“لقد كان اليهود بيننا في السودان”

محمد حسن شوربجي
ولعهد قريب جدا كان اليهود بيننا في السودان
أقاموا طويلا بيننا وتشربوا الحياة السودانية وغاصوا في اعماقها وبكل تفاصيلها وقد التزموا بديانتهم اليهودية يتصاهرون فيما بينهم وفي إطار جالياتهم في كل الاقاليم فتكاثروا بدرجه أن كانت لهم مقبرتان أو اكثر في السودان.
وما أن أطلت القومية العربية برأسها حتى بدأ رحيلهم وقرار الرئيس جعفر نميري بتأميم كل الشركات الاجنبيه ففضل اليهود العودة إلى أرض ميعادهم بعد أن باعوا ممتلكاتهم .
ولم ينقطع اليهود عن السودان بل ظلوا يترددون علينا
بجوازات امريكيه وبريطانيه وغيرها
وان كانت اللآت الثلاث قد قطعت دابرهم عن السودان طويلا.
لكنهم ظلوا يضربوننا بالصواريخ والطائرات ليلا
ونحن نرد عليهم بالدفاع بالنظر
وكانت تغير علينا طائراتهم اللعينة وهي (طافيه النور)
ومن قبل طالبت وزارة الخارجية الاسرائيليه بما اسمته بالاملاك الإسرائيلية في الدول العربية و قد اعدت مشروعا طرحته علي الكنيست الاسرائيلي تطالب فيه السودان ومصر وموريتانيا والمغرب والسعوديه والجزائر وتونس وليبيا وسوريا والعراق ولبنان والاردن والبحرين بتعويضات عن ممتلكات 850 الف يهودي قيمتها حسب ما جاء في الخبر الغريب 300 مليار دولار بالتمام والكمال
علي ان تتحمل هذه الدول كل هذه التعويض وبحساب الايام والسنين وقد عاشوا اجمل وابهي ايامهم كمواطنين و رعايا تمتعوا فيها بكل حقوق المواطنة في الزمن الجميل الذي عاشته الكثير من الدول العربية والإسلامية و بعد نكسة 1948 وبحلول حرب اكتوبر 1973 لم يكن هناك يهود في معظم البلاد العربية والاسلامية باستثناء قلة قليلة وافراد يعدون علي اصابع اليد من اليهود الذين عاشوا ايام حياتهم في تلك البلاد وتجنسوا وقد تمتعوا بالامن والامان رغم المرارات التي كانت في الصدور بسبب الانتهاكات وجرائم الابادة لعرب فلسطين.
وقد سكن اليهود في السودان وهنالك سجلات كثيرة تحمل تفاصيل جالياتهم المنتشرة في السودان فكان :
**** (يهود) آل إسرائيل الذين سكنوا جوار السكة حديد
**** و(يهود) آل قرنفلي ارتبطوا بمدينة بور تسودان
**** و (يهود) آل منديل استوطنوا مدينة النهود وعملوا في المجوهرات والذهب.
**** و(يهود) آل مراد بسيسي عاشوا في مدينة بربر
**** و(يهود) آل المليح كانوا في كسلا
**** و (يهود) آل عدس سكنوا مدينة ود مدني
**** و(يهود) آل باروخ جاءوا من مصر وهم من يهود المغرب وعملوا في القماش.
**** و (يهود) آل دويك وهم من يهود سوريا المتشددين كانوا في الخرطوم وعملوا في القطاع الخاص.
**** و(يهود) آل تمام سكنوا في أم درمان والخرطوم
**** و(يهود) آل كوهين استقروا في الخرطوم بحري
**** و(يهود) آل ساسون عاشوا في كردفان
**** و (يهود) آل عبودي سكنوا بحري وعملوا في لعب الأطفال.
**** و(يهود) آل حكيم عملوا في مجال تصدير السنمكة والمنتجات السودانية
**** و ( يهود ) المسالمه سكنوا حي المسالمه
والياهو ملكا ،، وحنانيا العيني ،، شالوم سيروس ،، وسليمان بيومي ،، وماركوفيتش
**** وكانوا يقيمون مبارياتهم ضد الجيش الانجليزي الأقوي في الخرطوم في عهد الاستعمار وايضاً ضد الجالية اليونانية والسورية .
وقامت شركة ليكوس اخوان وهم من أصل اغريقي بشراء أرض النادي وانشئت عليه ( سينما كليزيوم )
وكان قد تولي رئاسته عدد من أعيان اليهود السودانيين من بينهم الصهيوني شالوم سيروس والبرت قلاوون .
و الياهو ملكا ،، وكان مدير لشركة جلاتلي هانكي
وكانوا يملكون مصنع ينتج عطر ( عطر بنت السودان )
وقد اتحفنا الشاعر والأديب السوداني الكبير الراحل محمد احمد محجوب وفي كتابه……… بقصة طريفة عن بخل اليهود.
أن سيدة يهودية جمعته بها ترام ام درمان تشاجرت مع مندوب الشركة بأنها اشترت تذكرة ذهاب واياب بستة قروش صاغ لكن هواءا عاصفا اختطف التذكرة من يدها والترام مندفع إلى الأمام لذلك لا تستطيع أن تدفع تذكرة الإياب فقال لابد أن تكون يهودية وشعر بميل لمساعدتها خوف أن تقضي نحبها اسفا على ما فقدت من نقود وجعل يجادل مندوب الشركة نيابة عنها حتى جاء المفتش فانقذ الموقف واعفي السيدة .
فعاد إلى السيدة حيويتها وتهلل وجهها وابتسمت وكأنما ردت إليها خزائن الأرض والسماء.
فباسطها في الحديث فإذا هي أرملة يهودية ذهبت إلى إسرائيل وعادت لتصفية املاك زوجها.
قال لها لماذا كل هذا الجهد وانت على جانب من الثراء
قالت: أن من يضع زهرة شبابه في بلاد الجحيم لابد أن يكون شحيحا يحاسب على المليم الواحد.
قال وقد بدأت كلمة الجحيم تصل فؤاده وهل تنوون البقاء في هذه البلاد
قالت لن نقوى على ذلك والشمس تكوي اجساذنا
والرياح ذات الاتربه تعمي عيونا
فادر وجهه عنها واغمض عينيه عن دمامة وجهها وقبح الفاظها وجفوة طباعها
فليست هذه أول مرة يسمع فيها سب لبلاده
فان كانت بلادنا حقا جحيما فلماذا تاتون إليها أيها الغرباء
فمن تصفووهم بسكان الجحيم هم اهلنا سود وجوه وغلاظ طبع و اشداء على الظالمين عراة حفاة يؤلمهم النسيم العليل وتخنقهم رائحة الورد وعبير الزهر.
رحم الله المحجوب وقد رد في رسالته الطويلة والبليغة برد قاسي القمهم حجرا في مقتل مما دفع باليهود للاحتجاج على رسالته التي نشرها في مجلة الفجر.
نعم لقد كانوا هنا طويلا ولم يرضوا عنا وحتي وان رضوا عنا الف مرة فلن نتبع ملتهم وان اتبعوا هم ملتنا فباخلاقنا وحسن تعاملنا مع جميع البشر الذين خاطبهم رب العزة والجلال في عليائه حين قال ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
…………………………
آل منديل من يهود المغرب ودخلوا الى السودان قبل المهديه واسلموا جميعهم فى المهديه وحسن اسلامهم وتزاوجوا مع كثير من الاسر السودانيه لذلك انتفت عنهم صفة يهود لكن بقى اسمهم