أخبار السودان

“اعفاء الأرباب.. وتعيين فتح الرحمن الأمين.. أميناً عاماً لحكومة

علي جعفر،،،

لأول مرّة يتم اعفاء وتعيين أمين عام لحكومة ولائية من المركز مباشرة، من رئاسة مجلس الوزراء وعبر ديوان الحكم المحلي، أتى اعفاء السيد الأرباب محمد الفضل من منصبه كأمين عام لحكومة ولاية كسلا، وتعيين بديلاً له وهو السيد فتح الرحمن الأمين عبد القادر، وهو ضابط اداري له خبرات تراكمية وعمل بالخدمة العامة حتى وصل درجتها الأولى، وعمل بالولاية الشمالية وبمحلية كسلا ومحلية غرب القاش.. وله سمعة ادارية طيبة وسط الموظفين الذين زاملوه في الادارات التي عمل بها..

وطريقة تعيين أمين عام الحكومة الجديد تجعله أمام تحدٍ صعب للغاية، وفي تقديري الشخصي أنّه لن يضع أي بصمات نجاح في مشواره الجديد، مالم يبتعد عن “شلليات” و “لوبيات” المصالح بولاية كسلا، وعليه أن يعمل على اعفاء كل المدراء العاميين بالوزارات المختلفة ونقل “شللياتهم” من الموظفين، وكل من انتهك حرمة الخدمة العامة، ولم يُراعي حقوق الأجيال في الحفاظ على مؤسسات الدولة وتطويرها.. فولاية كسلا تعاني من تغوّل واضح على المؤسسية الاداريّة.. وانتهاك صارخ للقوانين وللمهنية الادارية..

السيد فتح الرحمن، أمين عام الحكومة الجديد، لتكن أول قراراتك القويّة الحاسمة هي تنظيم العمل بداخل مكاتب أمانة الحكومة، ونقل كل الموظفين به وتوزيعهم بمؤسسات الولاية الحكومية نقلاً مبني على المؤسسية الادارية والتخصص الوظيفي، واقالة كل مدراء الادارات بداخل أمانة الحكومة، عبر تسليم وتسلم على درجة عالية من المؤسسية القانونيّة، وذلك لمراجعة كل الملفات المتعلقة بتصديقات الأراضي والعربات الحكومية ودور وعربات المؤتمر الوطني وواجهاته، وتصديقات ملف السكر وغيرها من ملفات تجاهل أمين عام الحكومة السابق الأرباب الحسم فيها، وغطّى عليها، ولم يمارس صلاحياته الادارية في محاسبة الفساد فيها والحفاظ على حقوق الولاية..

السيد أمين عام الحكومة الجديد، مالم تكن شجاعاً في قراراتك، لا تخشى في الحق لومة لائم، فلن تستطيع اتخاذ أي قرار يحسم فوضى الفساد بالولاية.. ولاية كسلا أرهقها الفشل.. وانتهك حرمتها الفاسدون، وأصبحت ولاية بلا “وجيع”، فإمّا أن تكون قدر المسؤولية وإمّا أن تطالب باعفائك منذ الآن.. فلا مجال لتكرار الفشل والتغطية على الفساد..

السيد أمين عام الحكومة الجديد، لا تحسب مفهوم مسؤولية التكليف في منصبك، أن تجلس في مكتبك “الفخم المكيّف”، لتتلقى الاتصالات وتلقي بوعود التنمية هنا وهناك، وتتعلل بعدم تعيين والي لكسلا وتطالب بالصبر حتى تعيينه، فهذه مبررات الفاشلين العاجزين عن اتخاذ القرار، فأنت مطالب بممارسة كل صلاحياتك كأمين عام للحكومة وكوالي مكلّف لحين تعيين الوالي، وأي جبن منك في اتخاذ قرارات تصحيحية ستدفع ثمنه فشلاً زريعاً هذه الولاية المنكوبة.. وسيكون صفحة سوداء في مسيرتك العمليّة.. فلتنفض عنك التردد ولتمضي بقوة في مسيرة التصحيح..

ذهب الأرباب.. وغادر موقعه بعد سنوات طوال.. و “البحاسب رب العالمين” في كل ظلم وفي كل فساد انتهجه أو حماه بمنصبه، غادر الأرباب.. ولن تنفعه الآن تلك الوجوه التي حماها وذلك الحزب الذي دافع عنه.. فالمسؤولية أمام الله.. قبل أن تكون أمام الدولة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..