كرهتونا الشغل

لأجل الكلمة

يعلق لي أحدهم على حواري (القصير) مع باقان أموم “قريت حوارك لكن في مسئول استغرب شديد لي تعملوا حوار مع باقان” فسألته “المانع شنو؟” فأجاب “والله ما عارف، هو شايف الوقت لسه بدري على الحاجات ده وانتو الصحفيين جنكم تولعوا النيران”.!
اندهاشي كان لعدة أشياء، فالحكومة التي وقعت على تسعة اتفاقيات مع دولة الجنوب مرتاحة وسعيدة بما تم، وبدأت صفحة جديدة فحاولنا أن نبدأ معها ذات الأمر، كما أن حديث باقان كان إيجابي جدا يحمل تفاؤلا مقبلا لكلتا الدولتين ? رغم بعض المرارات ? على حد تعبيره.
كان بإمكاننا إن أردنا أن (نولع النيران) أن نفعل، إنما القصد كان بث التطمين من خلال رسائل يدلي بها أصحاب الشأن، فالأسئلة التي كان معظمها يبدأ بـ(هل؟) أي بحرف استفهام كان غرضها عدم التجريم المسبق أو التفاؤل المفرط في طرح الأسئلة على الشخص المُحاوَر..
وكمحاولة لإكمال الصورة وطرح الموضوع بشيء من الوزنة ولعلمنا بحساسية وجود باقان منفردا في إحدى الصفحات، سعينا في الصحيفة بالاتصال بأعضاء وفدنا التفاوضي، لكن كالعادة كنا نستمع لتلك العبارة المكررة “الرقم الذي تحاول الاتصال به لا يجيب حاليا”!!
ويحكي لي ممن أثق به، أن وزير الدفاع الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين قال بعد أن انتهت تصريحاته الصحفية بمطار الخرطوم لبعض الصحفيين، أنه يعتقد كي تنجح الاتفاقيات الموقعة مع الجنوب، لا بد أن يساعدهم الإعلام والصحافة بأن تلعبا دورا إيجابيا مهما من خلال إدارة حوارات موضوعية.. ويبدو قصد وزير الدفاع واضحا ولا داعي للتفسير.. ونذكر هنا ما قاله زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال حينما سألناه
لما لم يبلغ القيادة حول عدم رضائه بمشاركتهم السياسية في الحكومة فقال (رأينا في الإعلام هو في الأصل حديث ورسائل إلى جميع الجهات المسئولة وعموم الشعب السوداني)
لا نقول أننا ملتزمون بالمهنية تماما، لكننا لا نبحث عن الإثارة دوما، نملك ما يمكن أن نفرق فيه بأن القضية وطنية لا تحتمل أمرين، وكونها سياسية تقبل رأيين.. تحدث اختلافات حول بعض القضايا إلا أن ذلك يعود لتقديرات شخصية وليست معايير معلومة ثابتة.!
جاءتني ذات مساء فكرة عقب قصف مصنع اليرموك مباشرة بأكتوبر الماضي أن أتواصل مع صحفي أمريكي تعرفت عليه أثناء زيارتي لواشنطن قبل عامين، الصحفي كان من المرتادين على إسرائيل ويمتلك مصادر متعددة هناك، كنت أود أن أطلب منه مدي بمصدر مسئول في وزارة الدفاع أو الخارجية للتعليق حول الأسباب التي دفعتهم لارتكاب ذلك الفعل الأحمق، غير أن الفكرة تلاشت كما يتلاشى البريق، تخيلت نفسي وأنا (مكلبشة) بتهمة التعاون مع الصهاينة والتواصل معهم ومدهم بمعلومات، كيف لا وقد قام ذات يوم رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر بتخوين أي صحفي يتحدث مع متمرد (سوداني) يحمل السلاح، بل أنه طلب ممن يفعلون ذلك بالتوبة والرجوع إلى الله، فما بالكم بآل باراك وليبرمان!!
في أحيان كثيرة تتقاطع الطموحات الصحفية مع بعض المفاهيم الحكومية، غير أنها يمكن أن تعالج بحسن النوايا.
ويقول لي صحفي أن سياسي معارض اتهمه بالانضمام للمؤتمر الوطني لأنه قام بطرح سؤالين عليه (يحملان أجندة)!!.. تذكرت حينها ياسر عرمان بعد أن أجريت معه حوارا قبل عامين بأن قال لي “انت طبعا مميلة على الجماعة ديك”.. احترت في أمرنا، فحتى هذه اللحظة لازال بعض مسئولي الحكومة يتهموننا بخيانة الوطن ومحاباة المعارضة وتتهمنا المعارضة بالانضمام للمؤتمر الوطني، يا خ حتى لام أكول بتهمنا بالأجندة .. أقول ليكم حاجة “تاني انتو جيبو الخبر واكتبوا التقرير وأعملوا الحوار.. والله كرهتونا الشغل ذاتو!!”

لينا يعقوب
[email][email protected][/email] [URL]http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-90625.htm[/URL]

تعليق واحد

  1. والله أنا لست صحفيا لكن كلامك أتوقعتوا من سياسيينا . رجاء ما تخليهم يغلبوك بل أغلبيهم باسالتك وخليهم هم يقولوا كرهتونا الشغل. أظن يا أستاذه ان طبيعه عملك حتمت عليك العمل مع هؤلاء الأغبياء قليلي المعرفة والإداراك المسمين انفسهم سياسين وهم اس بلائناً في السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..