مقالات وآراء سياسية

الامارات السعودية خنق الثورات  وتجويع الشعوب ..

اكرم ابراهيم البكري

تعاني أغلب دول الخليج العربي في التنوع الاقتصادي وتقف عاجزة تماماً امام اجتراح وسائل جديدة لتــــــــــــــأميـــــــن عائدات مالية خارج ( البترول ) النفط وبدلاً من ان تتحول تلك الأموال في بناء حائط قوي يومن للدول العربية بعض الطموح أشهرت بعض دول الخليج العربي سلاح عائداتها النفطية ضد الشعوب التي ظلت حبسيه الديكتاتوريات والشمولية لسنوات عديدة فقد لعبت السعودية والامارات دورا واضحا في تغويــــــــــــــــــض الثورات العربية وليست التجربة المصريةودعم التحول في المجريات السياسية فيها وإسناد إدارة الدولة الى السيسي بعد ضرب التجربة الديمقراطية فى مقتل ، لقد صرفت تلك الدول مليارات الدولارات لغرس وتد العسكر من جديد داخل مصر
قامت الامارات بدور فاعل عن طريق دعم الثورات المضادة فقد افشلت الامارات بصورة واضحة وتدخل سافر التحول السياسي في ليبيا وبسبب ذلك التدخل واجهت ليبيا دوامه حرب أهلية لازالت رحها تقضى على ما تبقي من بذرة الثورة والتغيير للشعب الليبي نفخت الامارات من روح الفتنه داخل جسد الجنرال المغمور خليفة حفتر ليتحول بين عشيه وضحاها الى قائد مليشيات تهدد الحكومة المنتخبة وتنشر الاهوال فى كل ليبيا
لم تستطيع الامارات والسعودية ومصر إعادة نفس سيناريو السيسي في ليبيا لقد فات على تلك الدول انه لا وجود لدور هام لمؤسسة العسكرية في ليبيا مقارنه مع مصر التى يهيمن الجيش فيها بحسب التطور الطبيعي لاتفاقية كامب ديفيد التي وقعها السادات مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة الامريكية ومن ضمن بنودها دعم الجيش المصري وبالرغم من الفشل الكبير الذي لاحق الجنرال المغمور حفتر في ليبيا الا ان الدعم الاماراتي مازال جاري الامر الذي ادي الى دخول لاعب جديد في الساحة الليبيا تــــــــــــــــــركيا العلمانية الإسلامية ذات التركيبة الغريبة من حيث تضارب المصطلحات ما بين الحكم والدولة .
وفى الوقت الذي تعاني فيه المملكة العربية السعودية والامارات ومصر من مشاكل متعددة ومتنوعة حسب طبيعة كل دولة الا ان دعمهم لا جهاض التغيير في الدول التي اندلعت فيها ثورات مازال والسودان بطبيعة الحال والجغرافيا من تلك الدول التي تعاني من تدخل سافر وواضح في شئونه الداخلية وفرض قيود على إرادة الشعب الذي رفعها كشعار ابان حراك الشارع الأخير فالمشهد الحقيقي في السودان الان يأخذ في الاعتبار بان ارض النيلين هي النقطة الاولي الى العمق الافريقي وبوابة الوصول الى امن وامان  البحر الأحمر  فالساحة السودانية الان ليست صراع بين عسكر ومدنيين و ازمه معيشية طاحنة فالسودان الان  ساحة لمعركة إقليمية ودولية، ومجالا تصطرع فيه عدد من الأيديولوجيات العابرة للقارات.
