
بعد أن سقط القناع وسقطت ورقة التوت وظهر المستور وبُعثر ما في القبور من واجبنا كمثقفين القيام بتوثيق جميع فضائح الإنقاذ التي حدثت في سفاراتهم اثناء عهدهم البغيض حتى يعلم هذا الجيل والأجيال القادمة كيف شوه سفهاء الإنقاذ التاريخ الناصع للدبلماسيين السودانيين الذين حملوا راية السلك الدبلماسي منذ الاستقلال قبل أن تتمكن زواحف الإنقاذ من اختطاف السلطة من الحكومة الديموقراطية المنتخبة. كما يجب علينا أيضاً توثيق جرائم بيوت الأشباح ، وغسيل الأموال، وفضائح بيع بيوت السودان في جنيف، وفي لندن بعد أن تمكن لصوص الإنقاذ من بيع خط هثرو، وسودانير بحفنة من الدولارات. وعندما أصابتهم حمى البيع لم يتركوا شيئاً خطر على بالهم من ممتلكات السودان الداخلية والخارجية لم يعرضوه للبيع في المزاد العلني ويقتسموا ثمنه نهاراً جهاراً بعد أن تمكنوا من بيع شركة الخرطوم للتجارة والملاحة ، والبحر الأحمر للتجارة والملاحة ، وشركة الجزيرة للتجارة والملاحة ، وخطوط السكك الحديدية، ومشروع الجزيرة بأبخس الاثمان.. ولو سنحت لهم الفرصة لحكم السودان لعام آخر قبل أن تطيح بهم ثورة ديسمبر الخالدة لأعلنوا بيع القصر الجمهوري وقاعة الصداقة في مزاد علني. ولم تكن فضائح الكيزان محصورة في مثلث حب الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وفقه السترة كما يعتقد البعض فقد اتسعت دائرة الفضائح لتشمل عمليات التجسس في سفارتهم في يوغندا، والفساد المالي في سفارة نيجيريا، والنرويج وإيطاليا وما خفي أعظم. وإذا أردنا أن نوثق فضائح الكيزان الدبلماسية فقط لاحتجنا لآلاف الصفحات بل إلى آلاف المجلدات. ومهما بذل الصحافيون من جهود جبارة لكشف فضائح سفاراتهم – وما أكثرها – لا يستطيعون حصرها لأنها انتشرت إنتشار النار في الهشيم في جميع أنحاء العالم دون استثناء. ولقد شهدنا في عهدهم البغيض فضائح الدبلماسيين الجنسية في مترو الأنفاق مثل فضيحة التحرش الجنسي بطولة الدبلماسي الإنقاذي التي نُشرت على نطاق واسع في الصحف وأجهزة الاعلام الامريكية. بالإضافة إلى فضحية الكوز الذي تحرش بفتاة أمريكية في الملهى الليلي عندما تحسس مناطق حساسة في جسمها اثناء الرقص مما جعل الفتاة تستنجد بحارس “الدسكو” الذي قام بدورة باستدعاء الشرطة التي حضرت فوراً وقامت باعتقاله بعد أن أوثقت يديه خلف ظهره بالاصفاد وأودعته في الحبس لكنه أفلت من عقوبة السجن باعجوبة لحصانته الدبلماسية، وإطلق سراحه في اليوم التالي بعد أن تأكد المتحري من هويته الدبلماسية وإنه أحد أعضاء البعثة السودانية في الأمم المتحدة ولولا حصانته الدبلماسية لواجه عقوبة السجن المؤبد وغرامة مالية لا تقل عن ربع مليون دولار. ولا شك في أن هذه الفضائح التي يحاول الكيزان طمس معالمها ستظل موثقة وستلاحقهم حتى قيام الساعة ويستطيع أي باحث استعادتها بمحركات البحث في جوجل في أي زمان ومكان. لذلك لا أود أن أخوض في تفاصيلها حتى لا يشعر القارئ بالاكتئاب والملل. فمن يرغب في الإطلاع على المزيد من التفاصيل عليه القيام بتشغيل محركات البحث في جوجل ليرى بنفسه الفضائح التي غطوها بفقه السترة على مدى ثلاثين عاماً من حكمهم الدكتاتوري الدموي المأسوني.
