
مازال د. النور حمد يحلق في الخيال بعيدا عن ارض الواقع و يستند إلي فرضيات لم يمحص دقتها مسبقا”، لينطلق منها إلى نتائج خاطئة و تعميمات هي في الحقيقة مجرد شعارات خاوية و لا تصمد أمام الفحص النقدي لمسلماتها و للواقع الراهن الذي يشكل الأطار العام لها عالميا” و اقليميا” و محليا”.
١ – دعنا اولا” نفحص الركيزة الأساسية التي بني عليها مدخل أطروحته التي يظن أنها البديل العملي لأحلام اليسار و الذي يدعي زورا” بأنه يعيش في عالم خمسينيات و ستينيات القرن الماضي. كان بإمكانه و بنظرة خاطفة إلي برنامج الحزب الشيوعي الحالي و الذي يشخص بجلاء اننا في مرحلة انجاز البرنامج الوطني الديمقراطي و ينظر بإيجابية إلي الدور الهام الذي سوف يلعبه القطاع الخاص و الرأسمالية المنتجة. كما ان هذا البرنامج يضع الاعتبار كاملا” للهيمنة الشاملة للاقتصاد الرأسمالي العالمي و مؤسساته المالية بعد سقوط المعسكر الأشتراكي ولكنه يدعو للتعامل معها بشفافية امام اعين الشعب السوداني دون التفريط في ثروات البلد الطبيعية و بيعها بثمن بخس كما جرى في عهد الانقاذ و كما يجري في بلدان حطمت النخب السياسية الفاسدة فيها ثروات بلادها و أضاعت مستقبل اجيالها القادمة بتكبيلها بديوان مهولة طويلة المدى هي بمثابة صك عبودية حقيقي وبيع لثروات بلادها بثمن بخس.
و لنا أن ننظر للدول القليلة التي نجحت في المضي قدما” في الطريق الإفلات من طوق الفقر و العبودية لأنها لم تقبل ان تنجر لابتلاع طعم الشعارات الزائفة من قبيل ما يطرحه د. النور حمد. فهناك الآن على ساحتنا الافريقية مثالين او ثلاثة هي الأنجح في مضمار الانطلاق نحو نهضة اقتصادية مستدامة و على أسس متينة. التحارب الثلاثة في اثيوبيا و رواند و يوغندا تقودها حكومات تمثل حاضنتها السياسية حركات ذات منطلقات يسارية عميقة عدلت برامجها بسبب سقوط المعسكر الاشتراكي و لكنها ظلت وفية لاهدافها الأساسية في انتزاع أفضل شروط الاستثمار باشتراط توظيف القروض و التسهيلات المالية من المؤسسات المالية العالمية فقط في قطاعات الإنتاج و البنية التحتية. كما استفادت من ميراث برنامجها اليساري باستنهاض الجماهير في المساهمة بالأكتتاب في مشاريع بناء الركائز الاقتصادية الكبري. و نموذج سد النهضة في اثيوبيا و الذي تمت تغطية تمويله بمبلغ ٤٥٠٠ مليون دولار ( أربعة و نصف مليار دولار) بألأكتتاب الشعبي و يقف شاهدا” على صحة احد اهم شعارات اليسار علي ضرورة إطلاق حماس الجماهير و ربطها بشكل فعلي بالمشاركة في تقرير مسار و أهداف التنمية. هذا اليسار الذي لا يمل د. النور نسج و تدبيج الهجائيات فيه متفوقا” في ذلك نقائض الفرزدق و جرير التميميان.
