مقالات وآراء سياسية

لا لغياب الشفافية يامسؤولينا

عبدالدين سلامه

الهجوم الذي تم على أستاذنا الدكتور الفاضل عباس الذي طالب بشجاعته المعهودة ونفسه الحار الذي اعتدنا عليه ، بإقالة وزير التجارة ، يعكس بجلاء وضاعة الاتجاه المعاكس الذي يهدف للنيل من شرفاء الثورة ، فالفاضل جمعتني به علاقة متميزه ، وشهدت له بنفسي عدة مواقف وطنية قد لايصدقها كثيرون ، فقد هاجم رئيس الوزراء المصري وأمسك بتلابيبه حينما أورد معلومات مغلوطة عن السودان وهو يدرك تماما أن نتيجة هذا الفعل ستفقده وظيفة يتمناها أي مغترب سوداني في الخليج ، وشهدت له مواقف لاتحصى ولاتعد في وقت كان فيه الكثير من الزملاء يخافون حتى من مجرد إبداء رأيهم في العهد البائد ، واسألوا كل مغترب في الامارات عن سيرته .
فبركة الصور غدت سلاحا خبيثا ولئيما لأعداء مستقبل بلادنا ، ولن يكون دكتورنا آخر ضحاياها ، ولن تكون هي المرة الأخيرة التي سيتجنون فيها على شخصه وعلى كل ثائر صادق ، ولكنهم لن يهزوا قناعاتنا ، فالكل هنا يعرفه جيدا  ويعرف ثوريته ، ومن يعرف الدكتور الفاضل يدرك تماما انهم لن يتركوه  في حاله ، لأنه لايجيد فن الصمت والمهادنه  ، والمعركه ليست معركته وحده ، لأن استهدافه استهداف لنا جميعا ولثورتنا العظيمة المغتصبة ، وحتى بعدما ثبت بالدليل القاطع فبركة الصورة فانهم لن يتركوه في حاله، ولكننا سنواجههم بكل شراسة وسنقول الحقيقة وسندافع عنه  ونتصدي لهم حتى آخر رمق ، ومنّا سيعرفون تاريخه ومن يكون .
وبعيدا عن استهداف استاذنا وزميلنا العزيز فإن المراوغة الواضحة في المؤتمر الإقتصادي من قبل البرهان وحميدتي وحمدوكنا حول التطبيع ، تثبت كم هو بون المسافة بين ساستنا والشفافية ، فالتطبيع دون شك قد تم ، وللتطبيع أنصاره الذين يملكون مبرراتهم القوية للقبول به ، ولكن المراوغة والانكار تجعل الجميع يتخذون مواقفا وانطباعات قد لاتكون في مصلحة التأييد والولاء لهم وقد يفقدوا آخر ماتبقى لهم من حبل الود مع الشعب السوداني الذي لاتفوت عليه شاردة ولاواردة ولايمكن الضحك عليه أو خداعه بأية حال .
مقايطة التطبيع بفك عزلتنا أمر لن نرتضيه ولن نقبل به حتى لو ظللنا في عزلتنا إلى الأبد ، فتركيبتنا السودانية لايفهمها غيرنا ، ولايمكن أن نرتضي أو نقبل شيئا بالمساومة ، لأننا عندما نريد الشيء نفعله برغبتنا ، ولكننا لن نقبل بالابتزاز حتى لو فقدنا أرواحنا ، وهذه الرسالة يجب أن يعيها البرهان ومن لفّ لفه جيدا ، ويجب أيضا على كل الأطراف الأخرى أن تفهم تركيبتنا قبل التعامل معنا ، فلا البرهان ولاغيره يستطيع إجبارنا على شيء لانريده ، ونحن لسنا ضد التطبيع ، ولكننا ضد محاولات الاستغفال والمداراة وغياب الشفافية .
ونحن أصلا لا أمل لنا في رأس الدولة ولاغيره وتعويلنا كله ينحصر في حكومتنا المدنية ورئيسها .. ولو ظلوا على هذا الحال فسيفقدوننا جميعا ، وحينها لن يعصمهم أحد من الطوفان .
وقد بلغت
عبدالدين سلامه <[email protected]>
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..