أخبار متنوعة

“الحوثيون يحولون مسار المساعدات”.. تجدد القتال في اليمن يهدد بالمجاعة

ارتفعت وتيرة القتال في اليمن في الأيام الأخيرة، مما يهد بفشل عملية السلام المتوقفة وتعميق ما تسميه منظمات الإغاثة أسوأ كارثة إنسانية في العالم، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.

فقد تصاعدت الاشتباكات حول مدينة الحديدة الساحلية، وشهدت المدينة الأسبوع الماضي، أسوأ تصعيد للعنف منذ الهدنة قبل عامين، بحسب مراقبين دوليين وكلا الطرفين المتحاربين.

وتضمنت الاشتباكات غارات جوية من التحالف المدعوم من السعودية وقصف المتمردين، والذي استمر أيضًا في أماكن أخرى من البلاد.

وبلغ عدد الضحايا المدنيين على مستوى البلاد في سبتمبر نحو 67 قتيلا و 123 مصابا، وهو الأعلى منذ نوفمبر الماضي، وفقًا لمشروع مراقبة الأثر المدني، الذي يجمع بيانات عن النزاع المسلح في اليمن.

منذ 2014، يشهد اليمن حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات تابعة لحكومة معترف بها دولياً. وتصاعدت حدة الحرب في مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.

تفاقم الجوع
ويهدد تصاعد العنف بتفاقم أزمة الجوع من صنع الإنسان على نطاق واسع في اليمن، حيث يحتاج ثلثا السكان إلى مساعدات غذائية، ويدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

وبحسب الأمم المتحدة، لا يعرف حوالي 7.4 مليون مواطن من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهناك أكثر من 12 مليونًا في حاجة ماسة إلى المساعدة للحصول على مياه الشرب.

كما أكدت العديد من المنظمات الدولية أن الحوثيين يعيقون توزيع المساعدة الدولية بمحاولة فرض ضريبة 2٪ على المساعدات في مناطقهم، واتهم برنامج الأغذية العالمي العام الماضي الحوثيين بتحويل مسار المساعدات، وهدد بوقف المساعدات على مراحل. كما فرض الحوثيون حصاراً على تعز، ثالث أكبر مدينة في البلاد، في الجنوب الغربي.

وكان نائب الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حذّر الثلاثاء خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي من “شبح المجاعة” في اليمن.

وحمل لوكووك مباشرة على دول أعضاء في الأمم المتحدة، قائلاً إنّ “الكثير من الأطراف المانحة، ومنها السعودية والإمارات والكويت التي تحمّلت مسؤولية خصوصاً في السنوات الأخيرة، لم تقدّم شيئاً للأمم المتحدة هذه السنة” على الصعيد الإنساني.

معاناة الشعب
من جانبه، قال المحلل أليكس دي وال، مؤلف كتاب “الجوع الجماعي: تاريخ المجاعة ومستقبلها”: “في البداية، توقع السعوديون حربًا قصيرة، واعتقدوا أن إلحاق مشقة شديدة باستخدام الحصار أفضل من محاربة الحوثيين على الأرض”.

وأضاف: “لقد تحول ذلك إلى جهد دؤوب لتدمير اقتصاد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك الهجمات على العديد من ضروريات الحياة”.

وقال محمد البخيتي، وهو مسؤول سياسي حوثي: “آثار الحصار أسوأ من العدوان نفسه، ولهذا نقول دائمًا إن وقف إطلاق النار ورفع الحصار مطلوبان لبدء عملية السلام”.

وأكد وال أن الحوثيين “استغلوا معاناة الشعب اليمني” وكذلك لجذب المساعدات الإنسانية والاستفادة منها.

وفي أغسطس الماضي، حذرت منسقة الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في اليمن، ليز غراندي، من أن نقص التمويل بدأ يتسبّب بإغلاق أو تقليص برامج المنظمة الأممية في البلد الغارق بالحرب، ما يهدد ملايين السكان بالموت.

وقالت غراندي في بيان “تأثرت نصف برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن جراء نقص التمويل. وقد تم بالفعل إغلاق أو التقليص لـ 12 من برامج الامم المتحدة الرئيسية الـ 38″، بينما يواجه 20 برنامجا آخر المصير ذاته.

وأضافت “ليس أمامنا خيار. فعلينا التزام أخلاقي بتحذير العالم من أن ملايين اليمنيين سوف يعانون وقد يموتون لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاجه للاستمرار.”

تتزامن هذ الكوارث، مع تفشي جائحة كورونا في البلاد، ورغم أنه لم يتم تسجيل إلا 2000 حالة فقط، إلا أن مراقبين يؤكدون أن العدد أكبر بكثير بسبب النقص الحاد في عدد الاختبارات.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..