مقالات وآراء

“كيف ودع الخاتم عدلان العمل التنظيمي قبل رحيله عن دنيانا؟

طلعت محمد الطيب

ا  جاء في كتاب ” ما المنفي وما هو الوطن ” للخاتم عدلان والذي صدر بعد وفاته عن مركز الخاتم عدلان للاستناره عام ٢٠٠٦م، فيما يتعلق بتشرزم اليسار وغياب يسار ديمقراطي فعال في السودان ما يلي:  ” أن أهم العوامل في تشرزم اليسار تعود الي  طبيعه البرنامج الذي طرحه الحزب الشيوعي السوداني والطريقه التي تعامل بها مع المنظمات الديمقراطيه التي أنشأها وظل يهيمن عليها مثل الجبهه الديمقراطيه وسط الطلاب،  وهو برنامج يتكون كما يعلم الجميع من ثلاث مراحل ، مرحله الثوره الوطنيه الديمقراطيه، الاشتراكيه ثم الشيوعيه.  وان الحزب يستمد اسمه وجوهره الحقيقي بالتالي من المرحله الاخيره وليس من المرحلتين الاوليين. وعندما طرح الحزب الشيوعي هذا البرنامج وفي ظروف تاريخيه معروفه ومقدره فإنه كان قد فكر في كل شيء اللهم إلا في الذكاء الإنساني والبداهه الانسانيه المشاعه بين الناس جميعا.  ولتوضيح هذه النقطه لنأخذ طبقه واحده هي البرجوازيه الصغيره وفئة اجتماعيه واحده هي المثقفين ، فمن المعروف أن طبقه البرجوازيه الصغيره ستتناقض مصالحها، القائمه علي المشروع الخاص الصغير ونمط التفكير الفردي، مع مصالح الطبقه العامله عند مشارف الاشتراكيه. وان معارك متفاوته العنف ستنشأ حينها بين هذه الطبقه التي تريد أن تعتقل الثوره في افقها البرجوازي وتلك التي تريد أن تنطلق بها الي افاقها الاشتراكيه.  ونسبه لان القياده في يد قوي الاستمرار ، واجهزه الدوله في يدها بالتالي، فضلا عن موقعها الطبقي والسياسي الذي سيصبح أكثر رسوخا خلال مرحله الثوره الوطنيه الديمقراطيه فإن النصر سيكون حتما من نصيبها وستسحق هذه الطبقه البرجوازيه المغلقه الآفاق سحقا لا هواده فيه، وما يقال عن البرجوازيه الصغيره يمكن أن يقال عن مثقفيها وهم طليعتها في التنظير والتنظيم. واذا كان تحليل الحزب الشيوعي صحيحا كليه، فلنا أن نتساءل ماهي مصلحه البرجوازيه الصغيره والمثقفين في الانضمام الي حلف يصادمهم في النهايه ويصفيهم تصفيته كامله، إذا ما  قاوموا فناءهم الطبقي والفكري والسياسي ؟ ولذلك وبدلا من الانضمام لهذا التحالف فإن العقل يملي عليهم مقاومته اليوم قبل أن يفتك بهم غدا، وأن يتغذوا  به قبل أن يتعشي هو  بهم. أن الحزب هنا بمثابه من يوظف المستقبل لهزيمه الحاضر وهو تعامل غريب جدا مع المستقبل. هناك من يستخدمون الماضي لهزيمه الحاضر، كما هو الحال بالنسبه للحركه الاسلاميه النكوصيه، ولكن أن توضع رؤيه للمستقبل ، لتشيع الخلاف بين قوي لديها كل ما يجمعها في الحاضر،  فهذا محض غباء لا أكثر ولا أقل. وعندما أقول ذلك فإنني لست بصدد إدانات، لهذا او ذاك من الناس والا فإن الأولي بي أن ادين نفسي قبل الاخرين، لانني شاركت في ذلك لوقت طويل جدا وانا مسئول عنه بقدر مسئوليه اي قيادي آخر في الحزب بل اذكره في إطار النقد الذاتي لموقفي شخصيا.  وفي إطار نقد سابق، كان قد  صور لي الأشياء علي غير حقيقتها. واذكره كذلك في إطار نقد الأيديولوجيا التي تحول اذكي البشر الي غافلين كبار عن حقائق الأشياء.” ويعيد الخاتم ما كان قد كتبه حول حرص الحزب الشيوعي علي تشتيت القوي الديمقراطيه من العناصر التي تتحالف معه داخل الجبهة الديمقراطيه من غير الشيوعيين والذين لا يجدون تنظيمات تستوعبهم إذا ما رغبوا في أن يواصلوا نشاطهم السياسي  بعد تخرجهم. ليضيف الخاتم في هذا الصدد ما يلي: ” ما يشهد علي صحه هذا التحليل بصوره حاسمه هو تجربه التحالف الديمقراطي عام ١٩٨٦م ، أذكر أن الأستاذ محمد ابراهيم نقد كان يملي علي قرار اللجنه المركزيه حول المبادىء التي تحكم التحالف، وأذكر من ضمنها أن التحالف يقوم علي اساس الدوائر الانتخابية ولا علاقه لتحالف دائره الديم علي سبيل المثال بتحالف دائره العمارات! والفكره كلها كانت تهدف الي مقاومه بروز كيان سياسي وطني وقياده سياسيه وطنيه مستقله عن الحزب الشيوعي وهكذا مزقت احشاء الوليد قبل أن يصرخ ايذانا منه باستقبال الحياه. وان غفرت لنفسي كثيرا جدا من أخطاء فانني لن اغفر لها مطلقا سكوتي وقتها علي هذه المهزلة الكليه التي نفرت منها نفورا جالبا للقيء وانا اكتب عبارات الأستاذ نقد التي كان يمليها علي وهو مرتاح الضمير.”  اما فيما يخص التساؤل الذي ورد في العنوان أعلاه حول علاقه الراحل الخاتم عدلان بالعمل السياسي المنظم ايامه الاخيره ، فقد كتب يقول ” اما لامثالي من الخارجين علي أحزابهم ، وليس المنقسمين عليها،  وهناك فرق هائل بين المقولتين، فإن أمر العوده ليس واردا بالنسبه لي ولا بالنسبه للحزب الشيوعي حتي اتوخي العداله.  ولقد توصلت الي ان نقد السياسه السودانيه بصوره لا رحمه فيها للاحزاب  والقوي السياسيه  وفيها الرحمه كلها للشعب ومستقبله، هي المهمه السياسيه للمثقفين في الوقت الحالي . وهذه مهمه يصعب تماما ممارستها من مواقع سياسيه لان ذلك سيكون بمثابه الدخول في الجب بدلا من مساعده الآخرين علي الخروج منه. إنما يمكن ممارستها من مواقع فكريه لا مكان فيها لاعتبارات الصداقه والعداء وهي مهمه فكريه بالغه  الصعوبه ولكنها كثيره الخير.”.  رحم الله الأستاذ الخاتم عدلان بقدر ما قدم من وعي واستناره في قضيه الإصلاح الديمقراطي والتي نحن في أمس الحاجه اليها  من أجل العبور بنجاح مرحله الانتقال  وبناء دوله القانون والمؤسسات.

