
رضينا ام ابينا فالرجل يفقد يومياً جزء من الاجماع الوطنى الذي كان عليه عند توليه رئاسة مجلس الوزراء فى العشرين من اغسطس من العام 2019 لم يحدث ان وجد رئيس فترة انتقالبة كل هذا التوافق بالرغم من ان اسم محمد عبدالله حمدوك كان موجوداً على الساحة السياسية السودانية ومقترحاً من قبل حكومة البشير البائدة لتولي وزارة المالية عقب الضائقة الاقتصادية التى عجلت من ذهاب البشير فى السادس من ابريل 2019.
لماذا تراجعت شعبية حمدوك بعد اقل من عام فقط على توليه رئاسة الوزراء بالرغم من التحديات الصعبه التى واجهها الرجل فى ظل صراع القوي السياسية التى اقبلت على السلطة بمبداء المحاصصة وتركت الرجل يحارب وحيدا فى تاسيس برنامج مرحلي لقيادة البلد بعد خراب دام 30 سنة.
ولكن يكون السؤال الاهم هو لماذا اساسا وجدت شخصية حمدوك كل هذا الاجماع ..؟
فاغلب الشعب السودانى لا يعرف حمدوك من قبل الامن خلال المنظومة البائدة كما اشرنا…. لماذا وجد كل هذا الالتفاف والتأييد هل لاعتذاره السابق وعدم قبوله لمنصب المالية……؟
فالحقيقة الوحيدة ان اغلب السودانيين تعرفوا على السيرة الذاتية لعبدالله حمدوك بعد ان ادي اليمن الدستوري او قبل ذلك بايام قليلة وهل سيرة الرجل بها ما يجعل الاجماع على الشخصية بهذا الحجم ام ان السودانيون عاشوا حاله اغتراب حادة مع ممثلي السلطة لثلاثون سنة فانتابهم هوس الشخصيات المثالية بعد ثورة اريقت فيها دماء كثيرة فكان ان اعياهم البحث عن الشخص المثالية من وجهه نظرهم فهي خاليه من تلك العيوب التى شاهدوها فى قيادات المنظومة البائده.
وبالتالى حصل تلبيس فى الشخصية المثالية الغائبة مقارنة مع قيادات المنظومة السابقة، ومع أول نموذج واقعي وقدر ان يكون ( عبدالله حمدوك ) ولشعور باليتم صاحب السودانيين فترة طويلة ارتفع نغم فى الدواخل بعد سماع طريقه حديثة المحترمه التى لم يعتادها الشعب من المسؤؤلين وبدافع الارتياح الذي يسببة فكرة وجدو رئيس مثالى اقتنع اغلب السودانيين بالشخصية وكان اكبر اجمع عليها فى وجود نخزات على قلب البعض أن هذا الشخص ليس المثال الذي نفتقده ولكن تحت فرح النصر صمت القليل مندهشين والسنتهم تعج بالسؤال هل مازال الشعب يبحث عن كاريزما بعد هذا الجهد الجماعى نبحث عن المخلص…
ان هذا الالتفاف والاجماع على حمدوك هو نفسه الذي اضر الرجل الان كثيرا . فالعشم كان اكبر من سيرة الرجل السياسية فالرجل اكاديمي تنفيذي من الموكد لا يحتاج الى اصطفاف شعارات وضرب الدفوف .
نعم عبدالله حمدوك لا يتحمل وحدة سبب الاخفاقات المتواصلة للحكومة الانتقالية فقوي الحرية والتغيير اول من غرس خنجر التامر فى ظهر الانتقالية بالصراعات غير المبررة على مقاعد السلطة .
