مقالات وآراء

اعداد المجانين والمرضى النفسيين تزداد في السودان

محمد حسن شوربجي

أدركوا مرضى الامراض النفسية فالمرض ينتشر بسرعة
صدقوني نحن في حاجة ماسة  لوقفة حقيقية للحد  من تشعبات امراضنا النفسية و الفكرية والعصبيه و التي بدأت تنتشر في بلادنا انتشار النار في الهشيم.
فالامراض النفسية والعصبية قد ازدادت وتيرتها في بلادنا بنسب مخيفة
وها نحن نرى الضحايا في الشوارع هائمون على وجوههم دون منقذ.
والمشكله ان كل مريض نفسي  في نظر المجتمع هو مجنون يجب عزله في غرفة  و تكبيله بسلسلة ذرعها سبعون ذراعا .
وهذا تصور خاطيء على الإطلاق.
فهذه الأمراض  قد تمددت و تشعبت في مجتمعنا رغم تطور علاجها في العالم الذي تركنا وانطلق فأصبح من الصعوبة بمكان السيطرة عليها بما لدينا من بنيات صحية مهترئة ومتخلفه اصلا .
وحقا فالمشهد قد أصبح كارثيا و مخيفا و الأرقام الطبية في تتصاعد مهول.
ففي السودان يعاني الآلاف    من هذه الأمراض النفسية والعصبية  …….
في وقت لا  تتوفر فيه الكثير من المستشفيات المتخصصه لعلاج هذه الأمراض.
وفقط لدينا  ٣ مستشفيات   هي من تعالج السودان كله  وهي مستشفى طه بعشر والتجاني الماحي ومستشفى الشريف وبعض مراكز الأقاليم لبلد عدد سكانه قارب الخمسون مليون نسمه.
ولعل أكثر ما يحزن هو التدهور المريع لبيئة  هذه المستشفيات  حيث تتراكم الاوساخ بصورة كبيرة داخل وحول المستشفى ومن خارجها من قمامات لحرق الاوساخ تنتج عنه روائح كريهة تتناهى إلى داخل المستشفى فيضطر المريض النفسي لاستنشاق هذا الهواء الخانق والملوث بصورة يوميه.
وقد قيل لنا أن أكثر الأمراض النفسية انتشارا هو مرض انفصام الشخصية ( الشيزوفرانيا) وهو من أسوأ الامراض النفسية  ومن أهم أعراضه  الهلوسة وتخيل  واعتقاد  قضايا غير حقيقيه وافكار غريبة  يصدقها المريض  وغالباً ما يشعر بأنه مراقب أو أن هنالك من يترصد به لإلحاق الأذى به. والمشكلة الحقيقية لهذا المرض أن أكثر المرضى يلجئون لشيوخ الدين والسحرة..
والمرضى في هذه الحالة يتوهمون بأنهم مصابون بمس من الجن إلا أن معظم هذه الامراض يمكن علاجها في مراحل متقدمة بأخذ العلاج والادوية التي تعمل تدريجيا على إزالة الأعراض.
ومن الأمراض النفسية الأكثر انتشارا  مرض الاكتئاب  ومن إعراضه شعور متعاظم بالاحباط وعدم الرغبة في التماشي مع تيار الحياة.. وفقدان الطموح والأمل في المستقبل.
وهناك العديد من الأمراض النفسية الكثيرة الأخرى والتي قد تكون أخطر بكثير على الناس.
ولعل أكثر ما يعاني منه المريض النفسي هي تكلفة العلاج  الذي يلزم استمراره   لاعوام طويلة فأين له بتلك التكلفة.
وقد هالني ان قليل خدمات الصحة النفسية تتركز  في  مدني، كسلا، القضارف، بورتسودان فقط
لذا فالمريض النفسي والعقلي  تزداد أحواله سوءا في الأقاليم و بسبب تدني الرعاية الصحية في السودان وقد يستعصي احيانا علاج حالته  المتأخرة.
السؤال الذي يطرح نفسه كم يا ترى ميزانية الصحة النفسيه في بلادنا؟
وان كنت على يقين بعدم وجود ميزانية لعلاج هذه الأمراض الخطيرة والتي تفوق الأمراض الجسدية والعضوية الأخرى خطورة.
ويقول مستشار الطب النفسي بروفيسور علي بلدو ان 80% من الأطباء النفسيين قد هاجروا وتبقى 55 طبيباً.
والأخطر في الأمر أن تقرير منظمة الصحة العالمية لاعداد  الانتحار في العالم تبين  أن  السودان هو الدولة الأولى عربياً في تزايد حالات الانتحار تليها الصومال وجيبوتي بينما تأتي دول السعودية والإمارات في مؤخرة هذه الدول وهذا يعكس حقيقة أن الاهتمام بالصحة النفسية   قد  وصل إلى الحضيض.
اننا هنا ندق ناقوس الخطر بأنه يجب رصد ميزانيات ضخمة لعلاج مرضى الأمراض النفسيه.
فالامراض النفسية والعصبية  تنتشر بسرعة عجيبه ولعل ما سرع هذه الوتيرة  انتشار المخدرات بين الشباب في المدارس والجامعات.
الأمر خطير اخوتي
………………………………
محمد حسن شوربجي

تعليق واحد

  1. مضاف لهم بتاعين السيادى الكيزانى
    وقحت
    ووزارة حمدوك
    واحزاب العوائل
    والارزقية
    والانفطموا قبل اكمال فترة الرضاعة القانونية

    الكل مجنون ومنفس…وانا اول واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..