مقالات وآراء

السودان بين دول الكمونويلث

أسامة ضي النعيم محمد 

 

تلك أمنية قتلتها تطلعات الساسة السودانيون خلال الفترة من 1945-1954م ، من يطلع علي أرشيف تلك الفترة عن تأريخ السودان  وخياراته التي كانت متاحة يحزن لتفويت الفرصة علي أهل السودان ليصبحوا كما الامم في استراليا وكندا مثلا . الانضمام الي دول الكمونويلث من بين الفرص العزيزة التي كانت متاحة للسودان  ولكن غلبة التطلعات السياسية العروبية غلبت  وفات علينا الاخذ بمصلحة السودان أولا.

الفرصة عادت اليوم لإعلاء شعار السودان أولا ، الضائقة الاقتصادية عصفت بنظام (الاخوان) ، خلايا تأسست وكونت حاضنة الجماعة مبتدأ علي أسس اقتصادية بحته ، نواة الاخوان الاولي هي الاسرة ولا يتعدي عدد أفرادها خمس لا يعرفون الا بعضهم البعض وزعيم تلك الاسرة ، يتوفر لهم في بيت زعيم الاسرة الاطعام ، لقيمات مع شاي المغرب وربما عشاء يصل في فاخره الي فول وطعمية وتلك كانت من أطايب الطعم وجاذب أعضاء الخلايا . تحل في نطاق الاسرة  التنظيمية مشاكل الاخوان الاقتصادية .

الخلية الاخوانية وبمرور التدرج في مراحل التعليم والدرس ، تتعدد مطالب اعضائها ويتدخل نافذ من أعلي الهرم التنظيمي ليحل مشكلة العضو في تسهيل الذهاب الي بعثة خارجية أو الحصول علي وظيفة . بالرغم من البناء الاقتصادي والمالي المحكم لأهرامات الاخوان إلا أن قاصمة ظهر حكمهم كانت المشكل الاقتصادي الذي عصف بكل حولهم وقوتهم ونقض غزل دولتهم التي بنيت لقيمات لقيمات مع رشفات أكواب الشاي بالحليب المقنن وما لحق بعده من تمكين في ثروات وأرض السودان .

ها هي المشكلة الاقتصادية ما زالت تراوح مكانها في سودان بعد ثورة ديسمبر، (لا دولة) هو العنوان الصحيح لبلاد السودان الذي خلفته جماعة الاخوان في محاولتهم إنقاذ البلاد بزعمهم ، لم يترك الاخوان منارات كتلك التي ورثناها من الانجليز ، مشروع الجزيرة والسكة حديد والخدمة المدنية ، بل خلفوا صفوف البنزين والرغيف والوقود والنقود ثم سارت جحافل (الكورونا ) لتقضي علي أنفاس تعلو وتهبط من اقتصاد منهك ، الفيضانات التي لم يشهد لها السودان مثيلا تكتسح بمياهها المتدفقة الزرع والإنسان وترفع أسهم الضائقة الاقتصادية عاليا في سودان ما بعد ثورة ديسمبر.

السودان بين دول الكمونويلث فرصة تتاح حاليا ، بريطانيا تخرج من مجموعة الاتحاد الاوربي ويضمر سوقها مع اتحادهم ، الانجليز لهم باع في التجارة ، حكموا امبراطورية تغيب عنها الشمس في المشرق حامل العلم الانجليزي ثم تشرق في مغرب يعلو عليه التاج البريطاني ، لا يعجز حكومة التاج البريطاني من تحريك المصلحة البريطانية لتعلو وتعوض اثار قنابل العام 2020 النووية ، من خروج بريطانيا مثخنة بالجراح من الاتحاد الاوربي الي جائحة (الكورونا) وارتداداتها ليس موجة واحدة بل موجات كلما أانحسرت واحدة إلا وتلتها أخري وها هو أكتوبر يزحف بموجة الجائحة أشد فتكا علي الاقتصاد البريطاني ويعد أكتوبر يعقبه نوفمبر العقرب بنصيب  أوفر من الكوارث الاقتصادية .

بوريس جونسون ، رئيس وزراء بريطانيا ، يستدعي أصوله التركية وجيناته العثمانية ليتصدي للمعضلة الاقتصادية ، يمد الايادي هنا وهناك لشراكات تجارية واقتصادية لإنقاذ التدهور في بلاده ، ومصالح السودان الاقتصادية اليوم هي في حاجة الي مثل تلك الايادي الصديقة التي خبرناها وخبرتنا أيضا ، فتح مجال الاستثمار في زراعة القطن للشركات البريطانية يحرك عجلة المصانع في يوركشير ولانكشير ، الثروة الحيوانية ورفع قيمة الصادرات فيها يحقق نفعا مشركا للاقتصاد السوداني والبريطاني .

اعلاء المصلحة الاقتصادية تجئ متأخرة في أجندة الساسة السودانيين بحكم واقع اليوم ، تخنق مشكلة التوازن التجاري والمالي بلاد وعباد السودان ونشاهد من حولنا النهازون للفرص يستثمرون شعارات سياسية لجذب أهل السودان الي مصايد اقتصادية بحجة حل الضائقة ولكن الهدف المبطن هو القضاء علي سيادة السودان فهو بلد أفريقي يحاول انسلاخا من واقعه ادعاء العروبية جينا وحيدا في هرم حمضه النووي. عاش السودان حرا عزيزا وسيعبر الاقتصاد بعقل جديد وشعار مصلحة السودان الاقتصادية أولا.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد 

   

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..