والامارات بشكل واضح والمملكة العربية ومن خلفهم مصر  من اهم  الضالعين في تلك المعركة داخل السودان بدعم مباشر لتغويض التجربة المدنية وبالرجوع الى بدايات  تنحي البشير و إعلان المجلس العسكري عن نفسه في 11/4/2019 سارعت السعودية وحليفتاها الإمارات البحرين إلى تأييد المجلس العسكري بل والإعلان عن دعمه بمليارات الدولارات في شكل ودائع ومساعدات. أمّا مصر التي بدأت حذرة في تعاطيها مع الحراك السوداني في أوله خوفا من مليشيات غير نظامية من الممكن ان تؤثر فى الوضع الأمني على حدودها ولكن سرعان ما  اتفقت مع الرؤية الخليجية فيما بعد بدعم المجلس العسكري والتواصل مع أعضائه، بل ذهبت أبعد من ذلك حين نظمت مؤتمرًا إفريقيًا مصغرًا في فترة سابقة بحضور مفوضية السلم بالاتحاد الإفريقي، طالبت فيه بمنح المجلس العسكري فترة ثلاثة أشهر لإقامة سلطة انتقالية؛ وهذا بالطبع ما كان يتعارض مع مطالب المعتصمين أمام قيادة الجيش بالخرطوم هكذا تورد الابــــــــــــــــــل يا صديقي
وزيارة البرهان لمصر فى نفس أسبوع المذبحة يوضح لك حقيقة الحدث
نعم ان قراءة المشهد السياسي السوداني الان دون وضع التدخلات الإقليمية والدولية فيه يعتبر وهن على وهن في استخلاص نتائج في الغالب تكون غير مكتملة النمو
ولعك تدرك بفطنك التي ظلت محجوره ثلاثون سنه من الجفاف لماذا سارعت بعض دول الخليج لمساندة المجلس العسكري منذ ساعات إعلانه الأولى
هل ذهب عقلك الى كولمبيا التاريخ تلك الحجة التي ازهقت ما يقارب من 200 روح قرباناً للنهر من ان يحيض العسكر على كرسي السلطة دما نجس فتلك المساعي من تلك الدول المسمى بالمحور العربي تكشف بوضوح دورها الذي ظلت تنادي به في تثبيت دعائم المجلس العسكري (لجنه البشير الأمنية) كما حدث في بمصر.
الامارات والسعودية وملحقاتهم البحرين ومصر يريدون تغيير حكم البشير والقضاء على منظومة الاخوان المسلمين في السودان نعم لكن هذا التغيير يجب ان يكون مصحوباً أيــــــــــــــــضا بتوازنات تراعي بشكل كبير أطماع تلك الدول في السودان فى تريد بالضبط  نفس قطعة القماش القديمة ولكن بتفصيله جديدة يتنافس عليها ترزيه الاستخبارات الإقليمية مع وجود موديل (عارض) من المؤسسة العسكرية او القوات الحليفة بقيادة جنرال يجهل كتابة اسمه على الورق.
لن يهدأ للأمارات بال الا من خلال سيطرتها على موانئ البحر الأحمر السودانية، فالإمارات العربية المتحدة لم تخفِ أطماعها البحرية في منطقة القرن الإفريقي والسودان اطلاقا حتى قبل التغيير الأخير الذي طراء على الساحة السياسية السودانية  فمنذ امد ليس بالبعيد  أدركت  تلك الامارات مدى أهمية الموانئ البحرية في الاقتصاد العالمي وخدمة أهدافها الخارجية، فأقامت شركة “موانئ دبي”، وبعد أن أصبحت رقمًا صعبًا في محيطها بدأت في التوسع خارج حدودها، وبنظرة عامة على خارطة الملاحة والموانئ في المنقطة نلاحظ امتدادًا إماراتيًا ما بين اليمن والقرن الإفريقي ومصر، وهذا ما صرح به وزير الطاقة الإماراتي المزروعي  في العام 2018 فبراير فقد صرح في الثاني والعشرون من الشهر المشار اليه بان الامارات لديها رغبة عارمة في استثمار وتأهيل وتطوير الموانئ البحرية السودانية وبصورة خاصة ميناء بورتسودان فقد بات واضحاً أن هناك مخطط لاستغلال الأوضاع الاقتصادية المتردية للسودان  من أجل تمرير المشروع التوسعي الإماراتي السعودي ومن خله الاطماع المصرية في مياه النيل والأراضي السودانية ومنذ الوهلة الأولى التي اشتعلت فيها الثورة السودانية في 19 ديسمبر العام 2018  كشفت تلك الدول  عن وجهها الحقيقي إزاء رغبات وشعارات الحراك الثوري ، وذلك حين قدمت في بداية