
لقد كان من الضروري الرد على المتداخلين و خاصة الإخوة الذين لا يشاطروننا الرأي فيما ذهبنا إليه بنشر بوست آخر نسلط فيه المزيد من الضوء على ذات الموضوع حتى تتضح الرؤية و تستبين.
و بعد …
بينما يأخذ الزمان السوداني دورته منذ إتفاقية نيفاشا نقرأ في إتفاقيات سلام جوبا أنه قد تم الإتفاق على عدة مسارات بعضها يظهر للوجود لأول مرة.
مسارات ستة هي:
1- مسار دارفور.
2- مسار المنطقتين (جنوب كردفان و النيل الأزرق).
3- مسار الوسط.
4- مسار الشرق.
5- مسار الشمال.
6- منطقة الخرطوم و حديث مبهم عن شمال كردفان.
إن هذا التقسيم مريب يحدث لأول مرة و ربما يكون نواة للتقسيم علي المدى غير البعيد. و على المدى المنظور فقد تم الإتفاق مع الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار على الحكم الذاتي للمنطقتين (جنوب كردفان و النيل الأزرق) مع العلم بأن هذا الإتفاق قد تم مع فصيل هو واقعيا في حكم المهزوم إذ لا يسيطر على الأرض و لا يستطيع أن يمارس السلطة على تلك المنطقة.
هنا يأتي السؤال لماذا يتم الإتفاق على الحكم الذاتي مع فصيل لا يوجد له تأثير فعلي على أرض الواقع؟ الجواب هو أن قرار الحكم الذاتي خطوة ضرورية لتهيئة الأرضية اللازمة لما سيتبعها لاحقا من قرارات مصيرية. و ما يعضد هذا الرأي ما تم من تجهيز للمسرح الكردفاني من خلال إتفاقيات جوبا ليتماشى مع السيناريو مسبق الإعداد و هو الإنتهاء من موضوع غرب كردفان بتقسيمها لجزأين شمالي و جنوبي. ثم إلحاق كل جزء منها بولاية من ولايتي شمال كردفان و جنوب كردفان. و بهذا الصنيع يكون أصحاب سيناريو التقسيم قد إستبقوا بمكر و دهاء ما يمكن أن يشكل عقبة أمام حدوث إنفصال جنوب كردفان إن لم يتم حسم الخارطة الجيوإثنية للولاية منذ الآن. و منذ الآن أيضا سيتم الحديث عن (إقليم شمال كردفان) و عن إقليم (جنوب كردفان) بوصفهما إقليمين منفصلين. يحدث هذا على النقيض تماما مما يجري في أقاليم أخرى قضت إتفاقيات جوبا بدمجها و توحيدها لتقوية العلائق بين مكوناتها.
إن ثنائية شمال – جنوب التي تم الإتفاق عليها في جوبا من شأنها أن تعمل على إضعاف اللحمة بين أبناء إقليم كردفان و إعدادهم نفسيا، إجتماعيا و ماديا لقبول الإنفصال لاحقا.
و كما ذكرنا سابقا فإن الحكم الذاتي هو الخطوة الأولى الضرورية حتى و إن لم يتمكن الموقعون عليه من تنفيذه على أرض الواقع فيكفي أنه قد أصبح نقطة إنطلاق شرعية إلى ما بعدها من خطوة أخرى حاسمة هي الوصول لحالة الإنفصال الكامل للمنطقتين عن ما تبقى من سودان.
البعض يقول كيف يمكن الوصول للإنفصال و إتفاق المنطقتين لم يقض إلا بالحكم الذاتي؟ و يجيئ الرد بأن اللاعب الرئيسي على الأرض هو الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة الحلو و هو من يحدد مصير إقليم جنوب كردفان و النيل الأزرق و ليس مجموعة مالك عقار. شروط قبول حركة تحرير السودان بقيادة الحلو بأية إتفاق معلنة و مشروطة بتحقيق المساواة الكاملة بين المواطنين السودانين عبر إقامة نظام ديموقراطي علماني يتم فيه (فصل الدين عن الدولة).
لقد وقع الدكتور حمدوك إتفاقا مشتركا مع عبد العزيز الحلو وافق فيه صراحة على “فصل الدين عن الدولة” و قبول هذا الشرط كفيل بإبقاء إقليم جنوب كردفان و النيل الأزرق ضمن السودان الموحد. لقد نص الإتفاق المشترك على أنه في حال عدم القبول بمبدأ “فصل الدين عن الدولة” فيصبح للمنطقتين الحق في التمتع بحق “تقرير المصير”.
