
• لم يعاملوه بالصدق يوماً واحداً .. قالوا له إنّ (قوش) قد هرب ، مع أنه يعلم يقيناً أنّ صلاح قوش قد خرج عبر المطار تحت بصر الجميع ، لم يجرؤ أحد منهم على مجرد سؤاله : ماشي وين؟
• ثم خرج العشرات من مجرمي نظام البشير ، تحت سمع و بصر الجميع ، و عبر المطار أيضاً ، بل – للدقّة – عبر صالة كبار الزوّار، و كان في وداعهم بعض من جأروا بالشكوى لاحقاً من (هروبهم).. خرجوا معزّزين مكرّمين إلى تُركيا و إلى مصر و إلى غيرهما ، بعد أن قاموا بتحويل “المنهوبات” و تسييل العقارات ، دون أن تلاقيهم “شوكة” ..
• ثم نشطت طائفة من رموز “الحريّة و التغيير” لاحقاً في حملة “أنسنة” و تنظيف لصلاح قوش ، حتى زعم بعضهم أنّه لولاه لما نجحت الثورة ، بل حتى نظمت بعض الفلول تظاهرة لما سمّي “تكريمه”.. فكيف يمكن ، يا تُرى ، تفسير ما تردده رموز أخرى من منبر الحرية و التغيير من وعيد بملاحقة “المجرم” قوش ، و استنفار الشرطة الدوليّة لاعتقاله ، كيف يمكن تفسير هذا بغير مفردة (الاستعباط)؟؟..
• قبل أيّام خرج ضابط جهاز أمن البشير ، و رئيس اتحاد الصحافيين الذي تولّى أمر “تعيينه” ضابط الجهاز المدعو محمد حامد تبيدي ، في “انتخابات” مضروبة ،الصادق الرزيقي خرج عبر مطار الخرطوم ، بل عبر صالة الـ(V.I.P) ، بعد أن أوهموا المساكين أنّه قيد الاعتقال جراء رفضه تسليم دار و ممتلكات الاتحاد ، فراحوا يرددون مناحة هروبه ، و أجزم أنّ بعض النائحين كانوا في وداعه في المطار ، و ربما حمّلوه رسائل شوق إلى قوش ..
• قبلها ، و بعد أن صرّح البشير في محاكمة لا أستطيع الجزم بجدّيّتها ، بأنه سلّم بعضاً من الدولارات التي نفحه إياها وليّ العهد السعودي ، سلّمها للشيخ عبدالحي يوسف .. فاكتفى عبدالحي بالنفي من على منبره ، مادحاً البشير بأغرب مدحٍ يشبه الذّم ، بقوله : (كذبَ وهو صدوق) مع أنّ كلّ من له عقل في هذا البلد يعلم أنّ البشير بطبعه كذوب ، و يعلم أنّه في واقعة دولارات عبد الحي تلك بالذات قد صدق ، فانطبقت عليه صفة الشيطان التي أطلقها عليه النبي الكريم صلوات الله و سلامه عليه ، بقوله : (صدق و هو كذوب)..خرج مطمئنّاً و عينه في عين (أتخن تخين) في ما سُمّي ب”حكومة الثورة” ، فلم يسألوه ، و أكاد أجزم بأنّه ، حين تساءل بعض ذوي الأخلاق من الثوّار عن التردُّد في اعتقال رجُل اتّهمه رئيس النظام السابق ، المعتقل ، أكاد أجزم بأن بعض “فاعلي الخير” في حكومتنا الرشيدة قد توسّل إليه بالخروج حتى تهدأ الأحوال ، حتى يجنّبهم الحرج ..
• لقد باعوا لنا “الترماي” على شكل “ثورة” !!.
• كفى استعباطاً للشعب .. كفى.