مقالات وآراء سياسية

لنطبع أولاً فيما بيننا، في السودان.  

د. الحسن النذير

نحن بحاجة للتطبيع فيما بيننا في داخل السودان. نحن في  مرحلة إقامة السلام في كل ربوع بلادنا علي أساس المساواة والعدالة دون اي انحياز جهوي او عرقي او ديني.
ان من يفرق بين الناس علي أساس ديني (يهودية الدولة مثلاً) يخالف المباديء التي نريد ترسيخها في بلادنا.
نحن شعب ثار من اجل الحرية والسلام والعدالة. لذلك نطالب كل الدول ان تحترم هذة المباديء اذا ارادت ان نحترمها.
نحن دولة غنية جداً بالموارد (الاراضي الزراعية، المياه، الثروة الحيوانية، الثروة المعدنية، الثروة الغابية). ودولة غنية بتنوعها الثقافي. وغنية بشعبها المتميز بمثله وطباعه المتسامحة ونزاهته وصدقه وصبره.
نعلم جيداً ان الكثيرين يطمعون في خيراتنا العديدة، وخاصة الذين اعتادوا علي ان ياخذوا ولا يعطوا.
نعلم ان للدولة الدينية العبرية اطماع لا حدود لها في ثرواتنا. لذلك المسالة ليست مسالة تطبيع من اجل التطبيع. المسالة مسالة كيف يستفيدون من ثرواتنا. لهم انوف تشتم راءحة الذهب والكروم واليورانيوم … ويسيل لعابهم لها. يعتقدون اننا لا نستحق كل هذا!! لذلك يسعون وراء التطبيع معنا وليس لخاطر عيوننا.
نحن لسنا ضد الشعب الاسرائيلي، فهو شعب كسائر الشعوب، لكننا نحترم حقوق الانسان في كل مكان. ونحن مع الحرية والسلام  والعدالة لكل الشعوب بما فيها شعب اسراءيل وشعب فلسطين دون الحديث عن عرق او دين.
اذا أردنا ان نوسع علاقاتنا الخارجية فلنوسعها مع الذين يحترمون الشرعية الدولية وحقوق الانسان.
ان اكبر متلقي للمساعدات الخارجية (الامريكية) هو دولة اسراءيل. ماذا سيقدم لنا من يحتاج هو نفسه للعون؟
ان سياسة لي الذراع من قبل الادارة الامريكية اللاهثة وراء الفوز في لانتخابات القادمة، فيها اهانة لنا وستكون سابقة خطيرة اذا قبلت حكومتنا بهذا الابتزاز.
 نحن نريد ان نوءسس لدولة موءسسات لا لدولة مومسات يقبلن بمن يدفع من اجل سد الرمق.
دعونا نطبع مع أنفسنا أولاً ومع من يحترمنا كشركاء متكافئين. هناك  دول كثيرة قد تبادلنا المنفعة داخل القارة وخارجها. لذلك اتركونا في حالنا مع دارفورنا وكردفاننا وجنوب نيلنا  الأزرق وشرفنا وشرفنا. ليس لدينا وقت. وضيقنا هذا بعدة فرج اذا طبعنا مع نفسنا أولاً باْذن الله.
اللهم قونا بانفسنا واجعل رزقنا من ترابنا وبسواعدنا. وأعنا بِالتطبيع فيما بيننا، وأعزنا
بعزتنا وكرامتنا. واجعل اللهم يدنا عليا وليست سفلي، انك سميع مجيب.
د. الحسن النذير

‫2 تعليقات

  1. خلاصة الأمر في رأيي بأننا، ولعجز القادرين على التمام، قد شارفنا الآن على الانهيار الاقتصادي الكامل ووقفنا مكانك سر أمام هذا التحديات التي لا تنتظر.لقد تأكد لنا أننا نحتاج بالفعل إلى شريك قوي وقادر على الإنجاز السريع، تكون مصلحته في نجاح هذه الشراكة مساوية، إن لم تكن أكبر من مصلحتنا. وأنا لا أرى شريكا أنسب، وأكثر جاهزية، ومقدرة، وأكبر حاجة مصيرية مثل إسرائيل. وفي هذا التقرير بهذه الحقيقة إجابة على شكوك وتساؤلات من يعتقدون بأن نتنياهو قد نال ما يريد من هذا اللقاء يلا مقابل، وليس هناك ضمانات لأن يقدم المقابل في المستقبل!