هنا علينا أن نشير إلى أنه قد صدرت تصريحات من عدة جهات من بينها الحرية و التغيير و المجلس السيادي الإنتقالي بعدم الموافقة على القبول بمبدأ “فصل الدين عن الدولة”. لقد صرح بعدم قبول مبدأ فصل الدين عن الدولة كل من التعايشي و حميدتي الذي أعلن أن “الدين خط أحمر”. و بناء عليه فمن غير المتوقع أن يتم الإتفاق على مبدأ “فصل الدين عن الدولة” خلال الفترة الإنتقالية التي يقول مناهضوه أنه ليس من إختصاصات حكومة الفترة الإنتقالية أن تبت فيه. و الحال هذه، يصبح من المفهوم القول بأنه قد تم ضمنا رفض الإتفاق الذي وقع بين حمدوك و الحلو مما يعني الدخول في الخطوة التالية التي لا خيار غيرها و هي الإعداد لقبول إتفاق حول إعلان حق تقرير المصير. و بهذا يكون قد تم منذ الآن إعداد المسرح للجريمة التي سيكون ثمنها فقدان وحدة السودان و القبول بمثلث حمدي البغيض.
كلمة لا بد منها هنا و هي هل يمكن الإبقاء على السودان الفضل موحدا في ظل رفض مبدأ “فصل الدين عن الدولة” و تقبل الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو الإبقاء على الوحدة في ظل السودان القديم؟
التجاني محمد صالح <[email protected]>
ما قاله الحاج وراق حقيقة تاريخية غيبها الفتح التركي لمملكة سنار او ان شئت قل السلطنة الزرقاء بواسطة محمد علي باشا من اجل الذهب و العبيد… غير الترك اسم مملكة سنار للسودان عام 1822م , وسع الترك سودانهم فضموا اليه جنوب كردفات و النيل الازرق ودارفور وكلها كانت مستغلة لحالها لها سلطناتها وحكوماتها وتحكم نفسها بنفسها…سقطت حكومة سودان محمد علي باشا على يد المهدية عام 1885م ولكن لم تتغير خريطته …جاء الانجليز بقيادة كتشنر واعادوا سودان محمد علي باشا عام 1898م و سموه السودان الانجليزي المصري و لكن دارفور لم تكن جزء منه حتى تم الحقها عام 1912م. عاد سودان محمد علي باشا عام 1912م باسم السودان الانجليزي المصري و استمر حتى استغلاله من الانجليز عام 1956م..هل كان للسودانيين ارادة في تكوين هذا السودان ام كونه المستعمر حسي مصالحه؟ نعم رسم المستعمر سودانه حسب مصالحه ولم يراعي لمصلحة الشعوب التي تعيش في هذه الرقعة من الارض. بعبارة اخرى لم نكون متوحديين قبل المستعمر وهذا اختيارنا كما راى اجدادنا , عاشوا كيانات مستغلة عن بعضها بسلام وحسن للجوار…سودان محمد علي باشا هو سبب عذابنا و شقانا ولم نذوق طعم للحياة ما لم نتخلص من هذا السودان الذي اصلا قام على قاعدة غزو بلادنا من اجل ( المال و العبيد)…استطاع الاخوان في جنوب السودان الخروج من هذا السودان البائس التعيس و رجعوا لاصلهم فاستراحوا و لكن ارجوا منهم تغيير كلمة السودان في اسم دولتهم حتى يكون الخروج كاملا اسما و معنا…الدعوة لبقية السودانيين ان يهدموا سودان محمد علي باشا و الرجوع لما قبل مجئه عام 1821م اسواة باخوانهم الجنوبيين والتخلص نهائيا من هذا السودان .. تقسيم السودان لما كان عليه هو الحل الناجع بالتجربة لقد وقفت الحرب بين الشمال والجنوب ولم ترق قطرة دم منذ ان انفصل الجنوب. و سوف يحصل نفس الشئ اذا رجعنا لاصلنا. ليس لحمدي مثلث ولا مربع ولا مستطيل نحن اهل السودان نعرف اشكاله الهندسية اكثر من حمدي وجده الباشا . تقسيم السودان هو الحل الامثل لحل كل مشاكله لانه لا توجح عوامل الوحدة بين مكوناته ولكن دوما النخبة السودانية لا تتعامل مع واقعها وانما تتعامل مع احلامها التي فشلت في تحقيقها على كل الاصعدة.سودان الباشا عوامل التفرقة فيه مجسدة اكثر من عوامل الوحدة ..فالقبلية, الجيهوية , العنصرية, الثقافات المتعددة, الكراهية بين افراد المجتمع كل تلك العوامل متجزرة في السودان و النخبة تنادي بوحدة السودان هيهات هيهات هيهات ان يتوحد السودانيين و عليه اتركوهم يقرر كيف يعيشون متفرفيين بدلا من يقتل بعضهم بعضا.
الجنوبيين رجعو تاني للسودان وعملو زحمة وجوع،، شيل اهلك واطلع من الشمال والوسط، لكن انتو لاصقين في الشمال ده.