مقالات وآراء سياسية

سيب الخرطوم وقوم بارحا… وسافر جوبا

محمد حسن شوربجي

والله عجيب أمر ذلك الصحفي  الذي انتقد بشدة سفر عدد كبير من المسؤولين السودانيين وغيرهم الي جوبا لتوقيع السلام بسبب الحميات الجديدة التي انتشرت في شمال السودان.
وهنا اقول للاخ العزيز  الصحفي هل تريد سلاما يوقعه  لنا الآخرون من سياسيون وعسكريون من دول أخرى نوكلهم لينوبوا عنا في حفل التوقيع.
ولعلمك فلقد إنحسرت ولله الحمد هذه الحميات  التي تتحدث عنها وقد توقعناها جميعا بعد الفيضان الرهيب الذي أغرق الناس مؤخرا.
فلقد تم السيطرة على الحميات طبيا  بحسب تصريحات اطباء  مستشفى كريمة في لقاء لهم في فضائية الخرطوم.
عزيزي الصحفي أن هذا اليوم هو يوم استثنائي في تاريخ السودان و لابد من تكثيف الحضور السياسي والعسكري والإعلامي والشعبي والعالم كله حضور من أجلنا.
فلقد هالني ما رأيت من  حضور  انيق  في ساحة الحرية في جوبا  وذلك المنظر المهيب  من كل الدول.
فشكرا جنوب السودان وزعيمها سلفا كير وكتيبته الرائعه وكل الشعب الجنوبي  وهم يردون لنا الجميل وقد عاشوا بيننا قرونا.
وشكرا لهم ثانية وقد كانوا يلوحون بعلم بلادهم  والعلم السوداني معا والسنتهم
تلهج بالدعاء أن يعم السلام ربوع الوطن الكبير وتتوقف تلك الحرب اللعينة التي  أكلت الأخضر واليابس والتي اشعلها سيئو الذكر اهل النظام البائد  الذين قتلوا  أكثر من 300 الف في دارفور وحدها.
وحقا فلقد ضاقت تلك الساحة الجميلة باشقائنا  من الجماهير السودانيه الجنوبية
وقد تحسرت حقا  لانفصالهم  عنا وهم يختزنون كل  ذلك الحب  الجارف في قلوبهم للسودان الشمالي واهله.
ولم يخفوا ابدا تضامنهم وثورة السودان  حين كانت كلمة الدكتور عبد الله  حمدوك.
وحقا  فلقد كان حفل السلام  رائعا بروعة جوبا التي تغني بها الفنان  النور الجيلاني :
داير روحك تفرحا
تنسى هموم وتروّحا
يلا ودّع وقوم ..
سيب الخرطوم ..
قوم بارحا..
وسافر جوبا..
روعة سهول..
رونق تلال..
خضرة ربا..
موكب زهور في مهرجان
عيدالصبا.. جوبا.
وبصراحه شدتني كثيرا كلمة الرئيس  الصومال محمد عبد الله  الذي أكد أهمية إستدامة السلام باستمرار أصحاب المصلحة في الحوار من أجل تحقيق حكم رشيد لشعبهم.
. وأكد ثقته بان الاستقرار والازدهار سيعقبان هذا التوقيع  مشيرا  الي تجربتهم في الصومال التي كانت شبيهة  بالسودان.
ودعا السودانيين كافة لاغتنام الفرصة التاريخية لإجراء مصالحة وطنية
وتحدث كيف عاني  الشعب الصومالي من قبل وكيف  تحطمت الدولة وكيف  كانوا أكثر إصرارا لتجاوز المحنة وكيف بدأوا تجاوزها .
وتحدث الجميع مطالبين المجتمع الدولي بمساعدة السودان وناشدوا امريكا بسرعة رفع الحظر عن السودان حتى يخرج السودان من عزلته  الرئيس التشادي  ورئيس جيبوتي وممثلة رئيس  الوزراء الاثيوبي ورئيس الوزراء اليوغندي ومبعوث السلام للسودان وجنوب السودان الكيني ورئيس الوزراء المصري ووزير خارجية قطر ووزير البترول الاماراتي  ووزير الدولة بالخارجية السعودي  ومبعوثين من البحرين والحركات المسلحه والمجتمع المدني وغيرهم كثيرون بالاضافة الى المشاركات الاوربية والأمريكية و الامين العام للأمم المتحدة .
وكان مسك الختام كلمتي البرهان و سلفا كير ميارديت وأغنية سوداني بلدنا وكلنا اخوان والتي طلب البرهان من الفرقة الموسيقية أدائها.
وهنا يجدر الإشارة إلى أن اشواق الجميع قد توحدت في طلب باقي الحركات للانضمام لركب السلام.
وان كانت المفاوضات  قد قطعت  شوطا كبيرا مع  عبد العزيز الحلو.
و تتواصل المساعي للجلوس مع عبد الواحد حتى يعم السلام كل ارجاء السودان.
ولا اظن ان المتخلفين عن السلام وباقي الحركات الصغيرة  سيواصلون الحرب اللعينة وقد  اقتلع الشعب البطل ذلك النظام الذي كان سببا في تمردهم سنينا.
………………………………..
محمد حسن شوربجي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..