أكدت لينا الشيخ وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية في كلمتها بمناسبة اليوم العالمي للاعنف أن الاحتفال يأتي لعكس تضحيات الشعب أمام العنف بكل أشكاله قائلة “لقد هزمْنا نظامًا استبداديًّا ظلّ متماسكًا لثلاثين عامًا، وغيّرنا مجرى التاريخ”.
وأشارت لينا للجهود والآليات التي بذلتها الحكومة خلال الفترة الإنتقالية لمكافحة العنف، وفيما يلي تورد (سونا) نص الكلمة :
بعد ثورةٍ سلميّةٍ وجماهيريّةٍ عظيمة؛ فإنّنا نعتبرُ “اليوم العالميّ للّاعنف”، ليس فقط يومًا نُشارك فيه العالمَ الاحتفاء بمبدأ اللاعنف، ولكنّه مناسبةٌ لنتذكّر – ونُذكّر العالمَ – بتضحيات شعبنا، وصموده واستبساله أمام جميع أشكال العنف المنظّم.
لقد هزمْنا نظامًا استبداديًّا ظلّ متماسكًا لثلاثين عامًا، وغيّرنا مجرى التاريخ، وصنعنا واقعًا سياسيًّا جديدًا؛ بالاحتجاج، والاعتصام، والعصيان المدنيّ.. وجميعها أدواتٌ سلميّةٌ ناجعةٌ، أحدثتْ تغييرًا اجتماعيًّا واسعًا في السودان.. وستظلّ أدواتٍ أساسيّةً لإدارة أيّ صراعٍ في المستقبل، ووسائل فعّالةً لتحقيق المطالب؛ في فضاءٍ سياسيٍّ يُتيح الحريّة، ويُحقّق السلام الدائم، ويُسهّلُ الوصولَ إلى العدالة.
وقالت إنّ اختلاف الرؤى والتصوّرات، وظهور الصراعات، في فترة ما بعد الثورات، أمرٌ متوقّع الحدوث؛ ولعله من لوازم الانتقال من ضيق الاستبداد إلى فضاء الحريّات.
لقد لعِبتْ هذه التوقّعات – التي كانت بمثابة “إنذارٍ مبكّرٍ” – دورًا مهمًّا في تشكيل آليات مكافحة العنف المجتمعيّ، المدرجة في الخطة الوطنيّة لتنفيذ قرار مجلس الأمن (١٣٢٥) الخاص بالمرأة والأمن والسلام. وتضمّنت هذه الآليات، إدراج “مكافحة العنف” في المناهج التعليميّة، ورفع القدرات، وأنشطةً وتدخّلاتٍ مدنيّةً، بالمدارس والجامعات. وإيمانًا بدور التثقيف والتدريب في تغيير السلوك المهنيّ؛ فقد تبنّت الخطة، تضمين مناهج خاصةٍ بالأجهزة النظاميّة؛ لتعزيز سيادة حكم القانون، وضمان حماية المواطنين من العنف الذي يمكن أن يُمارسه منفذو القانون.
إنّ الحفاظ على بلادنا من الإنزلاق في أتون الصراعات والتجاذبات والتعصّب والخلافات، هو دور السودانيين جميعًا – حكومةً وشعبًا.. إنّه يتطلّبُ تدريب النفس، والبدءِ بها قبل الانتقال إلى الجماعات؛ حتى يُعتبر تغييرًا مجتمعيًّا حقيقيًّا؛ لطالما نجحتْ حركات اللاعنف، عبر التاريخ، في تحقيقه.