‫3 تعليقات

  1. انت شخصيا يا طلعت كتبت مهاجما الخاتم عدلان في سودانيزاونلاين ، بل انك كتبت كتابة مسيئة له ، حا أحاول انقلها هنا ، الحاجة الكويسة انو الشبكة العنكبونية دى بتحفظ لينا الحاجات العايزين الناس اننا ننساها والناس ديل بيحاولو هسة يغيرو في جلدهم ، وانت شخصيا يا طلعت انتميت لتنظيم حق الآخر ، غير الذى كان يدعمه الخاتم ، اى حق وراق ، وهسى جايى تستشهد بيهو ، غايتو انتو يا ناس كندا ما يجينا ممنك الا تراجى وطلعت !!!!!!!

  2. یا طلعت بالمناسبة أین حق ولماذا لم تستطع المحافظة علی افکار المرحوم الخاتم تنظیمیا؟

  3. الحقيقة ان حق انتقلت الى رحمة مولاها وكذا الخاتم عدلان وظل الحزب الشيوعي سامقا لم يتوقف لحظة عن الحراك من اجل جماهير الشعب السوداني باجمعه وليس من اجل اصحاب الوجاهات الذين صعدوا على اكتاف الحزب ثم أرادوا ان يطيحوا بالسلم الذي به صعدوا. خمسة وسبعون عاما من النضال خرج عنه من خرج وبقى الذين استوعبوا جيدا الماركسية وقضايا الثورة السودانية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..