أخبار السودان

حراك سياسي وشعبي.. هل يتم التطبيع مع إسرائيل؟

الخرطوم – وليد النور

لم يتوقع بعض السودانيين الذين حضروا قمة اللاءات الثلاثة في العام 1967م أن يأتي زمن تتبادل فيه الخرطوم وتل أبيب السفراء. فيما يحلم جيل جديد دخل إلى دولة إسرائيل في مطلع الألفية الثانية بيوم يعودون فيه من تل أبيب إلى الخرطوم.

وشهدت الخرطوم نهاية الأسبوع الماضي جدلا كثيفا بين السودانيين المؤيدين للتطبيع والرافضين له كل بدفوعاته ومبرراته لاسيما أن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية حادة وتناقص قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية. وفي ظل الجدل الكثيف ظهرت دعوة لانعقاد مؤتمر صحفي لجمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية؛ قبل أن يتراجع أصحاب الدعوة.

وقال عضو الجمعية، عوض عدلان في تصريحات صحفية إن الجمعية سبق وتقدمت بطلب لمجلس الصداقة الشعبية العالمية لتسجيل الجمعية قبل 5 أشهر، ولكن المجلس رفع الطلب إلى مجلس الوزراء للبت فيه.

وأفاد عدلان أن قانون مجلس الصداقة الشعبية، يتيح لأي جمعية تسجيل عضويتها بعد 15 يوما من تقديم طلب تسجيلها، وأنه بعد انقضاء المهلة، شرعت الجمعية في تسجيل عضويتها التي بلغت الآلاف.

وأشار إلى أن كل القاعات بالخرطوم رفضت استضافة المؤتمر الصحفي لتدشين أعمال الجمعية، عدا واحدة رحبت بالخطوة، لكنها فوجئت باتصال من مجلس الوزراء يوجهها بعدم السماح بعقد المؤتمر الصحفي.

وقال إن صاحب القاعة، اتصل بالجمعية، وأخبرها باعتذاره عن تدشين المؤتمر الصحفي، خاصة وأن تهديدات وصلته من مجلس الوزراء بسحب ترخيص القاعة حال انعقاد المؤتمر الصحفي.

وأكد عدلان أن المؤتمر الصحفي لتدشين الجمعية سينعقد في وقت لاحق، وأن عملية تسجيل الجمعية ستمضي رغم العراقيل.

ويجيء الإعلان عن هذه الجمعية إثر أنباء عن اقتراب إعلان الحكومة السودانية التطبيع مع إسرائيل كأحد الشروط المطلوبة من الولايات المتحدة لدعم الخرطوم اقتصاديا والتمهيد لمغادرة هذا البلد قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وقالت الحكومة الانتقالية إنها غير مفوضة لاتخاذ قرار بالتطبيع مع إسرائيل وإن هذه الخطوة من مهام الحكومة المنتخبة، ومع ذلك تبرز مؤشرات بأن السلطات السودانية تبحث عن مخرج لتبرير التقارب مع إسرائيل كخطوة مطلوبة من أجل المصلحة العليا.

وفي مطلع سبتمبر الجاري طالب رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي، بوضع أسس جديدة في الشرق الأوسط بعد الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل.

وقال الفاضل، إن تجميد إسرائيل لقرار ضم الأراضي الفلسطينية، مكسب كبير وإنجاز لصالح مستقبل المنطقة وشعوبها والعالم. واعتبر الفاضل، معاهدة السلام بمثابة شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية السديدة التي يتحلى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في تحقيق علاقات مباشرة بين اثنتين من كبرى القوى الاقتصادية بالشرق الأوسط.

ورأى أن الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة الطاهر أبو هاجة يوم الأربعاء إن واقع المشكلات المتراكمة والأزمة الاقتصادية الطاحنة وإبقاء اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب وغير ذلك من القضايا “يتطلب منا جميعا تخطيطا استراتيجيا برؤية جديدة شاملة بل وجراحة دقيقة ماهرة لتغيير الصورة النمطية التي ارتبطت بعلاقاتنا الخارجية طوال العقود الماضية”.

وأضاف “نعم تحتاج كل الخطوات إلى تفويض كامل لكن انتظار التفويض في كثير من القضايا الحساسة والملحة ربما يضيع بعض الفرص المتاحة والفرص لا تتكرر”. وأعلن مجلس الصداقة الشعبية أنه “لم يشرع في تكوين جمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية”.

وحسب مصادر فإن الحكومة السودانية تفصل بين الربط بين رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لدى الولايات المتحدة الأمريكية، والربط بين مسألة التطبيع مع إسرائيل في الوقت الذي يصف فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه بأنه صانع سلام تاريخي في الحملة الانتخابية.

ويعود تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب إلى عهد رئيسه المخلوع عمر البشير، ويجعل من الصعب على حكومته الانتقالية الجديدة الحصول على إعفاء من الديون وتمويل أجنبي هي في أمس الحاجة إليه.

ويمثل التضخم المستشري في السودان وتراجع قيمة العملة أكبر تحد لاستقرار الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

ووضع السودان في عام 1993 في القائمة لأن الولايات المتحدة كانت تعتقد أن نظام البشير كان يدعم جماعات متشددة، وهو ما بات غير مستحق بعد الإطاحة بالبشير العام الماضي. كما أن السودان يتعاون منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..