وحتى لا تشعر بالملل أرجو أن تنتقل مباشرة لمشاهدة مسلسل فضيحة من العيار الثقيل جرت أحداثها ما بين الرياض وبومبي و نيودلهي. لقد بدأ السيناريو عندما حضر للسفارة السودانية في الرياض والد طفل سوداني- حديث الولادة – عالق مع والدته في مدينة بومبي في الهند لتقديم طلب لاستخراج جواز سفر لابنه حتى يتمكن من العودة إلى مدينة الرياض برفقة والدته. كان والد الطفل يتوقع استقبالاً رائعاً على السجادة الحمراء في سفارة موطنه ويستلم جواز ابنه قبل أن يشرب فنجان قهوة الصباح بعد أن قام بتسجيل جميع البيانات المطلوبة في الاستمارة الخاصة وإرفاق صورة الطفل الفتوغرافية بحسب المقاييس المحددة وسلمها للموظف المسئول الذي طلب منه الانتظار في صالة الاستقبال حتى يأتي دوره لمقابلة ضابط الجوازات..وبعد فترة انتظار طويلة خرج مسرعاً لمقابلة الضابط بعد أن سمع اسمه عبر الاتصال الداخليintercom ولكن بمجرد دخوله في مكتب ضابط الجوازات بادره بسؤاله عن الطفل مباشرةً بعد أن لاحظ أنه ليس برفقته! فشرح له الموقف بهدوء وأخبره أن الطفل عالق في مدينة بومبي لذا تقدم بهذا الطلب لكي يستخرج له جوازاً حتى يتمكن من العودة إلى الرياض مع والدته في أول رحلة جوية قادمة من بومبي. أسمع أيها العزيز ماذا قال له الضابط البليد؟ والحديث لوالد الطفل ، لا يمكنني استخراج الجواز إلا إذا أحضرت الطفل إلى السفارة لأخذ بصمته لأن الجنسية والجواز تُستخرجا معاً..حاول والد الطفل إقناعه بشتى الطرق وقدم له جميع الحلول الممكنه لحل المشكلة من ضمنها استخراج الجواز والجنسية معاً والاحتفاظ بالجنسية في مكتبه دون تغليف حتى يتمكن من إحضار الطفل إلى السفارة لأخذ بصمته بعد وصوله إلى الرياض مباشرةً وأضاف إن بامكانه أن يتعهد بذلك كتابةً.. لا يساورني أدنى شك كشاهد إثبات أن هذا الحل يعتبر حلاً منطقياً للمشكلة المفتعلة التي لا تستحق هذا الجدل البيزنطي. ولو كان مسئول الجوازات السابق الذي اشتهر بنزاهته ودماثة خلقه ما زال يمارس عمله في السفارة لما حدث ما حدث إطلاقاً لأنه كان سيستخرج الجواز للطفل خلال وقت قياسي لا يتجاوز عشر دقائق في أسوأ الاحتمالات دون أن تدفع له بتاتاً أو تضرب له وقت موعد لكن مع الأسف الشديد تمت إحالته للصالح العام بعد أن اتهمته الزواحف بأنه غير ملتزم بفقه السترة لأنه ود ناس وغير خناس، وإنه يختشي ولا يرتشي ولا يعرف الغتغتة والدسدسة لذلك تم فصله حتى يعلن توبته وإلتزامه بفقه السترة. مرت لحظات وأنا أتأمل هذا المشهد الدرامي قبل أن تتداعي إلى ذهني مجموعة من الأسئلة الحائرة التي لم أجد لها إجابة بين السطور.. لماذا فشلت سفارة بحجم الرياض في حل مشكلة صغيرة يستطيع حلها أي موظف استقبال طالما أن الجواز سيستخرج وفقاً للوائح والإجراءات القانونية؟ لماذ فشل السفير في إقناع ديك الجوازات لاصدار جواز الطفل عندما تدخل بنفسه لحل المشكلة؟! لماذا لم يصدر له أمراً بذلك؟ وإذا لم تكن السفارات مؤهلة لتقديم مثل هذه الخدمات الضرورية لمواطنيها في دول المهجر فما هو الهدف من وجودها إذن؟ ما الذي يخشاه ديك الجوازات إذا وافق على استخراج الجواز للطفل؟..كيف يتصرف السفير إذا واجهته مشكلة بحجم مفاعل تشرنوبل وهو لا يستطيع حل مشكلة طفل رضيع؟!
لأسباب غير معلنه رفض ديك الجوازات جميع الحلول المقترحة لحل مشكلة المواطن دون أن يبرر موقفه بأي مسوغات قانونية. وبعد أن باءت جميع المحاولات بالفشل طلب السفير من والد الطفل مرافقته إلى مكتبه بحثاً عن حلٍ آخر لمشكلته حيث قام بمخاطبة السفير السوداني في نيودلهي عبر الخط الساخن وشرح له أبعاد المشكلة وأخطره أن والد الطفل في طريقه إلى السفارة في نيودلهي وطلب منه عمل الإجراءات اللازمة لاستخراج جواز سفر لابنه العالق في بومبي حتى يتمكن من العودة مع والدته إلى الرياض. كان “المايك” مفتوحاً مما يسر لوالد الطفل الاستماع للمحادثة بكاملها لذلك خرج مطمئناً بعد أن سلمه السفير خطاباً مفتوحاً للسفير السوداني في نيودلهي لكي يقدم له الدعم السريع لتيسير مهمته. وفي ختام اللقاء شكر والد الطفل السفير على جهوده المخلصة لحل المشكلة قبل أن يغادر مكتبه.
