مقالات وآراء سياسية

اهلي سيغرقون كل عام

محمد حسن شوربجي

الواقع الماثل امامنا يقول ان اهلي سيغرقون كل عام ما لم نبحث لهم عن حلول حقيقية تجنبهم  كوارث الفيضان.
واكيد سيتكرر نفس المشهد مرات ومرات.
وسنشاهد  صور الفيضان
ومنظر البيوت المنهارة وزيارات المسؤولين الدرامية وحكاية قلوبنا معكم  وتوزيع الخيام وطائرات الإغاثة باعلام الدول  والتبرعات والجسور الجوية واكياس الرمل وتوتي غرقت وألحقوا الكلاكله القبة وشندي غرقت والحيط وقعت والعقارب والثعابين وما في امصال وما في خيش و  ساعدوا اخوانكم المتضررين .
وسيتكرر نفس ألمشهد الحزين ودون حلول تذكر أو   أي خطط حكوميه.
ولن يرحل  السكان  بعيدا عن أماكن الخطر.
ولن تصدر أي اوامر حكومية  صارمة بمنع السكن بجوار النيل وفي المجاري.
ولن تكون هنالك  وعودا ببناء بيوت آمنه وقويه بدلا عن تلك التي قد يدمرها الفيضان.
والحكومة كالعادة ستسد  دي بطينة ودي بعجينه.
وتذكر اخي المواطن انك في السودان العجيب بلد  الازمات  والكوارث على مر السنين.
ولعل اكثر ما هالني  اعلان  مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لمنطقة غرب ووسط إفريقيا  الذي قال:
ان 11 دولة أفريقية   تأثرت  بالفيضانات والأمطار   .
وان السودان هو أحد البلدان الأكثر تضررا بالفيضانات والسيول هذا العام.
وقد أعلن مكتب الأمم المتحدة  لتنسيق الشؤون الإنسانية بالخرطوم أن قرابة ال 850 ألف شخص وأكثر قد تضرروا في السودان جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة ،
ولعل أقصى ما ستفعله حكومتنا هو طلب  مساعدات دولية  و إعلان السودان منطقة كوارث وسيتحدث  البرهان وكباشي وحمدوك ونحن معكم وبكم وقلوبنا معكم.
ولكن ستظل المشكلة دون حل   في كل الأعوام المقبلة .
فألي الله المشتكى.
وأين للسودان الفقير أن يصلح أخطاء سكنية وعمرانية امتدت لثلاثون عاما هي عمر الانقاذ َبيعت  فيها الأراضي بعشوائية  .
وفقط سنكتفي بالمقارنات ما بين فيضانات 1902 _1946_1988_ 2019_ 2020  وايهما اقوي
في وقت لا نملك فيه حتي أجهزة إنذار مبكر   تنبه المواطن بهذه الفيضانات الكارثية.
رغم كل الميزانيات والوزراء   والري  وفروع الوزارة وجيوش الموظفين والعربات والمخصصات والعلاج بالخارج.
وفقط سيخرج سعادة الوزير   في أجهزة الإعلام ليتحدث عن اللجان واللجان المنبثقة والخطط التي وضعت والحلول الفارغة والوعود الكذابه.
وياريت نتعلم من الدول  كيف تكون التدابير الخاصة للتخفيف من أثر مثل هذه الكوارث،
فمن الأهمية بمكان الكشف عن الفيضانات والسيول قبل وقوعها  حماية للناس  مع تثقيفهم   وحتي  ياخذ المواطن حذره ويحتاط و  يتم إجلاءه  من الاماكن الخطرة  وحتي تحفظ المحاصيل والمواشي والممتلكات.
كل ما نتمناه اخوتي أن تصحو وزارة الري  وتساعد المواطن المسكين لتقديم الحلول والبدائل اللازمة ونقترح عليها تبني الآتي :
*** إنذار الناس في وقت مبكر
*** ترحيل الناس بعيدا عن أماكن الفيضان
*** بناء منازل قويه تقاوم الفيضان بجلب ممولين دوليين.
*** شق ترع ضخمة جانبيه  تخفف المياه المندفعة والمتدفقه في فصل الخريف.
***  التحكم العلمي بخزاناتنا الكثيرة  بالتعاون من الدول المطلة على النيل.
*** التفكير في خطط شبيهة لخطة المصريين والتي بدأت وسموها (التصالح) لحل مشاكل كل العشوائيات التي على النيل.
وما فيها حاجة إذا تعلمنا من غيرنا.
فالكارثة اخوتي هذا العام  كبيرة و صعبة للغاية على شعبنا الذي يعاني ما يعاني من ويلات تدهور اقتصادي خانق.
ولكن للاسف ستتكرر المأساة  كل عام .
وسيغرق الناس كل عام.
وسيخسر الناس كل عام.
وسيموت الناس كل عام.
فلابد ان تتفتق عقولنا بحلول سريعة .
وكأن الله في عون فقراء بلادي.
………………………………
محمد حسن شوربجي
[email protected]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..