مقالات وآراء سياسية
مبرووك سلام السودان !!
رحيق السنابل – حسن وراق
* بالأمس إحتفل العالم المحب للسلام مع الشعب السوداني من جوبا عاصمة جنوب السودان مراسيم التوقيع (بالاحرف النهائية) على إتفاقية سلام السودان التي أنهت حربا باهظة الثمن في الارواح التي حصدتها خلال 17 عاماً من التدمير وإراقة الدماء بهمجية وبربرية حرباً تحمل طابع فاشيستي دمر واحرق قرى بأكملها وهجر القاطنين الذين أصبحوا نازحين في حرب أريد لها أن تصبح وسيلة للتطهير العرقي وبعد احتلال الاراضي والحواكير ومنحها لمواطنين لا علاقة لهم بالسودان، استجلبوا خصيصاً من دول الجوار الغربي تلك الحرب التي وصفت بأبشع حروب القارة الافريقية التي استخدمت فيها كل أساليب ووسائل الدمار الشامل لإنسان دارفور الذي تتم ملاحقته أين ما حلّ وأبلغ دليل على النوايا القذرة لقيادات نظام الانقاذ بالتطهير عرق ابناء دارفور وخلق فجوة بين الأجيال استهدافهم بالقتل والترويع والتعذيب المفضي للموت لأبناء دارفور بالجامعات والمعاهد العليا كي يضمنوا قطع دابرهم حتى لا تقوم لهم قائمة في السودان.
* ما حدث لأبناء دارفور من قتل وترويع وتدمير يحدث لأبناء جنوب دارفور والنيل الازرق الذين ارتكب نظام المخلوع في حقهم جرائم تصفية عرقية وقصف بالبراميل المتفجرة والعالم يشهد على قسوة نظام المخلوع الذي لا تعني له أرواح الأبرياء شيئا وهو ينفي أنه قتل في دارفور 300 الف روح معترفا فقط بعدد 10 الف وكأن هنالك حد أدنى مسموح به يحلل له القتل، حتى هذه الارواح التي أزهقها واعترف بها جعلت المجتمع الدولي يصنفه كمجرم حرب مطلوب تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي وهذا المطلب أصبح أحد أهم الشروط التي تم التوقيع عليها يوم أمس بجوبا ولعل الفريق البرهان الذي لم يشر صراحة الى تسليم المخلوع للجنائية إلا أنه إلتزم في كلمته في جوبا حرصه التام على تنفيذ كل ما جاء في الاتفاقية من بنود والموية تكذب الغطاس.
* بصريح العبارة يمكن القول أن الثورة تحقق أكبر وأضخم الانجازات التي تفجرت من أجلها كمطلب رئيسي بتحقيق السلام الذي بدونه لا يمكن للثورة انجاز وتحقيق أي مطلب، بلا شك أن التوقيع على السلام يوم أمس بجوبا له أعداء لا يريدون له أن يتحقق وظلوا يروجون لمواقف عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور والحزب الشيوعي بأنهم رافضون للسلام لجهة عدم التوقيع او الحضور لجوبا ليشهدوا مراسيم التوقيع. حالة الحرب الطويلة في تلك المناطق خلقت واقعاً استثنائياً ومحاذير تفرض على تلك القيادات مزيداً من الحذر لمزيد من الضمانات لعملية السلام التي يقودها في جوبا خصوم تلك الحركات خاصة وأن عدم الثقة متوفر في تلك الجهات التي تقود المفاوضات من جانب الحكومة الذين تناسلوا من اللجنة الامنية لنظام المخلوع وفي الذهن نقض العهود والمواثيق أمر غير مستبعد لأن شعار الحرب خدعة سيظل قائم، بالنسبة للحزب الشيوعي الامر لا يختلف كثيراً عن فصيلي الحلو ومحمد نور بل يزيد عليهم بأن هنالك (تخوف) بأن التوقيع سيخلق واقعاً آخر أسوأ من الحرب بظهور تكتلات وتحالفات جديدة ستطيح بالثورة وتتحالف مع العسكر المتطلعين للانفراد بالحكم ولذلك يبحثون عن حاضنة سياسية قد يجدونها في بعض اطراف توقيع الاتفاقية.
* موقف المتحفظين على توقيع الاتفاق لا يرفضون السلام لأنهم أكثر الأطراف التي دفعت ثمناً باهظاً للحرب ويعروفون كلفة فاتورتها، عدم التوقيع يوم أمس في جوبا يجب أن يقرأ بأنه موقف ضامن لتنفيذ كل ما جاء في إتفاقية السلام للموقعين كما وعد بذلك الفريق البرهان في كلمته وستسصبح هنالك جملة مطلوبات تنفيذها يضمن عودة كل الاطراف للتوقيع على اتفاقية السلام ذات البنود المتعددة ومن ضمنها محاسبة الذين قتلوا ودمروا واصبحوا أمراء حرب وأثروا من ورائها ثراء فاحشاً وأهم من كل ذلك الالتزام بتسليم المخلوع للجنائية الدولية بدون تلكؤ اوإلتفاف، أجمل ما في إحتفال السلام بأنه تم في منتهى بساطة اخوتنا الجنوبيين وهذا سر عظمته، الإحتفال غابت عنه هبالات المخلوع في الرقص على انغام دخلوها وصقيرا حام و(هبلسة) الخال الرئاسي وثوره الأسود رغم الهاشمية التي دفعت البرهان للغناء غير المناسب، (سودان بلدنا). كل الشكر لأهلنا في الجنوب وللمجتمع الدولي ومبرووك لأهلنا في السودان .
الجريدة
——————