاقياتهم الزائفة. ما معنى إبقاء الشعب السوداني في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب وقد عانى الأمرين لثلاث عقود من هذا النظام الذي اعترفت به أمريكا رغم عدم شرعيته ووقعت معه اتفاقات هدّامة ورسّخت استمراريته بشتى الطرق.
السودان موعود اليوم بحكم ديكتاتوري قمعي يكمم الأفواه ويغيِّب الشعب ويُجهض ثورته ويكبت تطلعاته الوطنية في مجتمع حر منتج متطوِّر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، السودان موعود بفرض سلطة القتلة المجرمين وتزويدهم بالحصانة ضد أي مساءلة قانونية فيما ارتكبوا من جرائم يندى لها جبين الإنسانية وتترك لهم الحبل على الغارب لممارسة كل أنواع السادية والفظاعة والكراهية والإجرام التي كما يبدو لم نر منها حتى الآن إلّا القليل في المجزرة وما سيأتي سوف يكون الأفظع على أيدي أمثال الكباشي والبرهان وحميدتي وبقية العصابة.
أدعو الشعب السوداني بكافة أطيافه واتجاهاته السياسية، أدعو أولئك الذين هم مع التطبيع والذين هم ضده أن يسجلِّوا للتاريخ موقفاً يشهد برفضهم لاتفاقيات دولية لم يستفتوا فيها ولم يقولوا فيها كلمتهم أو يُبدوا رأيهم ولم تتم دراستها وتمحيصها وإضاءة جميع جوانبها وأركانها، لأن الشعوب هي التي تطبِّع أو ترفض التطبيع، وليس هؤلاء الخونة القتلة المجرمين المطلوبون لعدالة الأرض والسماء ولأن هذه الإتفاقية سوف تكرِّس لديكتاتورية لم يعهدها السوان من قبل
عبدالمنعم طه سيدأحمد <[email protected]>
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..