مقالات سياسية

قومُُ أحسنوا إلينا

موسي محمد الخوجلي

قومُُ أحسنوا إلينا

قضوا معنا التاريخ كله .. عطروا مجالسنا وبيوتنا بالفضائل كلها ..
مآثرهم لا ينكرها إلا مكابر ..
إبتساماتهم المدهشة لا تُنسى ..
مزاحهم الجرئ ومذهبهم المختلف ..

نشاطهم في العمار والبناء ..
زمالتنا معهم في الجامعات أضافت للغتنا الإنجليزية بعض الألق والتجويد والذي لم نجده عند أساتذتنا ..

قضوا بيننا سنينا حسبناها برهة من الزمان كانوا يحسنون إلينا فنسئ إليهم ويشاركوننا أفراحنا وأتراحنا فنسميهم دخلاء وأخرى ثقلاء .. بعضنا يراهم نفايات وشذاذ آفاق . بعضنا عض الأنامل غيظاً يوم أن أعطاهم السلام الضوء الأخضلر ولأول مرة للتوظيف بالخارجية والداخلية والإعلام ..

كان الحاكم باطشاً فلم يتمردوا .. وكان ساخراً فلم يتذمروا .. وكان قاتلاً فترفعوا .. ضاق بهم الإستبداد فرحلوا وخلفوا المرارات وكثير من الذكريات .. السمر قناديل الوجع صناديد النهار .. الأبنوس لوناً وقوة .. لم ننصفهم بالأمس فأنصفونا اليوم لأنهم يعرفون الشرف والشريف لا يُجاري الخصومة أو الكراهية بمثلها .. أحرار هؤلاء الناس لم يكونوا ضيوفاً علينا بل كانوا أصحاب حق وحقوق .. فترة مضت بخيرها وشرها ولكن الأفئدة ما تزال تخفق مخافة أن يلحق بهم أذى من ضيم الجيران أو أصحاب الأطماع ..

أخوتي في الجنوب .. أنا واحد من الناس كنت قد أنست برفقة بول غردون مكير في القطينة الثانوية وفي أم درمان الأهلية رفيقاً وصديقاً .. تشاركنا الكتاب والقلم .. مغتبط غاية الغبطة بأن رددتم لنا بعضاً من كرمكم لنهنأ بسلام مولود بين غاباتكم التي قتلنا أسلافكم فيها وعفوتم ليعيش المولود بلا ثأر يتبعه أو عدو ينهكه ..

شكراً جوبا

موسي محمد الخوجلي

[email protected]

تعليق واحد

  1. هذا فهم عالي منك يا موسى، و الله إن هؤلاء الجنوبيين من أحسن الناس، نزاهة و احترام و أخلاق و حنية و أدب… الله لا يرحمك يا عمر القشير لا حي و لا ميت.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..