إذا أردنا التقدم فلنبدأ بالمدارس والمدرس أولا علينا نهيئ مبنى مدرسي يليق بأولادنا ثم علينا تحفيز المدرس معنويا بان ينال احترام المجتمع ليتحسن اداءه وتحفيزه ماليا حتى يكون في غني عن أي مغريات مادية مثل الدروس خصوصية ويجب أن يكون مدرسنا آمنا في مدرسته وفي بيته بأن لا يتكرر حادث “محمد الخير” المعلم الشهيد الذي كان أشجع وأنبل وأطهر من جلاديه وسيكون اطول عمرا منهم بإذن الله.
يجب أن تنال جهود المعلم في تربية اولادنا احترام المجتمع وتقديره ويحب ان ينال المعلم دائما ما يستحقه من تبجيل ويجب ان تكون للمعلم حصانة مثل حصانة الوزراء واعضاء مجلس الشعب والدبلوماسيين فهو ارفع منهم مكانة واعظم منهم شأنا فهو الذي علمهم ولولاه لظلوا جاهلين حتي أمور انفسهم يجب ان لا تُرفع حصانة المعلم إلا بعد الرجوع إلى نقابة المعلمين..
المعلمون هم حراس أمناء على فلذات أكبادنا ونثق بأنهم لن يضيعوا الأمانة و نثق في إن نقابتهم لن تتسامح مع أقل مخالفة يرتكبها أحد منتسبي التعليم ونثق بان ثوب المعلمين سيبقي طاهر نظيف لا تشوبه شائبة لانهم اصحاب رسالة ونثق بأنهم سوف يُخرجوا لنا أجيالا بأخلاق الإسلام تحمي الوطن وتحافظ على القيم والمبادئ فلا يجب أن يتنمر أحدا على من علمونا وعلموا كل اصحاب الناصب وهم يعلمون اولادنا فلا يجوز ترويعهم أو اخضاعهم لرجل امن أو صاحب سلطان أو صاحب جاه.. ألم يستحي منتسبي الأمن في خشم القربة حين اعتدوا على من علمهم و يعلم أولادهم ؟!!..
بعد الحرب العالمية الثانية وضع اليابانيون خطة لتعليم أولادهم التعليم الجيد والسليم وبفضل جهود المعلم برزت أجيال يابانية قادرة على الإبداع والابتكار واستطاعت هذه الأجيال أن تنهض من تحت ركام الحرب وتنفض غبارها وخلال خمسة عقود فقط صارت اليابان في المقدمة صناعيا واقتصاديا.. مهاتير محمد الدكتور والمفكر المسلم ما احتاجه فقط هو عشرة سنوات لينهض بماليزيا والرجل يقول انه بدأ بالتعليم فقد كان اهتمامه بالتعليم منذ مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية حين جعل هذه المرحلة جزء من النظام التعليمي وضم رياض الأطفال الي وزارة التربية والتعليم ووضع لهم منهج تعليمي مقرر من الوزارة ثم عمل على وحدة فئات الشعب رغم اختلاف اعراقهم ودياناتهم حيث توجد بجانب الإسلام في ماليزيا ديانات أخرى مثل البوذية والهندوسية وتوجد ثلاثة مكونات قبلية هي المالايو ويمثلون 58% من السكان والصينيون 24%، والهنود البالغ نسبتهم 7% ..
السودان اليوم في وضع متقدم كثيرا عن ماليزيا ما قبل مهاتير محمد فلماذا لا نفعلها ونبدأ بالتعليم ثم اذا اردنا النجاح علينا أن نقف بصرامة امام كل الاساليب التي لا يعترف بها المشرع السوداني الذي وضع قوانين وتشريعات وقواعد واضحة تسير بها الدولة و هي “الدستور” والدستور يا سادة يعني الطريق الذي نسير عليه يعني ( دربك عديل اوعي تطلع منو …يعني نخت كل زول في مكانو) فبفضل احترام قوانين الدولة تقدمت ماليزيا وتمكنت أمم من التقدم و تجاوزتنا إلى بلوغ الازدهار والرفاهية هذه الدول وصل اليها أشخاص إفارقة وصينون وعرب وهنود واحتلوا مراكز متقدمة في دول مثل فرنسا وكندا وأمريكا وألمانيا وغيرها بعضهم جاءوا لاجئين.
ونحن لا زلنا نعاني من عدم التماسك والانسجام الذي يحقق مشروع موحد نسعى إليه ولسنا ببالغيه بسبب افكارنا الغير متجانسة وبسبب التحزب وبسبب القبلية وبسبب الولاء الاعمى للقرابة الذي أدى إلى تدهور المناصب الإدارية المهمة التي استبيحت من طرف الذين استغلوا نفوذهم في توظيف المحاسيب والاقرباء مما أدى إلى تهميش الكفاءات المخلصة للوطن وأغلق الطريق امامها حتى لا تبلغ تلك المراكز التي اختطفت منها.
حين سمح الكيزان لضمائرهم الميتة وعقولهم المتخلفة ونفوسهم المريضة وبوسائلهم المنحطة توظيف المنحرفين نفسيا واخلاقيا في وظائف إدارية لا يستحقونها مقابل عرض من الدنيا قليل هذه المناصب الإدارية عندما استبيحت من طرف هؤلاء المرتزقة دخل السودان في دوامة من عدم الانسجام لذلك يجب أن نقف بكل شجاعة أمام كل تلك السلبيات ويجب أن تدرك الدولة ممثلة في مجلس السيادة ومجلس الوزراء اهمية الوقوف بصرامة امام تلك التجاوزات والتخلص منها وعليهم أن يسلموا الحكومة المنتخبة القادمة البلاد نظيفة من كل تلك الاوساخ وعلى المثقفين واجب وطني واخلاقي في تكثيف الحملات التوعوية للجماهير..
.. المدرسة والمدرس أولًا..
عبدالعزيز عبدالباسط
أكلوا اخوان واتحاسبوا تجار ما فهمت لسا ليالي البندقية يرسمها ليكم وكل حي يلاقي رزقه
يجب ان يحترم المعلم وان لايقف اي صف من صفوف الخدمة المدنية ان يقدم له الخدمة اولا
اذا ارادة الشعب ان يكون بلدنا بتطوير والتقدم فليدعم التعليم بالتعليم تبني الاوطان .