مقالات سياسية

لابد من ان نحلها نحن لأننا كنا سببا في ‘تشبيكها‬

برير القريش

احيانا نجد العذر لأنفسنا عندما نقرر المضي قدما في الإجتماعات والحوارات لمعالجة شأن من شئون دولتنا  أو تشوها ألم بها ونجد فجأة ان مشاعرنا الخاصة وانفعالاتنا تتداخل وتنسكب على اوراق وأجندة العنوان الرسمي للشأن الذي إجتمعنا من أجله فتعلو نبرة حديثنا ويزداد توترنا ثم ننزلق عن خط أهدافنا وتنقلب إجتماعاتنا ومؤتمراتنا وحواراتنا التي إخترنا لها العناوين البارزة بعناية فائقة لساحة من الجدل العشوائي وغير المرتب الذي يفرغها من اهدافها ومضامينها فتتبعثر  من أيادينا كل الاوراق.
 عندما نخطئ لا بأس ان نأخذ نفسا عميقا شهيقا وزفيرا ونطرد تلك التيارات الساخنة الملتصقة على جدار رئتينا ونعاود الكرة والمحاولات والجلوس من جديد بصورة منظمة وسلسه في حوارات ومنتديات اقتصادية وغيرها ننتزع منها شوائب تجاربنا في لقاءاتنا السابقة املا في الوصول للصيغة المناسبة والحلول العلمية والموضوعية.
لابد ان نحلها نحن لاننا كنا سببا في “تشبيكها        ووصولها لهذه الحالة المعقدة.
لا أحد يستطيع ان يجادلنا او ينفي اننا نملك كل الامكانيات البشرية والخبرات والكفاءات الكافية والثروات والموارد التي تعيننا على النهوض والتقدم الى الامام من هذا الركام الذي نقف عليه الآن فقط دعونا نعترف ونؤكد اننا نفتقد للامكانيات المادية ورؤوس الأموال وقوة الدفع والتحرر من العقوبات والعزلة ومن مخالب الحزبية والجهوية والطائفية والاجندات الخارجية لإتخاذ القرارات الحكيمة والراشدة التي تعيننا على التقدم ومحاولة استقلال مواردنا وثرواتنا الاستقلال الأمثل الذي حتما سيخرجنا من هذه الورطة والضائقة الاقتصادية الخانقة التي تحيط بنا جميعا.
فمثلما تأثرت الارض  وأمتلأت بالحصى والمخلفات وجفت من “وطأة” أقدام بني كوز القاسية في فترة الثلاثون عاما التي صالوا وجالوا فيها في بلادنا فأيضا تأثرت نفسية إنسانه من كثرة جلده وتحمله لتيارات السخط والغبن الساخنة وحتما نجد له العذر.
وما دامت الديمقراطية مطية الجميع وصالة عريضة تحت سقف الحرية والمؤسسية فليأت من يأنس في نفسه الكفاءة فليس عيبا ان نخطئ في حواراتنا  الاولى واجتماعاتنا ومؤتمراتنا..!!
أفدح الاخطاء التي ادخلتنا وبلادنا في هذا النفق والوحل هو اننا كنا نصم أذاننا عندما نخطئ ونتمادى في الاخطاء حتى تراكمت وصارت جبالا من الاسلاك الشائكة تعرقل مسيرتنا ووحدتنا وتقدمنا..!!
حقيقة الأمر  ان الاخطاء التي لا مفر منها في مسيرة التطبيق احيانا مفيدة تعلمنا كيف نعود للصواب ونختار ومن نختار وكيف نجود العمل والاداء لنصل لغايتنا السامية وهي الخروج بالسودان من هذه
الظروف الاقتصادية السيئة.
برير القريش
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..