أخبار السودان

أقدم حرفة سودانية على وشك الانقراض

الخرطوم- إسماعيل الباهي

بالركن الجنوبي الشرقي من ميدان عقرب ببحري، وعلى ظلال شجرة نيم وارفة تعود جذورها لعهد الإنجليز، يجلس العم أحمد آدم، وامامه أدوات صناعة الأحذية المحلية، يستقبل زبائنه القليلين على فترات متقطعة بعد ان شارفت حرفته على الانقراض.

ويعمل أحمد آدم، في صناعة الأحذية المعروفة محلياً بـ “تموت تخليه”، وهي من أقدم الأحذية السودانية المصنوعة يدوياً، حيث تصنع من إطارات السيارات بعد انتهاء استخدامها، واكتسبت اسمها من طول الفترة التي تعيشها حيث يمكن ان تظل على ماهي عليه حتى وفاة صاحبها.

ويتم تصنيع هذا الحذاء عبر تثبيت الأجزاء والأرضية بمسامير صغيرة، وتطويعه بمقاسات مختلفة للكبار والصغار، ويستخدمه العاملون في الزراعية والرعي، بجانب المعدنين عن الذهب.

يقول أحمد آدم لـ (الديمقراطي) إنه تعلم هذه الحرفة من أشقاءه وأمضى فيها (50) عاماً، حتى صارت له أفرع في مدينة كوستي، وأم درمان والحاج يوسف، “سوق ستة”.

وزاد “اتخذت هذه الصنعة كتحوط قبل أن أترك عملي بمصنع الغزل والنسيج، وساعدتني في تربية أبنائي الخمسة حتى تخرجهم جميعا في الجامعات”.

وأضاف “كانت صنعة مزدهرة وتجارة رابحة لدرجة أننا نبيع ونوزع بالجملة، وقتها يبلغ سعر الحذاء(30) جنيها، لكن اليوم وصل إلى (200)، بعد ارتفاع تكاليف صناعته رغم قلتها”.

عاملون آخرون في هذه المهنة تحدثوا لـ (الديمقراطي) قائلين إن الظروف الاقتصادية والمنصرفات اليومية تزيد كثيراً عن دخلهم من صناعة الأحذية.

وأكدوا أن الصناعات الحديثة للأحذية قضت على حرفتهم وأصبحت تجارة غير مربحة، وانحصر الطلب على فئات محددة، منهم العاملين المسافرين لمناطق التعدين لأن الحذاء يتناسب والطبيعة التي يعملون فيها. إضافة إلى أن الحذاء أصبح يشترى كهواية من بعض كبار السن، والشخصيات المرموقة التي تسترجع ذكرياتها.

حرفة صناعة الأحذية اليدوية أصبحت بلا مستقبل وكادت أن تكون من الماضي، بعد انتشار الصناعات الحديث، فأحمد آدم، نفسه وجدناه يرتدي حذاء حديث بعد ان ترك منتوجاته.
الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..