الوالي واالرهان على الزمن!!

عثمان حسن صالح (المحامي)

أن الرهان علي الزمن هو واحد من حيل وأساليب هذا النظام في التعامل مع القضايا والأحداث المهمة منها وغير المهمة ، الكبيرة منها والصغيرة …. فما أن تظهر قضية تحتاج لحلول جادة إلا لجأوا للعب علي عامل الزمن حتي يقل الإهتمام بالقضية ، ثم تظهر أخري ليتعاملوا معها بنفس الإسلوب … ومثل لهذا الإسلوب أن يفشل ويصبح بلا جدوي إذا تعامل الطرف الآخر في المعادلة بالإصرار علي تناول قضيته والطرق عليها باستمرار وبإصرار حتي لا تفقد ألقها وحيويتها وبالتالي فان عامل الزمن لا يمكن أن يقضي عليها .

ما دعاني لذلك هو قضية تواجد الجنجويد بولاية شمال كردفان وتعامل الوالي مع هذه القضية ، ففي بداية الأحداث ظهرت حالات قتل وسرقة ونهب وإغتصاب ، وقد تم إبلاغ السلطات العامة والتي لم تتخذ أي إجراء في مواجهة هؤلاء وراهنت علي عامل الزمن لتنتهي الأمور ، ولكن تصاعدت الإعتداءات وكثرت الجرائم ورغم ذلك لم تتحرك السلطة إلا عندما إندلعت الهبة الشعبية منددة بهذه الجرائم ومطالبة بإخراج مليشيا الجنجويد من حدود الولاية ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم ، وحينها فقط ظهر الوالي ليراهن أيضاً علي عامل الزمن طالباً مهلة (72) ساعة لإخراج ( قوات التدخل السريع ) كما يسميها من حدود الولاية ، وبعد إنتهاء المهلة وبالطبع عدم خروج الجنجويد ، بل ظهرت جرائم أخري وتصاعد الغضب بين الجماهير ، حينها أيضاً أعلن الوالي بأنه سوف يلقي خطاباً بخصوص هذا الأمر عند الساعة السادسة من مساء اليوم 2014/2/6م وظل الجميع في حالة ترقب للخطاب ، وذهب آخرون في تحليل وتوقع ما يمكن أن يشتمل عليه الخطاب … ولكن تفاجأ الجميع بإعتذار الوالي عن تقديم خطابه وحدد موعد لاحق لذلك ، وما زال الجميع في حالة إنتظار.

نري أنه علي الجماهير ألا تنخدع بمثل هذه الأساليب ، وعدم ترك النظام ليراهن علي عامل الزمن حتي لا تتأزم المشكلة أكثر … والقضية الآن هي قضية سكان ومواطني وجماهير ولاية شمال كردفان بأكملها وليست قضية قبيلة البديرية لوحدها ، ولذلك يجب التحرك السريع والجاد ورص الصفوف للوقوف بكل صلابة وشجاعة من أجل تحقيق الأهداف بالتخلص من هذا النظام الذي أخذ من مواطن هذه الولاية كل شئ ولم يقدم له سوي الجوع والإهمال والخوف والرعب وإنتهاك أعراضه وسلب أمواله وممتلكاته … لا بد من التوحد لتحقيق الأهداف .

[email][email protected][/email]