مقالات وآراء

هل أنطلت عليكم “أكذوبة الكسالى!!؟”

(الجنوبيين ما ناس شغل، كسلانين ساي، اي واحد داير يقعد في المكتب عشان يبقى “بنج” بس) .. الجملة أعلاه يتم ترديدها كثيرا على المسامع لدرجة تكاد ان تكون ظاهرة في الشارع الجنوبي، وقد احترفها بعض المتملقين ليسترزقوا لقمة عيشهم “الغير كريم” من وراء نشرها وسط المجتمع ،غير ان الامر يصبح مؤلم أكثر خاصة اذا اعتنقه عن (جهل) شخص يُحُسب على ملة (الغلابة) لا علاقة له بالتملق، والمعروف عنها -اي- الجملة المذكورة، انها “ماركة” خاصة مملوكة لبعض وجهاء البلد اصحاب (الكروش المترهلة) الذين يقيمون تحالفا غير معلن عنه مع (المال العام) منذ ان وطأت اقدامهم عتبة السلطة التي عانقوها “عناق الريح للنار” كما قال “درويش”  في رائعته برقية من سجن.

الجملة بكل تأكيد مكذوبة في الواقع تماما واستخدامها من قبل هؤلاء كان مجرد تجربة لتجارة خاسرة، خائبة، تمنوا من وراءها فوائد موهومة تحفظ لهم ماء وجوههم الكالحة، اذ يعتبرونها وسيلتهم للنجدة والهروب من الواقع المرير المظلم الذي صنعته ايديهم، وهي تخدم عملية “اسقاط الفشل” الذي لازم عهدهم الغابر على الآخرين.

في الحقيقة عملية الاسقاط هذه لم تكن من انتاح “بنات افكارهم، فقوم (الوجهاء) اعجز من تتسع عقولهم الخربة فكرة تمتد مساحتها مسافة ارنبة من انوفهم.. كلما في الامر انهم ورثوا (الخلطة) الجاهزة  من النظام المباد في الجارة الشمالية واضافوا لها تعديلات طفيفة، تلاعبوا ببعض الالفاظ وابقوا على المضمون كما هو دون تغيير.

اكذوبة (الجنوبيين كسلانين) التي يسعي البعض لترويجها خارج حاضنتها المعروفة، “حيلة ماكرة” ،يجب ان لا تنطلي علينا ولا يمكن ان نسمح لها بالمرور عبر بوابة جهلائنا لتصيب احلامنا في مقتل، فلو اغتيلت الاحلام  فما الذي تبقى لنا وقد اغتال (قوم الوجهاء) واقعنا الذي لم ننعم به ولو للحظة !؟.

هل بلغت بنا “أزمة الجهل” مرحلة السذاجة الجماعية للعقول واصبحنا لا نفرق، بين الكاذب والصدوق، بين السارق والمسروق!؟ .. بالله كيف يتمادى بعضنا مع اكاذيب القوم الذين يرفعون شعارات تبرأت منها النازية نفسها!! .. فالوزير “جوزيف غوبلز بوق “هتلر ” في العهد النازي.. الذي تعود له مقولة (نكذب، ثم نكذب حتى يصدقنا الناس!!)، مات منتحرا في أخر حياته حيث لم تسعفه اكاذيبه.. وانا بكل تأكيد لا اتمنى المصير نفسه لابواق وجهاء قومنا الضالين.

الجنوبيون يا سادتي حتى هذه اللحظة هم المصدر الاول الذي يرفد مشاريع القضارف والجزيرة والدالي والمزموم، الجنيد، كنانة، العسلاية، الحلفا الجديدة وغيرها من المشاريع السودانية بالايدي العاملة كل المواسم، كما ينتشرون على ضفاف النيل الازرق في كمائن (الطوب الاحمر) وغيرها من الاشغال الحرة وقامت على ايديهم شواهق الابراج والخطوط الارضية لشبكات الاتصالات وحفائر المياه وأبآر الصرف الصحي… الخ.

كيف يعقل لشعب بهذا النشاط ان يكون كسولا داخل وطنه!!؟  اليس الاجدر بالذين يطلقون تلك الاكاذيب المضللة ان يكفوا من بث السموم التي حولت سواعد مشهود لها بالاعمار بان تكون اليات للقتل والدمار!!؟

ملحوظة: المقال مهداء الي الصديق.. (ج.م.ل).. والي كل صديقٍ عزيزٍ تشابه عليه البقر.
وألقاكم.

سايمون دينق

جوبا/ صحيفة الموقف

‫3 تعليقات

  1. ياعزيزى ارفق بنفسك فالامر ليس بهذا السوء نحن وانتم فى شمال وجنوب السودان من انشط الشعوب لان ليس هناك واحد منا يصحو من النوم متأخرا او ينام حتى الظهر فتجدهم من صباح الرحمن يركضون ويجرون خلف لقمة العيش لهم ولأبنائهم وعندما يعودون من اعمالهم فياخذون غفوة قليلة والغداء ( زمن صينية الغداء) ثم يخرجون سواء لمشاهدة او ممارسة الرياضة او الأنس خارج المنزل او فى زيارات للعزاء او الفرح او عائلية او اصدقاء ليعودوا بعد العشاء فى لمة انس اسرية جميلة و معرفة الاحداث اليومية لكل منهم او فى التلفزيون او النت ثم النوم مبكرا فى حدود العاشرة مساء على اسوء تقدير فهل شعب يصحو من دغش الرحمن إلى العاشرة مساءا دون راحة تذكر كسلان وفتران ، ابدا الكسل عندنا ليس فى الاجساد بل فى عقول ساستنا الذين يقدمون لنا الوصفات والحلول الجاهزة ولا يتعبون من اجلنا ومن اجل ان ينمو ويتطور البلد فتجدهم كسالى فى فى مصائر الوطن ونشطاء فى الفارغة سواء احتفالات او استقبالات او رحلات داخلية وخارجية او مؤتمرات ولقاءات واجتماعات وكلام وتعبئية ومكر سياسى لو وظفت الطاقة المهدرة فى الفارغة لكنا اليوم فى مصاف دول العالم الاول ولهذا سنظل شعبين محكوم علينا بالرفاهية مع وقف التنفيذ لان الرفاهية تجرى من تحتنا انهار واراضى وزرع وضرع وذهب تصيح وتقول خذونى خذونى ولكن من يريد ان يتعب من اجلنا لا احد كلهم سقطوا فى امتحان الوطنية ونجحوا فى ميدان السياسة العوجاء.

  2. شكراً سايمـون. مقالك في الصميم ويخاطب الشعب في كلا الدولتين. وكما ذكرت في مقالك، اكتفى أصحاب هذه الفرية بإسقاط فشلهم على المجتمع بأسره بنشر هكذا أكاذيب لتبرير فشلهم على المستوى الشخصي ولسان حالهم يقول: علي وعلى أعـدائي/أخواني/أصدقائي. ولكن تظل الحقيقة ثابتة وراسخة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..