مقالات وآراء سياسية

لتطبيع مع اسرائيل بلا قبعة أمريكية

أسامة ضي النعيم محمد

 

فهم  الرئيس ترامب أنه ليس رئيس أمريكا فقط بل هو رئيس العالم عدا الصين ، يخشي الصين لآتها قوة اقتصادية وهو يتوجس ويهاب من يسبقه في الصفقات التجارية ، الدول الاقل نموا عند ترامب تؤخذ من بين الصفقات الكبيرة ، تطبيع السودان مع اسرائيل تسبق  صفقة رفع اسم السودان من قائمة المقاطعة الامريكية وترتبطان كما المعلول بعلته بفقه ترامب ، لا يملك السودان مساحة مناورة وصفقات يهدد بها مصالح أمريكا التجارية في بيع ذرة  أو قطن للصين مثلا ،  السودان لا يشكل تهديدا لأمريكا في منطق الصفقات التي يتعاقد عليها الرئيس  ترامب في مشروع اعادة أمريكا عظيمه وشعار أمريكا أولا.

العقلية الامريكية عموما لا تعترف بالضعيف تجاريا واقتصاديا ، شرحت ذلك ابنة أخيه الأكبر ماري – الذي حرمه ترامب وبقية الاسرة من ورثة بمليارات الدولارات كما أذاقت أسرة ترامب ابنة ذلك الاخ وشقيقها أيضا مر العلقم مما دفع الابنة لإصدار كتابها الشهير لإنقاذ أمريكا من أخطر رجل وحش صنعته أسرة ترامب. العقودات التجارية وتشبيكها ببعضها هو لعبة ترامب التي يجيدها ، فرفع الايجار المدفوع للقواعد الامريكية لحماية كوريا الجنوبية واليابان يناقش من بين صفقات نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية والميزان التجاري مع الصين.

علاقات اسرائيل مع السودان لم تظهر بعد الحادي عشر من سبتمبر أو مع ظهور أسامة بن لادن في السودان ، وعلة الربط بينها ورفع اسم السودان من القائمة الامريكية يصبح من حيل ترامب في الربط بين المعاملات التجارية برافعة سياسية ، لو أعمل العقل قليلا لاكتشفت ادارة  الرئيس ترامب أن شعب السودان له القدرة وعبر مجالسه المنتخبة من الوصول الي بناء علاقات وجسور ليس مع اسرائيل بل مع كل العالم علي أساس الندية ، ففي خمسينات القرن الماضي كان للسودان علاقة تجارية مع اسرائيل ومن مصنع لحوم كوستي تخرج اللحوم المذبوحة وترسل  الي اسرائيل . علاقات سودان  ما قبل حكم الاخوان مع الدول والشعوب  لم تكن  ترتبط بتفرقة دينية أو شيوعية ، كانت الكنائس تقام علي أحدث معمار في الابيض وكاودا وعطبرا وبورتسودان ومدارس كمبوني أيضا لها مساحة جغرافية واسعة .

ربط ادارة ترامب اقامة السودان علاقات مع اسرائيل خلال فترة تسبق الانتخابات الامريكية مع مكافأة الرفع من قائمة المقاطعة الامريكية ، ذاك سيناريوقصير النظر يغفل الاحتمال الاخر هو فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ، اذا افترضنا موافقة السودان علي ذلك ومع فرضية أن  الرئيس ترامب غادرالبيت الابيض يكون ترك لبايدن هدية القرن ، تعافي في العلاقات الاسرائيلية مع أهم دولة أفروعربية بلا مجهود من الحزب الديمقراطي ، من حيث لا يدري ترامب يكون قد مهد أرضية للحزب الديمقراطي بلا شوكة أو صفقات يبذلها للأطراف. ترامب في كراهيته للحزب الديمقراطي لا ينسي بعد أربع سنوات من حكمه منافسته هيلي كلينتون ويصرف لها (البركاوي) كلما سنحت له الفرصة ، يأذن الله أن يعمي بصيرته ليترك ترامب للحزب الديمقراطي ولكمالا هاريس طبق من العلاقات الاسرائلية السودانية في مساحات ملاعب القولف التي يمتلكها حول العالم.

خيرا فعل الدكتور حمدوك في رده علي وزير الخارجية الامريكية بفصل مسار اقامة علاقات مع أمريكا وبين رفع اسم السودان من قائمة المقاطعة الامريكية ، ولا يترك الامر عند هذا الاعتذار بل تلحقه اجراءات تجارية واقتصادية وحركة مكوكية لعقد صفقات مع الصين والاتحاد الاوربي والمملكة المتحدة لتصدير المحاصيل الزراعية أو تصنيعها لصالح تلك الدول داخل السودان ، يسبب حركة تزامن العلاقات الاقتصادية مع مناقشة القضايا السياسية مع أمريكا علي وجه الخصوص روافع للترجيح ولربما أغفلتها الحنكة السودانية بالنظر لمسارين مختلفين بينما الاقتصادي يردف ويعضد السياسي من الموضوعات. علاقات السودان واسرا ئيل نبغيها مباشرة بلا قبعة أمريكية.

وتقبلوا أطيب تحياتي

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

<[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..