مقالات سياسية

القاهرة تكتب…..بيروت تطبع،،،،،الخرطوم تقرأ

الباقر علي محمد الحسن

لم تعد هذه المقولة واقعا … بل أصبحت مجرد تاريخ يعصف به النسيان … القاهرة ضعف مركزها  العلمي والثقافي ،  لما مرت وتمر به من عسف السياسة وجبروت الحكام ، ولضعف وتضعضع الاقتصاد وارتفاع تكلفة إنتاج الكتاب وبوار سوقه ، وخسف عائده. قاهرة المعز تزحزحت بعيدا محسورا عليها كمركز ثقافي عربي . أما بيروت ، والتي ستكون محور حديثنا ، سنفرد لها حيزا يليق بمقامها وبما ألم بها من ظلم ذوي القربى والشامتين واصحاب أجندات الفوضى الخلاقة .وأما الزاوية القائمة ف مثلث المدن ،  الخرطوم .. عاصمة الوطن المفقود والمشتهى… هدم فيه التعليم .. وبعثرت أدواته… وأصبح التعليم فيه  يهتم بالكم  مع فقدان النوع،والمخرج  نوع لا يرقى إلى العصر وتحدياته، مخرجات لا تقوى على المنافسة ،تعليم  يفتقد إلى روح الابتدار،  بالرغم من المحاولات الضنينة التي يقدمها ويتبناها رواد الفكر والأدب ف ( بيت الشعر ) وبعض المنتديات هنا وهناك ، إلا أن المناهج تبقى محور الأستفهام  فيما وصلنا اليه،  مؤهلات بلا تأهيل .وخريجين بلا مخرجات الا من رحم ربي ، حيث خطف الجوال والتاب، اهتمام الشباب عن الاطلاع والقراءة وبات الأهتمام أكثر بالمقتطفات أكثر من القراءة الجادة، كما لم تلقى المواقع المتخصصة ف عرض الكتب اي إقبال يعتد به   هذه هي الخرطوم التي كانت تلتهم ما تطبعه بيروت ف قمة نهضتها وتألقها الاستناري والثقافي ،بات أبناؤها يتلقفهم ساقط القول ف مساقط الشبكة العنكبوتية والذي يزيد من ضعف معرفتنا واستنارتنا الكثير .
طوال عقود من الزمن كان لبنان قبلة للسياسيين و للكتاب والمثقفين العرب وفضاء لنشر الكتب السياسية والفكرية  والممنوعة في دول عربية أخرى، لكن مع كثير من المتغيرات الحاصلة ودخول عامل المنافسة في حقل النشر والتوزيع، خاصة من سوريا والأردن والخليج، قد تغير وضع هذا القطاع في لبنان ( مطبعة العرب) وبكل اسف قد تدخلت عوامل أمنية وسياسية وتقاطعات مصالح أقليمية ودولية في المنطقة جعلت من لبنان ساحة لتصفية الحسابات ،
منذ اغتيال رفيق الحرير (٢٠٠٥) ف تفجير اثار كثيرا من الأسى والحزن والأستفهام . توالت التفجيرات ف العام نفسه حيث استهدف سمير قصير وجيران تويني(صحفيان) وشهدت لبنان المجروحة الحزينة (٢٧) تفجيرا  انتهى بمرفأ بيروت ) ، فقدان الأمن والأمان ف لبنان أفقدها الصدارة ف عملية الطباعة والنشر ، وبذلك تكون قد اختلت معادلة العنوان

الباقر علي محمد الحسن

‫3 تعليقات

  1. هذه المقولة كذبة كبيرة وحورت المقولة أصلا هي القاهرة تكتب و بيروت تطبع و بغداد تقرا ما في الخرطوم ولا شيء معيشين أنفسنا في وهم كبير و بالمناسبة هل تظن حتي لو كانت الخرطوم هي من تقرا لما ذكرت

