أخبار السودان

مباحثات السودان وأميركا … التطبيع بشروط

تقرير .. عبدالرؤوف طه

بعد مباحثات لأكثر من يومين عاد رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان والوفد المرافق له للخرطوم. الزيارة التي اتسمت بالغموض قال عنها المجلس السيادي في بيان صحافي إنها ناقشت قضايا إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعقوبات الأخرى التي تفرضها الولايات المتحدة على المواطنين السودانيين مثل حرمان السودانيين من المشاركة في قرعة(اللوتري) وقانون سلام دارفور ومستقبل السلام العربي الإسرائيلي الذي يؤدي لاستقرار المنطقة ويحفظ حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وفقاً لرؤية الدولتين.

وفد السودان ومطالبه

وفد السودان الذي شارك في المباحثات التي احتضنتها أبوظبي شارك فيها رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان ووزير العدل نصرالدين عبدالباري ومدير مكتب رئيس الوزراء علي البخيت وبحسب معلومات تحصلت عليها( السوداني) فإن البرهان كان يدخل الاجتماعات بأوراق مكتوبة مرتبة حملت عدة قضايا أهمها المطالبة بحصانة سيادية من الكونغرس الأمريكي، وقال المصدر إن الحوار حول الحصانة السيادية استغرقت وقتاً طويلاً وكانت خلاصته قبول الجانب الأمريكي بسن حصانة سيادية ربما يعلن عنها في غضون الساعات القادمة عبر جلسات الكونغرس الأمريكي التي أجلت من الخامس عشر من سبتمبر الجاري إلى 23 من سبتمبر . وبحسب المصدر أن الجانب المدني السوداني تولى مسألة التفاوض حول المساعدات التي يمكن أن تقدمها أمريكا والأصدقاء العرب للسودان حال تطبيع علاقته مع إسرائيل. وقال المصدر إن التفاهمات حول إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب وتقديم دعم اقتصادي عيني له لم تصل إلى اتفاق محدد. وأشار المصدر إلى مشاركة عناصر من السي اي اي ومستشارين من الدرجة الثانية لترامب في جلسات التفاوض بإشراف ومتابعة دقيقة من حاكم إمارة أبوظبي محمد بن زايد واستبعد المصدر قيام جولة مفاوضات بإحدى الدول الإفريقية في الأيام القادمة لضيق الوقت قائلاً إن الانتخابات الأمريكية على الأبواب وأن الحزب الجمهوري الأمريكي يبحث عن انتصار سياسي سريع يتمثل في تطبيع عاصمة اللااءت الثالث مع إسرائيل، وقال المصدر إن حال موافقة الكونغرس على الحصانة السيادية سترفع أمريكا من وتيرة قراراتها وربما تقوم بإزالة فورية لاسم السودان من قائمة الإرهاب ومن ثم التفاوض حول المساعدات الاقتصادية.

أجندة أمريكية إماراتية

في السياق ذاته تناولت المباحثات كيفية دعم الحكومة السودانية بعد التطبيع وتوفير مبالغ مالية محددة طالب بها المكون المدني المشارك في المباحثات، وقال المصدر الذي تحدث لـ(السوداني) إن الجانب الأمريكي لا يرغب في وجود أحزاب محددة بصفوف الحاضنة السياسية وأن هنالك أحزاب عرفت بمواقفها الصلبة ضد إسرائيل ودعمها للقضية الفلسطينية وتمثل الأحزاب المعنية العمود الفقري للتحالف الحاكم بالسودان، وقال المصدر إن الطرح الأمريكي في هذا الصدد وجد قبولاً من الجانب الإماراتي الذي يمثل وسيطاً وأرضاً للتفاوض ولا يستبعد المصدر أن يكون الدعم الأمريكي للسودان مرهوناً باستبعاد هذه الأحزاب.

تمسك بالمواقف

وكان يتنظر أن يخرج من مباحثات أبوظبي إعلاناً عاجلاً بتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل خاصة وأن الدولة التي تحتضن التفاوض أعلن حكامها في الأيام الماضية توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل وتبعتهم في ذلك دولة البحرين لذا كانت كل التوقعات تشير لإمكانية إعلان توقيع السودان على معاهدة السلام مع إسرائيل أو ما يعرف اصطلاحاً بالتطبيع لكن الجانب السوداني تمسك بمواقفه وشروطه حسب حديث مصدرنا وابرزها إعلان الحصانة السيادية وإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب ومراجعة العقوبات المفروضة على المواطنين السودانيين مثل حرمان السودانيين من التقديم (للوتري) وتسوية القضايا العالقة بين السودان وأمريكا سيما قضية ضحايا المدمرة كول وتعويضات تفجير سفارتي نيروبي ودار السلام.

التطبيع بشروط

ويتضح من خلال حديث المصدر عن مباحثات أبوظبي أن التطبيع مع إسرائيل يخضع لشروط الجانب السوداني في المقام الأول ومن ثم شروط الجانب الأمريكي وربما تتسارع وتيرة التطبيع في الأيام المقبلة حال موافقة الكونغرس الأمريكي على سن الحصانة السيادية التي طالب بها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وحال صدور القرار ربما تبدأ التفاهمات بين الجانبين عبر إعلان الخرطوم لخطوة مماثلة تعلن فيها رغبتها الجادة بالتطبيع وقبل التوقيع النهائي يعلن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب وتقديم المساعدات الاقتصادية.

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..