الأمر  للبشير عدد من الاقتراحات لا خراجة من دائرة الاحتجاجات وأيضا للالتفاف على الحراك وإجهاضه قبل اكتمال  مرحله التخلق الاولي ومن ثم انتشاره تعامل البشير مع مقترحات الامارات والسعودية بغباء مشهود به ، واكتمل النصف الأول من الثورة بتنحي المشير الا ان الامارات والسعودية عملا مره اخري على تقييد النمو الطبيعي لثورة السودانيين فقد كانت المساعي ولا زالت مستمرة لإجهاض النصف الاخر من التغيير فبعد مجزرة الاعتصام التي كانت برؤية مصرية ومباركة  ودعم اماراتي سعودي ووقوف محايد لدول العالم خرج عبدالفتاح البرهان كرت الامارات المحروق ببيان انقلابي واضح العبرات فقد أعلن في بيانه عقب تلك المجزرة أن المجلس قرر إلغاء اتفاقاته السابقة مع قوى الحرية والتغيير وتشكيل حكومة تسيير أعمال وإجراء انتخابات خلال 9 أشهر.
كان انقلاباً واضح الحيثيات والتفاصيل.
ومرة اخري تستفيق الامارات والسعودية على ضربه موجعه اعلى الراس عندما خرج الشعب السوداني بأكمله يوم الاحد الموافق 30 يونيو 2019 فقد غذى الشعور بالحداد والغضب المزيد من مطالب المحتجين بعد مذبحة الثالث من يونيو فكانت إعادة لترتيب الاحجام داخل الساحة السودانية، خرج شعب السودان متوسد دماء الشهداء ومستشهدا بالنيل الذي ابتلع قرابين الثورة منددا بالتدخل الإقليمي للأمارات والسعودية ومن خلفهم بقية ملحقات القناة الهضمية لثورات التغيير.
الان وبعد ان فشلت دول المحور الإقليمي في تحقيق مطالبها داخل السودان مواجهه بتروس  الغضب الشعبي لم يتبقى لها خلاف  تجنيد رجال لها داخل السودان بشكل او باخر  وتهيئتهم بعد ان تولي اغلبيتهم مواقع مهمة في حكومة الفترة الانتقالية عقب اتفاق هزيل وقع بين المدنيين والعسكر  لم يتقي لهذا الحلف للالتفاف حول مسعي السودانيين لتحقيق سيادتهم سوي خلق فجوة الضائقة الاقتصادية واللعب على وتر القبلية والعنصرية ونشط في هذا الجانب الدور الاستخباراتي القوي لي مصر داخل السودان وبعض المنتفعين من الناشطين السياسيين والانتهازيين من سواقط المنظومة البائدة وضباط بعينهم من المؤسسة العسكرية السودانية .
وتوجه الركب الاماراتي السعودي بقوة الى خلق منافسة بين  البرهان وحميدتي بما يسمي لعبه الاقران وتحجيم دور المدنيين بأثارة السخط العام بسبب الضغوط الاقتصادية التي وصلت مرحلة تجاوزت فيها كل المنطق والمعقول  وسط غفله غير مبررة من رئيس وزراء يدري تماما لعبة الأمم فى رسم خارطة الشعوب ولكن الامر الذي يدعوا للاستغراب هو هروله المدنيين لتولى المناصب دون اكتراث حتى لدماء الشهداء
فعلى ما يبدو ان الساحة يبدو أن الساحة الآن فى السودان باتت مهيأة لاستقبال الكثير من الطامعين المدنيين الذين يخدمون مصلحة العسكر فى تحقيق أطما
اكرم ابراهيم البكري <[email protected]>

‫2 تعليقات

  1. تحليل ممتاز…. لن يعيش السودان بسلام طالما بقي محور الشر المتمثل في الامارات.. مصر… السعودية… نسأل الله ان يلسط عليهم جنود لا نراها تفتك بهم و تشغلهم بانفسهم.

  2. انت عايش وين يا زول دا محيطك الإقليمي القريب والموثر عايز تحكم منو يعني اذا المغرب العربي سنوسي وإدارسة وعرب عايز السودان يكون شنو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..