  2. الوهم الكبير وللأسف لا يزال يعشعش في عقولنا .. رددت هذه المقولة في الستينيات من القرن الماضى وهى ذات مغزيين الاول لإثبات أن الخرطوم عاصمة اهلها أو ساكنوها مثقفون لها علاقة بالمطالعة ومتابعة أخر الإصدارات من ثمرات المطابع أما المغزى الثانى وهو خفى لكنه يتحرك بقوة في دواخل من أطلقوا العبارة ويقصد به إلحاق السودان بقطار العروبة وهو هدف في ذاته ولذاته إشباعا لرغبة قائليه. وعودا للموضوع فلنا أن نتصور أن حينها ولو صحت العبارة كانت معدلات الأمية بين الرجال فوق السبعين بالمائة وبين النساء كانت الأمية تتجاوز التسعين بالمائة فكيف تكون عاصمة الأمية في مطلع عواصم القراءة والمطالعة. الخرطوم مظلومة ظلم الحسن وتوأمه الحسين في إلحاق صفة المطالعة والقراءة بساكنيها ولو سلمنا جدلا بأنها تقرأ فأكاد أجزم أنها لا تستوعب ما تقرأ ولا تفهمه فكيف للعاصمة لا تتطور ولا تتبدل أحوالها وما جدوى القراءة والإطلاع إذا لم يحدث معهما التغيير والتطور ماديا ومعنويا.. فالإنسان قد تضاعفت معارفه خلال مائة وخمسين عاما من إختراع الطباعة ومع تطور الترانسيزتور إصبحت المعارف كلها تخزن في كبسولة والحصول عليها بكبسة زر وفي لحظة تكون كلها مبسوطة أمام من يريد الإستفادة منها. هل الخرطوم فعلا تقرأ وخريج أكسفورد فيها إمام طائفى وزعيم حزب يرنو إلى الديموقراطية منذ خمسن عاما أو يزيد.ز هل الخرطوم فعلا تجيد القراءة فهناك من مواطنيها من يزدرى اخاه المواطن بسبب لونه أو عرقه بل حتى جغرافيته التى جاء منها؟؟ هل الخرطوم فعلا قارئة وساستها يعيدون الأخطاء ذاتها ويكررونها فمشاكل الأمس هى مشاكل اليوم وقد تكون مشاكل الغد أزماتها هى هى الخرطوم القارئة أمرها عجب تتنكر لذاتها وترتمى لاعقة حذاء من يضطهدها.. بيروت هى عاصمة لبنان التى وقفت أمام إلحاق السودان بقطار الجامعة العربية عند منشئها ولكن الخرطوم تريد أن تثبت خيبتها للبنان ومصر بان السودان ماهو إلا مستهلك لبضاعتهما جيدة كانت أو رديئة..ولم تمهل نفسها الخرطوم لتجول ثقافيا في وطن هى عاصمته. وترى جمال تنوعه وإختلافه بيد أن الخرطوم قالبا لتتضع مواطنيها فيه إرضاء لإنتماء مزعوم .بل مضى ساستها يخيفون العرب بأن العروبة السودانية في خطر فتقدم الفلسطينى ياسر عرفات عارضا خدماته والخرطوم تصفق.. وصدام حسين يرسل المدافع والطائرات لتقتنص ما استطاعت من أبناء السودان في وطنهم. الخرطوم سادتى لا تقرأ ولا تفهم القليل مما تقرأ إلا وكان حالها غير ما هى عليه اليوم…لنفق من وهمنا الكبير الذى غرقنا فيه.. أرجوكم تابعوا برامج قنواتنا الفضائية وأجهزتنا الأعلامية هل حواراتها وأحاديثها ترقى لمستوى ماندعى بأن الخرطوم تقرأ… وبعد ستين عام أو يزيد من الإستقلال تنطلق من الخرطوم نداءات تقسيم السودان وتجزئته.. أو بعد هذا لازالت الخرطوم تقرأ أف لما تزعمون..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..