٢ – اما الفرضية الثانية الخاطئة التي سوف نقوم بفحصها فهي اعتقاده بإمكانية تكرار تجربة مشروع مارشال جديد لبناء السودان في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة و التي هي على النقيض تماما” من ذلك السياق التاريخي الذي جرى فيه تنفيذ مشروع مارشال لأعادة بناء ألمانيا ثم اليابان. وقبل أن ندخل في إيضاح هذا الفرق ضمن النقطة التالية و الواضحة بجلاء في السياق التاريخي الذي فات على د النور ان يأخذه في الاعتبار بسبب تعجله في مواصلة موضوعه المحبب بتكرار هجائياته المتواصلة لليسار نحب ان نلفت نظر د. النور إلى مفارقة يسيرة لا تفوت حتى على رجل الشاعر العادي و الذي يرى امام عينيه انه عوضا” عن الوعد بألغاء الديون المبددة و غير العادلة على الشعب السوداني وقيمتها تناهز الخمسين مليار دولار فأن الجزار الأمريكي المرابي و شيلوك العصر الحديث يقف شاهرا” خنجره ليذبح الشعب السوداني مرة ثانية بأشتراطه الموافقة على دفع التعويضات الباهظة عن جرائم النظام الإرهابية التي لم يكن للشعب فيها ناقة و لاجمل مقدما” و مسبقا” قبل تنفيذ أي حزمة مساعدات اقتصادية للسودان أحقا” يا دكتور النور هذا ما تمنينا به بكل جدية انهم سوف يأتونا في ثوب المنقذ و مشروع مارشال جديد .١
٣ – يتحدث د. النور حمد عن مثال ألمانيا و اليابان و رضوخهما للهزيمة مقابل قيام الحلفاء الممنتصرين بقيادة امريكا بإعادة بناء شاملة لأقتصاديهما. يتناسي د. النور ان الوضع الجيوسياسي لأمريكا ذلك الحين كان في الموقف الأضعف على النقيض تماما” مما هو عليه الآن في أوروبا و آسيا و العالم بأسره في ذلك الوقت. كانت الجيوش السوفيتية بعد الحرب العالمية الثانية وصلت إلى برلين وسيطرت على النصف الأكبر من المانيا زائدا” النمسا بكاملها بينما سيطر البارتيزان الشيوعيون على دول البلقان في رومانيا و بلغاريا و يوغسلافيا و البانيا .و اليونان قد اوشكت على السقوط تحت سيطرة فرق بارتيزان ماركوس الشيوعية. تزامن هذا مع فوز الشيوعي الإيطالي ٣٦% من الأصوات و صار الشريك الأكبر في الحكم و نفس تكرر في فرنسا. في نفس الوقت كانت امريكا التي ازدهرت بسبب الحرب قد اقتنعت بأنها ان لم تدخل بثقلها لتعمير ألمانيا و فرنسا فإنها تكون قد خسرت الحرب الباردة منذ بدايتها. نفس الشيئ قد حدث الجبهة الآسيوية، قوات ماو تسي تونج تنتصر في الصين و هوشي في فيتنام و كيم ال سونج في كوريا .مع انحياز كامل من نهرو و سوكارنو الأشتركيان و زعيما أكبر دولتين اسيويتين بعد الصين إلى جانب المعسكر الاشتراكي لهذا هرعت امريكا لرمي ثقلها لبناء اليابان كحاجز أمام المد الشيوعي. اما الان فأمريكا قد أصبحت المتحكم الاكبر في العالم و مستعدة لفرض شروطها بقوة السلاح و من جانب آخر هي تعاني من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها منذ ازمتها الكبرى من عام ١٩٢٩ إلى ١٩٣٤م. إذ بلغ العجز في موزاتتها هذه السنة ضعفي الناتج القومي السنوي يتم تغطيته بدين سيادي. اذن أمريكا اليوم تملك ان تبطش دون خوف من قوة موازنة لها عدا البروز التدريجي البطيئ للصين و روسيا و تسعي بقوة للاستحواذ و النهب و ليس العطاء.
٤ – يواصل د. النور حمد هجائياته و سخريته من اليسار حول ما سماه تمسكه بالشعارات البالية حول القضية الفلسطينية و حقوق الشعب الفلسطيني. و هي عملية تمويه يقوم بها عن قصد. فهو يعلم تماما” ان منظمة التحرير الفلسطينية نفسها و معها اليسار في العالم العربي و في السودان قد تخلوا عن حلم التحرير الكامل لأرض فلسطين و ان الدول العربية جميعها قد قبلت بمبادرة الملك عبدالله في بيروت ٢٠٠٢م بقبول قرارات الشرعية الدولية و مجلس الأمن الدولي و الامم المتحدة بالعودة إلى حدود ٤ يونيو مقابل التطبيع الكامل من كل الدول العربية مع إسرائيل. ليس عيبا” التمسك بالمبادئ الأساسية دون شطط و دون أن نحمل السودان ما لا طاقة له به . ان ما يريد ترمب فرضه بالاكراه علينا في هذا الصدد لا يتعلق فقط بموقفنا من القضية الفلسطينية و إنما ايضا” و اهم من ذلك موقفنا من توجه امريكا نحو تجاوز هيئة الأمم المتحدة و تصفيتها عن طريق اهمال قراراتها حول القضية الفلسطينية وصولا” إلى نقضها بالكامل مما يشكل سابقة خطيرة يمكن أن يعاد تطبيقها على شعوب العالم المستضعفة و نحن منهم. عقب غزو العراق غير الشرعي عام ٢٠٠٣م بواسطة تحالف بوش الابن/ بلير/ ازنار خارج إطار الأمم المتحدة اطلق المعلم العظيم مانديلا صحبته الداوية ” سوف يسجل التاريخ هذا العمل الإجرامي باعتباره اسوأ حدث معاصر لان سعى إلى القضاء على اعظم آلية حققتها شعوب العالم لمنع الحروب في التاريخ الحديث هي منظمة الأمم المتحدة.
