
بعد طول إنتظار وترقب ،ومرور أشهر من المفاوضات المارثونية بين ممثلي الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية، تم التوقيع النهائي لسلام السودان وسط حضور دولى واقليمي، حيث نجحت الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية التى تتكون من تحالف عريض يضم عددًا من القوى السياسية والفصائل المسلحة فى التوقيع النهائي على اتفاقية سلام السودان، ليشهد يوم الثالث من اكتوبر 2020 حدثا انتظره الشعب السودانى طويلاً، تناولت الاتفاقية قضايا قومية، تخص السودان ككل، واتفاقيات تخص أقاليم بعينها. ونظرًا إلى تعدّد الحركات الموقعة على الاتفاقية واختلاف أجندتها السياسية ومطالبها الجهوية، اتفقت الأطراف على إنشاء خمسة مسارات جهوية للتفاوض المنفرد، مراعاةً لخصوصية كل مسار ومشكلاته. وتشمل المسارات الخمسة مسار دارفور (حركة العدل والمساواة، وجيش تحرير السُّودان، – المجلس الانتقالي، وتجمع قوى تحرير السُّودان)، ومسار الشرق (مؤتمر البجا المعارض)، ومسار الشمال (كيان الشمال وحركة تحرير كوش السُّودانية)، ومسار الوسط (الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض، وقوى المجتمع المدنى لوسط السودان)، ومسار النيل الأزرق وجنوب كردفان (الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال).
وما نود ان نتناوله بالتفصيل من خلال هذه الجزئية هو مسار الوسط ،الذي خلف ظهور اسمه ضمن الموقعين على اتفاقية السلام كثير من الجدل ،اسوة بمسار الشمال ،على إعتبار ان الوسط والشمال لم يتعرضوا لحرب ولا وجود لحركات مسلحة بالاقليمين ، ولكن الشاهد ان الحروب التى تعرضت لها اطراف السودان الاخري (الجنوب والغرب والشرق) دفع ثمنها باقى اقاليم السودان ككل، فتسببت الحروب فى تعطيل التنمية فى معظم مناطق السودان ، وهو ما استدعى ان ينظر ابناء تلك الاقاليم فى الدخول فى معمعة توفير الخدمات وارجاع الحقوق.
وبالنظر الى ما حوته مصفوفة اتفاقية سلام مسار الوسط ، نجد انها شملت كثير من القضايا التى تشغل بال اهل الاقليم ، ولكنها لم تجد الاهتمام المناسب او الطرق عليها بقوة حتى يتسني لحكومة الثورة العمل بها ، فالمصفوفة خاطبت بوضوح تلك القضايا وشددت على ضرورة تنفيذها وانزالها على ارض الواقع، ومن اهم المطالب التى تم توقيع عليها.
1- إعادة تأهيل القطاع الزراعي، قضية تأهيل مشروع الجزيرة، والمشاريع الزراعية بالوسط من اهم القضايا التى تشغل بال مواطنى ولايات الوسط، فعملية التدمير الممنهج التى قام بها النظام البائد تجاه تلك المشاريع تتطلب تضافر الجهود من أجل العمل على تأهيلها بصورة تحقق الطفرة التنموية المأمولة.
2- تطوير البنية التحتية والايرادات وتقديم الخدمات، مشكلة البنية التحتية تبقى تحدي كبير يواجه الحكومة الانتقالية، ونتمنى ان تفلح فى الايفاء بالتزاماتها تجاهه.
3- أنشاء مراكز متخصصة لمكافحة الاوبئة والأمراض المستوطنة، أتى هذا الطلب نتيجة لتفشي عدد من الامراض الخطيرة بالوسط، (كالسرطانات، والكبد الوبائي، وغيرها) مما يستدعى ضرورة اقامة مراكز متخصصة تعمل على دراسة مسبباتها.
4- توفير الخدمات العدلية.
5- مراجعة القوانين الخاصة بالاراضي والاستثمار ، تظل القوانين الخاصة بالاراضى والاستثمار من اكبر معوقات التنمية بولايات الوسط ، فهذا الملف تعتريه كثير من الضبابية التى تتطلب عمل مراجعة شاملة لكافة القوانين الخاصة بالاستثمار ، خاصة فى مجال الاراضي.
6- معالجة قضايا اللاجئين والنازحين والعائدين .
7- مراجعة اصول وممتلكات المشاريع الزراعية القومية ، تعتبر قضية الاصول والممتلكات الخاصة بالمشاريع القومية من القضايا الملحة التى يجب سرعة البت فيها ، وتطرق الاتفاقية لهذه القضية ، وجعلها حاضرة فى مصفوفة التوقيع امر مهم للغاية .
8- تمثيل المسار فى جميع اللجان والمفوضيات والهيئات.
9- دعم الانتاج الزراعى وتمويل المشروعات بتخصيص النسبة الاكبر من صندوق الإعمار للتنمية والسلام ، يمثل هذا البند الخطة الاستراتيجية للدولة ، حيث أن دعم الانتاج الزراعى يحقق للوطن كفايته من المحاصيل الزراعية ، ويفتح باب الصادر لجلب العملة الصعبة لخزينة الدولة، فلذلك تمت المطالبة من خلال الاتفاقية بتخصيص النسبة الاكبر من صندوق الإعمار للتنمية والسلام لدعم الانتاج الزراعى.
10- تغطية جميع النفقات اللازمة لتنفيذ الاتفاق.
11- تمثيل اطراف اتفاق سلام مسار الوسط فى السلطة فى ولايات سنار ، الجزيرة ، النيل الابيض.
يبقى الاتفاق خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في السودان الذي عانى لسنوات من الحروب، ويتوقع أن يساهم في بناء الدولة ، التى مرت بمخاض عسير بعد الإطاحة بحكم الانقاذ،ويمكن القول بتاريخ الثالث من اكتوبر بدأت مرحلة جديدة فى تاريخ السودان ،أملين ان تتوفر الارادة لإطراف الاتفاق فى تنفيذ ما تم الاتفاق حوله ، وأن يتغلبوا على المصاعب التى تواجهه، فتوفر الارداة والعزيمة والاصرار هم وحدهم القادرين على تحقيق تطلعات الشعب السودانى الذى اثقل كأهله الجوع والفقر والفساد.
غاندي ابراهيم
[email protected]
هسع بالله ماذا أفدت الموضوع الناس يا هذا إما مؤيد أو رافض ليس هناك منطقة وسطى بين الجنة والنار! ما محتاجين حد يلخص لينا الاتفاق!