اقتصادنا يحتاج الى عبقرية “مسطول” ليستقيم عوده

طرفة شائعة الانتشار، تحكي عن احد الأباء لم يطق عادة ولده الصغير الذي يداوم على مص اصبع ابهامه طوال اليوم، فقرر اخذه الي طبيب نفسي “ذائع الصيت” في المنطقة، وهذا بعد منيت كل الوصفات الطبية التي نصح بها أطباء الاطفال بالفشل الذريع .. ولكن لشيء ما !! فضل الاب استشارة صديقه (السطلجي) اولا ليفتيه في شأن الولد قبل الطبيب.
كان رد المسطول بان الامر ليس بالسوء الذي يظنه، واقترح له حلا بسيطا لم يتوقعه الاب على الاطلاق، قال ان الولد بحاجة الي (لباس) فقط.. فقاطعه الاب باستغراب شديدا !!. لباس !؟.. اي لباس تقصد!!؟ اجابه بكل هدوء وثقة .. لا تهدر وقتا قد تحتاجه لشيء انفع يا صديقي.. اذهب واشتري “لباساً” شريطة ان يكون مقاسه اوسع من صلب الولد بمقدار ثلاث الي خمس سنتمترات وألبسه له.
صادف الاب صديقه بعد اسبوع والفرحة لا تسعه وطفق يشكره على عبقريته المذهلة!! محدثا اياه بمفارقة الولد لعادته بلا رجعة، لانه مشغول طول اليوم باسناد لباسه الناصل الي صلبه بكلتا يديه حتى لا يسقط منه الي قدميه وبالتالي ما عاد يجد يداً شاغرة ليدخلها في فمه .. انتهت الطرفة.
بكل تأكيد انا لا ادعي (الفهم) في الامور الاقتصادية سوى القليل من المعلومات العامة التي يعرفها ادني تاجر في سوق البصل .. غير انني (اصالة عن نفسي) ونظرا للحالة الجنونية والفوضوية التي يعيشها اقتصادنا المتربص بنا دائما وابداً والمترنح امام العملات الصعبة! اقترح بكل تواضع على حاملي لوائها بان يستعينوا بهذا النوع من العبقرية وكلي ثقة بقدارت مساطيلنا العقلية بالاضافة الي وطنيتهم التي لا يزايد عليها أحد، وأضمن انه لن يتضرر جهة ما اذا جربت قيادتنا الاقتصادية نمطا مختلفا من التفكير طالما المواطن الذي ظل يكتوى بنار الغلاء الفاحش للاسعار في السوق على مدار عقارب الساعة لم يجدها من العاقلين… فمن يدري..!! عسى لعل “علاج الكي” يكمن في عقيرة مساطيل.!… ألم يقل المثل بأخذ الحكمة من المجانين ..! وفي راوية اخرى من افواه المساطيل..!
الشعب الجنوبي يا سادتي بلغت به الضائقة مرحلة متقدمة من المعاناة التي لا يمكن ان يكون (تدوير النفايات) هو الحل الذي ينتظره من الدولة، بمعنى آخر، الجرح الغائر الذي اصيب به الاقتصاد في بلادنا عميق لدرجة لم يعد يحتمل استخدام الادوات والادوية نفسها وهي عديمة المفعول في مداواته.
اسمعوها مني من الآخر.. المواطن الجنوبي لن ترضيه تلك الحلول التي خَبِرها مسبقا ويعلم بانها لا تغادر المكان الذي صدرت منه.. ولن ينخدع مرة اخرى بأكذوبة (تغيير العملة) التي يتغنى بها بعض المسؤولين هذه الايام.. ولن يصبر على الاذلال مكتوف الايدي الي اجل غير مسمى وهو يرى بأم عينيه هؤلاء الذين تلاعبوا بلقمة عيشه ينعمون برغد الحياة وملذاتها ..فطالما كان الجوع كافرا..!! فهو ايضا كفيل بتوحيد معركة البطون الخاوية ضد عدو مشترك .. اللهم اني بلغت! فاشهد.
ألقاكم
سايمون دينق/ جوبا
حالنا في الشمال نفس حالكم في الجنوب يا اخوي سايمون و لن ينفعنا سوي أحد شيوخ المساطيل
و الله يا أخوي سايمون كنا قايلين إنكم مرتاحين و ما تعبانين زينا… أعتقد لو رجعنا وطن واحد سنكون أفضل.