ابوالحسن سيداحمد
٢٦-سبتمبر-٢٠٢٠
،.
ردا” على الحلقة الثانية من مقال د.النور حمد ” ههنا يكمن التكلس اليساروي” المنشور في جريدة التيار ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠
—————–
يبدو لي أن د. النور حمد قد فارق منهج أستاذه المفكر الشهيد و أعظم مجدد إسلامي على مدى العصور محمود محمد طه و قرر السير في دروب موحشة متخذا” منهج السناتور الامريكي جورج مكارثي صاحب الحملة الشهيرة في العداء لليسار الأمريكي و تجريمه و التحريض على اقتلاعه.
و لكننا نرمي إلى ان نناقش بكل هدوء جميع التهم التى رمى على طاولة النقاش دون تمحيص حقيقي و في يقينية واثقة. سوف احاول باختصار الرد على اتهاماته المتعددة التي ناقضت الواقع و الحقائق التاريخية و مبادئ النقد المنصف:
١ – يتحدث د. النور عن رفض و مقاومة الحزب لأي حركة تجديد من داخله و يضرب مثلا” بمواقف الخاتم عدلان و فارق محمد ابراهيم و الزيلعي و يتجاهل عمدا” ان مسيرة الحزب منذ نشأته ١٩٤٦م هي تجسيد حي و متصل لعملية التجديد الفكري و النظري بصورة متواصلة و بأرتباط وثيق بالواقع السوداني ضمن الظروف الإقليمية و العالمية و تحت قياداته التاريخية العملاقة عبد الخالق و نقد والتي أصبحت رموزا” للتجديد الفكري الجريئ على مستوى إقليمي و عالمي و نالت الاحترام على نطاق العالم. وقد سبق الحزب في هذا المجال جميع الأحزاب المشابهة له في العالمين العربي و الافريقي وشق طريقه بعيدا” عن الخط السوفيتي و الصيني حول الموقف من من القضية الفلسطينية و من تحليله المختلف للطبيعة الطبقية للانقلابات العسكرية التي تدعي التقدمية. كما سبق المراجعات الشهيرة في حركة اليسار العالمي عقب بريسترويكا غورباشوف إذ اصدر الحزب وثيقته النظرية بالتبني الكامل للديمقراطية الليبرالية المبنية على التعددية الحزبية و صيانة الحريات الديمقراطية كافة منذ عام ١٩٧٧ في وثيقته الشهيرة ” جبهة وطنية لأنقاذ الوطن و بناء الديمقراطية” ابان الحكم المايوي. ثم عزز هذا الموقف النظر في الكتاب الذي أصدره كمال الجزولي إبان ديكتاتورية الأنقاذ بعنوان ” الشيوعيون و الديمقراطية”
٢ – يحاول د. النور حمد بعث اشباح الماضي الخاسرة بادعائه تناقض الحزب مع عقيدة الأمة و الدين الإسلامي وهي الفرية التي استخدمها الظلاميون في تقويض أسس الديمقراطية في أزمة حل الحزب الشيوعي الشهيرة عام ١٩٦٥م و التي وقف ضدها المفكر الإسلامي العظيم محمود محمد طه و بين مقاصدها الشريرة. هذه الفرية المسمومة يريد د. النور ان يعيد بعثها من جديد تحت مظلة أمريكية ضمن الحملة الصليبية التي يقوم بها اليمين المتطرف الحاكم في امريكا و الذي يستند على قاعدة انجليكانية اصولية مسيحية. يكفي في هذه الحالة ان نقتطف الفقرة التالية من برنامج الحزب الشيوعي لتوضيخ موقف الحزب حول موقع الدين و دوره و أهميته في المجتمع السوداني:
” نرفض كل دعوة تتلبس موقف حزبنا لتنسخ او تستهين بدور الدين في حياة الفرد و الأسرة، و في تماسك المجتمع و حياته الروحية و قيمه الأخلاقية، و تطلعاته للعدالة الاجتماعية. و نعتبرها دعوة قاصرة و بائنة الخطل ”
” و نسعي لنزع قناع الزيف عن البرنامج المعادي لمصالح الجماهير بأسم الدين و لطموحات الملايين من أبناء و بنات شعبنا و الرامي لوأد تطلعاتهم الوطنية و الاجتماعية كما جرى ابتداء” من قوانين سبتمبر البغيصة و انتهاء” بقوانين النظام العام و الأمن و القوانين الجنائية المختلفة حت الجهاد بأسم الأسلام ضد الشعب تقتيلا” و تعذيبا” و تفرقة و قهر “.