    وما هي الضمانات:
    الضمانات التي لن يعيبنا البحث عنها، لو تأملنا حقيقة حاجة إسرائيل لانتهاز هذه الفرصة السانحة، بإنجاح وتطوير هذه العلاقة الإستراتيجية مع السودان، ولو فعلتا هذا لاستطعنا رؤية هذه الضمانة بسهولة.
    فأول هذه الضمانات ستظهر لنا في المصلحة المادية والاقتصادية المباشرة من الشراكة السودانية/الإسرائيلية الناتجة من اقتسام عائدات الاستثمارات الفورية في مختلف المجالات المتاحة في السودان، وأولها المجالات الزراعية، خاصة إذا علمنا مدى تطور الإمكانات التكنولوجية التي تملكها إسرائيل، وقوة نفوذها وتحكمها في مصادر التمويل والمؤسسات والمصارف المالية الدولية، وعلاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة، القوة الاقتصادية الأكبر في عالمنا اليوم، ومدى تأثيرها على القرار الأمريكي السياسي.
    إسرائيل بلا شك لا تحتاج لمن يذكرها بمصلحتها في تأمين مسار وتعزيز هذه العلاقات وتطويرها لأقصى مدى، لتحقق أكبر أهدافها، الحالية والمستقبلية، والتي لا تحدها حدود. فالذي لن يخفى على أحد، هو حقيقة أن إسرائيل دولة طموحة، وترغب مثل جميع الدول الناجحة في أن تحقق أكبر معدلات نموها وقوتها المقدرة والمتاحة لها لإكمال مسيرة نجاحها في أن تتحول إلى قوة إقليمية عظمى. وهي تعلم بأن بلوغ هذا الهدف رهين بتحقيقها السلام والأمن لشعبها، وعلى مدى الإقليم الذي تتواجد فيه. فحاجتها للتطبيع إذن مع جميع دول المنطقة حاجة استراتيجية حقيقية، يتحدد مستقبلها بالوصول إليها. ولذا فإن من الطبيعي والبديهي أن تستغل فرصة التطبيع مع السودان.

    1. هل سمعت بالاستثمار الاجنبي المباشر FDI؟
      نعم نحن نحتاجه. لكن اسراءيل ليست من الدول الراءدة في هذا المجال.
      اثيوبيا, رؤاندا لها علاقات دبلوماسية مع اسراءيل لكنها لم تستثمر في هذة الدول.
      سوءال قريب: ماذا استفاد جنوب السودان من العلاقة من اسراءيل؟
      سؤءال ثاني: هل لاسراءيل رغبة في مساعدة الشعوب المستضعفة؟ اذا كانت الاجاب بنعم,
      لماذا لا تعطي الشعب الفلسطيني حقه في تحرير ارضه واقامة دولته المشروعة بمواثيق وقررات الامم المتحدة؟
      من لا يؤمن بحق الشعب الفلسطيني الذي اقره كل العالم لا يؤمن بحقنا في النماء والانتفاع بخيرات بلادنا لانه اصلاً ليس مع الحق. لنسعي لتطوير علاقاتنا مع اسراءيل بعد ان تثبت احترامها للمواثيق والشرعية الدولية اولاً. لنعطي الاولوية لتوسيع علاقاتنا علي اسس مبدأ الندية واحترام المواثيق الدولية بما فيها حقوق الانسان, لا علي اساس الاءبتزاز لحظة الحوجة والازمة والضاءقة المعيشية.
      هناك من تلجأ لبيع الشاي في الطرقات عند الحوجة. وهناك من تقف في نفس الطرقات لتبيع لحمها, فماذا نحتار يا بدر موسي؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..