وفي صباح اليوم التالي غادر والد الطفل إلى مدينة بومبي لأخذ الطفل ووالدته إلى السفارة السودانية في نيودلهي لاستخراج الجواز بعد أن وصلت جميع محاولات استخراجه في الرياض إلى طريق مسدود! وبعد وصوله إلى مدينة بومبي اتصل بالسفير السوداني في نيودلهي مباشرةً وعَرَفَّه بنفسه وأخبره بأنه المواطن السوداني الذي حدثه سفير الرياض بخصوص قضيته عبر الهاتف وأخبره بأنه قد وصل إلى بومبي لاصطحاب ابنه ووالدته إلى السفارة السودانية في نيودلهي. كان رد السفير محبطاً عندما أخبره بعدم وجود ضابط جوازات في السفارة، ولا قنصل!! ولا مساعد قنصل.. ولا دفاتر جوازات! ولا حتى ورق طباعة!.. وإنه كان يعتقد أن والد الطفل سيأتي إلى السفاره لكي يستخرج له شهادة ميلاد!!..تخيلوا أيها الثوار الأحرار أن شخصاً بهذا الغباء يعين سفيراً لدولة بحجم قارة..! إذن لماذا لم يقل هذا الحمار ذلك لسفير الرياض عندما اتصل به وشرح له القضية بالتفصيل حتى لا يسافر والد الطفل إلى بومبي ويتحمل كل هذه التكاليف المادية الباهظة ومشقة السفر لآلاف الأميال دون جدوى؟ تخيلوا يا سادتي ما قاله ديك نيودلهي لوالد الطفل؟!!!. صدقوني لو عُين في محل هذا الديك الرومي درويش من دراويش الزريبة لفهم ما قاله ديك الرياض..! لم يكن الديك الرومي في نيودلهي يعلم أن “المايك” كان مفتوحاً عندما تحدث معه ديك الرياض وأن والد الطفل قد استمع للمحادثة بكاملها..وأن المحادثة جرت بالعامية السودانية وليست باللغة الصينة! يا لها من فضيحة كبرى!!..فإذا كان ديك نيودلهي البليد لا يفهم العامية السودانية فتلك مصيبة أما إذا كان يفهمها فالمصيبة أعظم..! لذلك أستطيع أن أقول بكل صراحة إنها أم الفضائح! وليس لدي أي تفسير غير ذلك.! لماذ لم يفهم ديك خديجة ما قاله ديك آمنة بالعامية السودانية حتى لو كان ينتمي إلى ديوك البشمرقة؟! وهكذا انتهى تصوير الحلقة الأولى من مسلل ديك آمنة وديك خديجة الذي تشابهت عليه الديوك لذلك لم يفهم السيناريو فهماً جيداً!..تصوروا يا سادتي كيف ستكون النتيجة إذا كانت المحادثة التي جرت بين “الديكين” بالآرامية؟! أوالسنسكريتية القديمة وليس بلسانٍ عربيٍ مبين؟ (يتبع).
صديق جوليا
بصراحة ما عندك موضوع: اذا كانت هذه الحادثة قبل الجواز الاليكتروني. ببساطة يمكن للسفارة اضافته في جواز والدته ان كانت سودانية والا بالامكان عمل فيزا اضطرارية يسافر السودان لتكملة الاجراءات، وتقريباً دي الحقيقة لان الجواز الاليكتروني يستخرج بالرقم الوطني،، اما اذا كان الطلب في عهد الجواز الاليكتروني الاجراءات تتطلب حضور الطفل، في الحالتين ضابط الجوازات على حق
بلاش تظلموا الناس، لعلمك ضباط الجوازات في الداخل والخارج اشرف ممن يقومون بواجبهم، الان وبعد رحيل النظام البائد لو عرضت هذه الحالة كذلك سيكون الاجراء بنفس الاسلوب، القانون لا يتجزأ
لازم نغير عقلية النقد و الحديث عن الماضي فلنتحدث عن الحاضر و المستقبل حتى نجد حلول ناجعه. فلنجعل مهنة الصحافه مهنة ساميه حتى الان لم يحصل تغيير يذكر في الصحافه بعد التغيير انتقلنا من مربع النقد الكيزاني الى مربع النقد القحاتي
ليه نحن بنحاول نرجع لي وراء بكتابة بماهو ليس بالمفيد.
يعني نحن ماعارفين فساد الكيزان حانقعد 30سنة نكتب عن الكيزان وعمايلهم فينا.
الناس تشوف حاضرها ومستقبلها وتمش لي قدام.
خلونا من العولاق a
عدم الموضوع موضوع !! يعني هي أم الطفل دي أمية ولا كيف !!! قاعده مع منو ليه ماراجعت السفارة في الهند لإستخراج جواز سفر لمولودها بدون إقحام سفارة الرياض في الموضوع أصلا !!!!!
صدقت واحسنت الرد
اولا الاجراءات المتبعة يمكن ان يتم استخراج وثيقة سفر اطرارية تمنح في مكان الشخص الذي فقد جواز سفره أو مولود جديد لاب سوداني وهذه اجراءات عادية و موجوده لكن ان يكون مثل ما رويت فقصتك تحتاج لفبركة جيدة انت شخص يحب ان يالف قصص فقط
و ان كنت لم تغادر السودان لبلد آخر فسال الناس قبل الخوض في هذا