٣ – يدعي د. النور حمد. ان تجربة الحزب الشيوعي السوداني عبارة عن ميراث متكلس و صحراء بلقع ليس فيه مساهمة فكرية بناءة عدا المحاولات الموؤودة لفاروق محمد ابراهيم و الخاتم عدلان و الشفيع خضر من جانب ما سماه بالكهانة الأرثوذكسية القابضة على رقبة الحزب الشيوعي و الادعاء بأنها مجرد كادر نقابي متمرس ليس ألا. سوف نبرهن في عجالة سريعة على مدى إسهام الحزب في إثراء الساحة الفكرية و السياسية و الأبداعية في شكل ميراث مكتوب شكل إضافة كبري و لعب دورا” لاينكر في تشكيل مخيلة و ثقافة أجيال متتابعة من الشعب السوداني و أصبح جزء” لا يتجزأ من ميراثهم الحي. الشهيد عبد الخالق قدم في مؤلفيه ” الماركسية و قضايا الثورة السودانية ” و ” وثيقة إصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير ” مستوى فكريا” يضعه كتفا” إلى كتف مع ابرز رموز الفكر الماركسي روزا لكسمبيرغ و قرآمشي
و لينين. و القائد الفذ محمد ابراهيم نقد قدم للمكتبة السودانية ٤ كتب مرجعية في أرض فكرية بكر حول اهم قضايا تواجه بناء الأمة السودانية هي:
١ – علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض
٢ – علاقات الرق في المجتمع السوداني
٣ – قضايا الديمقراطية في السودان
٤ – حوار حول الدولة المدنية
بالأضافة إلى كتيبه حول النزعات المادية لحسين مروة و الذي أدهش المفكر المصري محمود أمين العالم لدرجة ان قال بصراحة ان الكتيب اتبت ان لفكر الثوري الحقيقي في العالم العربي ينبع فقط من السودان. نضيف إلى ذلك الأنتاج الفكري الهام لثلة من مفكري الحزب أمثال الأستاذ محمد سليمان و المؤرخ محمد سعيد القدال و فاطمة بابكر و كمال الجزولي.
٤ – على جبهة الإبداع لعبت طلائع الحزب دورا” محوريا” في ميدان الشعر و الأدب أمثال تاج السر الحسن، جيلي عبد الرحمن ، صلاح احمد ابراهيم ، محجوب شريف؛ حميد و في جبهة الفن وردي، مصطفى سيداحمد و عركي
٥ – و في جبهة المنظمات الاجتماعية و الجماهيرية لعب الحزب الشيوعي دورا” اساسيا” في بناء النقابات العمالية و اتحادات المزارعين و الاتحاد النسائي السوداني و ابرز من صفوفه قيادات تاريخية شعبية من قلب الجماهير ذات قدرات كارزمية عالية مثل قاسم امين والشفيع و الحاج عبد الرحمن و سعودي دراج و شيخ الأمين وشيخ الخير و برقاوي و يوسف احمد المصطفى
و فاطمة احمد ابراهيم و سعاد ابراهيم احمد و خالدة زاهر و زينب بدر الدين.
