ما أود أن أشير إليه هو التحول في الخطاب الرسمي للدولة، من خطاب جاهل، محبط، ” فارغ ” المضمون و المحتوي من نوعية ” رب رب رب “، أو خطاب كاذب من نوعية أن الحد الادني للاجور الف و ثمانمائة دولار كما قال أحد أجهل جهلاء الإنقاذ !! .. أو خطاب عنتري في ساحة عامة ينتهي برقص خليع للمخلوع..لقد عاني الشعب خلال الثلاثين عامآ الماضية من هذا الخطاب الرسمي الذي إتسم ” بالهرجلة ” و الكذب و محاربة طواحين الهواء.. برز هذا التحول جليآ و واضحآ في خطاب السيد رئيس الوزراء الموقر في افتتاح المؤتمر المشار إليه عاليه.
جاء خطاب حمدوك متزنآ، مليئآ بالحقائق الموضوعية، و شفافآ.. أمسك بمشرط الجراح الماهر ليشَرِح المشكلة و يشرَح أسباب الداء… قدم نظرته، و كتب روشتة العلاج الذي سيخرج بالسودان من حالة الموت السريري التي يعيش فيها الي رحاب التقدم و الانطلاق نحو تنمية شاملة.. لم ” يلعلع ” بترهات فارغة كما كان يفعل أبالسة النظام السابق.. لم يبيع للناس ” الوهم ” و إنما رسم لهم الطريق نحو المستقبل بثقة و طمأنينة.. وصف الوضع الراهن كما هو دون تجميل، و أقر بالفشل الذي صاحب الحكومة الحالية و تحمل المسؤولية بكل شجاعة و نبل… بدا واثقا بالمستقبل دون إفراط، مؤمنآ بقدرة هذا الشعب علي تجاوز الصعاب و السير نحو المستقبل بخطي واثقة..
تحدث السيد رئيس الوزراء عن علاقة السودان بالإقليم و علاقاته بالعالم و بالمنظمات الإقتصادية العالمية.. و أشار الي ضرورة التعامل معها بموضوعية دون هتافات فارغة لن تزرَع حقلآ او تطعم فمآ… و من خبرته الممتدة في المنظمات الإقتصادية، أورد لنا أمثلة من دول حصدت ثمار عملها الجاد لإنجاز مشروعها الوطني دون التفريط في الثوابت.
إن مثل هذه القيادة الواعية بالتحديات و الملتزمة بخط الثورة و روحها لا بد أن تقود الناس نحو المستقبل كما ينبغي.. علي الشعب أن يبتهل هذه السانحة، و أن يعمل بكل ما أوتي من قدرة و طاقة لإنجاح الفترة الإنتقالية، و لقفل الباب أمام أعداء الوطن في الداخل و الخارج.. علي الشعب أن بتخلي عن الأنانية و أن يعلي من قيمة الوطن و أن يواصل تقديم التضحيات من أجل وطن شامخ سامي، إيفاءا بالعهد لأرواح الشهداء الذين إرتقوا من أجل هذه القيم السامية،
معآ لنبني وطن الحرية و الديمقراطية و التنمية المستدامة، وطن الخير و المساواة و العدالة..
شكرا حمدوك..
د. معتصم بخاري