و هم جميعا” كما قال الشاعر صلاح احمد ابراهيم :
هذه اعمالنا ..
مرقومة بالنور في ظهر المطايا
عبرت دنيا لأخري تستبق
ما انحنت قاماتنا من حمل أثقال الرزايا
فلنا في حلك الاهوال مسرى و طرق
و لنا إرث من الحكمة و الحلم
و حب الآخرين
و ولاء عندما يكذب اهليه الأمين
و لنا صبر على المكروه ان دام ..جميل
و لنا في خدمة الشعب عرق
فابطشي ما شئت فينا يا منون
كما فتئ في مكة يشبه حمزة؟؟؟؟
د. ابو الحسن مصطفى
[email protected]
٢٨ – سبتمبر -٢٠٢٠
الدكتور النور حمد يساري ينتقد اليسار.
بعيدا عن المغالطات……ذهب زمن الايدولوجيات بكل مسمياتها و دخلت الانسانية عالم ما يسمى بالتفكير الجماعي و التحليل الجماعي و العمل الجماعي لحل مشكلاتها اعتمادا علي معاومات وبيانات الواقع الماثل…انتهى زمن المرجعيات الا فيما يحتاجه الواقع منها….لا نقول الماركسية فشلت و لكن انتهى وقتها مثلها مثل كل المتكونات في عالمنا…كل كائن ايا كانت طبيعته, مصيره ان ينتهي او بعبارة ادق يتحول لشيء اكمل منه او ينقرض و هذه طبيعة العالم الذي تعيش فيه….تكلس اليسار السوداني ياتي من عدم استيعابه بيئته وتحولاتها وايضا العالم الذي يعيش فيه….تكلس اليسار السوداني اتى من نقطة غاية في الدقة ..بدلا من سيطرة مفكريهم على الفكرة و تطويرها و تحسينها حسب الحوجة و الضرورة الماثلة والحاضرة في مجتمعهم ..حصل العكس سيطرة على عقولهم فنتج التكلس بمعنى عقر الفكر عن الانجاب في مجال التطوير و التحسين…
اذا نظرنا الى منظري الفكر الراسمالي ( انا ليس من دعاة الرسمالية) نجدهم اكثر ذكاءا و مرونة في تعاملهم مع المتغيرات, فمثلا تطورت الراسمالية من علاقات الرق الى النموزج الذي نراهوا في امريكا, بريطانيا, المانيا,……و الغريب في الامر نجد شعارات الانتخابات في هذا الدول هي شعارات اليسار..تتكلم عن توفير الوظايف, الرعاية الصحية, و التعليم ( ساندرس مثالا) بل نجدها متوفرة بصورة احسن من الدول التي يحكمها اليسار…
التجربة الشيوعية في الاتحات السوفيتي و الدول الاشتراكية:
لماذا سقطت التجربة الماركسية في الاتحاد السوفيتى ؟ لانها طبقت رغم ارادة المطبقة فيهم…فكان سلب ارادة الناس و منعهم من المشاركة بالتفكير و القول والفعل في ادارة شئون حياتهم و تطويرها وتحسينها.طبقت الماركسية بالتسلط فسقطت و طبقت الراسمالية حديثا بحرية الارادة( ليست مطلقة) فنجحت…اقول للاخوان من قبائل اليسار : المقدس عند الانسان هو عقله و قلبه ( ارادته) لا معدته و مصرانه .وصدقها الثوار عندما قالوا الجوع ولا الكيزان….يبدوا ان الانسانية تخطت شعار المعدة و المصران لحوجات جديدة لن نكون موجودة في متون الفكر اليساري…اتمنى من قبائل اليسار السوداني ان تطرح فكرا لا يضحي بالحرية من اجل الطعام ولا يضحي بالطعام من اجل الحرية …نريد فكرا ان يكون فيه الانسان شبعانا و حرا.
شكرا يا د. ابو الحسن فقد القمت النور حمد حجرا علي تهجماته علي الحزب الشيوعي، والنور حمد واحد من الحاقدين علي الحزب الشيوعي من امثال حسين خوجلي (مكب النفايات) الي المدعو السندي وغيرهم من النتنين. الحزب الشيوعي سائر في دربه ولا يلتفت الي هذه الشنشنات.