ومع ذلك فان ضعف حمدوك من الممكن ان نرجعه الى عدة عوامل :-
1/الاتفاق المشين الموقع بين العسكر والمدنيين
2/ تمكن عسكر الدعم السريع والمؤسسة العسكرية من بعض المدنيين بالاغراء او لتقارب الأفكار
3/الدعم الاقليمي للشق العسكري واضعاف الشق المدنى بخلق الازمات المتكررة
4/ العقوبات المفروضة على السودان منذ العهد البائد
5/ عدم وجود خطة اسعافية او اى خطة او برامج من قبل الحاضنة السياسية للفترة الانتقالية
6/ محاولة تملص احزاب قوي الحرية والتغيير من الحكومة الانتقالية والاتفاق المبرم مع العسكر فى حضورهم ( التجمع الاتحادي / الشيوعى/ الامة/ البعث/ المؤتمر السوداني/ ال……الخ ) كل تلك الاحزاب جزء اصيل من الاتفاق مع العسكر قبل مجئ حمدوك
7/ استخدام مبداء المحاصصة الحزبية فى تكوين الحكومة الانتقالية وتعين الوزراء والولاء
8/تعامل الحركات مع حكومة الانتقالية بنفس عقلية المحاصصات للمنظومة السابقة
اذن تلك العوامل واكثر كانت سبب فى اضعاف حكومة رئيس الوزراء وبالتالي اضعاف الاجماع الشعبي عليهولكن هذا لا ينفي ايضا ان رئس الوزراء لم يكن صريحاً مع تلك الجماهير التى وضعت كل املها عليه ففى اكثر من موقف حبس فيه العسكر انفاسهم وهم يتحسسون بنادقهم لهبه جديدة من هبات الشارع السودانى كانت كلمات حمدوك المغلفة تساعد على تطمئن العسكر اكثر من الشعب فالقوي الحقيقة للثورة هى الجماهير الصاعدة ( لم يعى حمدوك ذلك ) فشخصيته التوافقية تزيد من ضنك الحياة على المواطنين .
خطابات حمدوك فى الاونه الاخيرة اصبحت مثل مخدر يستخدمة العسكر اتجاه اى هبه متوقعة ، لم يستطيع رئيس الوزراء الاستفادة من الشعب والجماهير فى دك حصون العسكر الاقتصادية فاغلب فتره حكمة التى تجاوزت العام بحوالى ثلاثه اشهر تقريبا قضاء منها حوالى ال6 اشهر متجولاً بين دول العالم الاول ولولا فيروس الكورونا الذي اوقف مطارات العالم كان من الممكن ان تكون جولات حمدوك الى الان بين الدول الاوربية .
وحتى لا يخرج حمدوك بلعنات من حملوه على الاعناق ويخلق ذلك الفراغ الذي وجده أبن دقلو ممثل القوي الاقليمية فى حكومة السودان الانتقالية يجب عليه ونقصد حمدوك هنا ان يعجل بالتصالح بينه وبين القوي الثورية قبل فوات الاوان وان يكون صريحاً بمكان ويشرح مشكلات الاقتصاد السوداني والازمة الطاحنة التى يعاني منها الوطن ويقدم بشكل تفصيلي ويوضح للشعب جميع العقبات التى تواجهه حكومته .
يقول كيسنجر بعد أن تعاملت مع أفراد وزعامات سلمت بأهمية العنصر الشخصي العامل الذاتي في حركة التاريخ. والمعنى أن شخصية القائد.. الرئيس أو الزعيم تلقى خلالها بالضرورة على أسلوب الاطلال على القضايا ومناهج حل المشكلات ومن ثم تصطبغ بها الحقبة التاريخية التي يكون فيها القائد أو الرئيس ممسكا بمقاليد الحكم في بلده.
اذن القائد او الرئيس الذي يتولى قيادة دوله فى وضع شديد التعقيد بالضرورة ان تكون شخصيته حاضرة تماما وحاسمة فتلك الحقبة تسمي باسمة (حكومة حمدوك) مثها مثل حكومة سرالختم الخليفة بعد اكتوبروبرغم كل الجماع الذي وجده رئيس الوزراء حمدوك ويعزي الى الشعور الذي سيطر على الاغلبية كما اشرنا لوجود مثل هذا الالتفاف لحاله الظماء التى كانت سائدة فى المنظومة السابقة وبرغم مبررات هذا الاجماع دعونا نتسال هل حمدوك فى نفسه كاريزما حقيقية هل هو قائد فعلى للمرحلة الانتقالية..؟ ام حسابات التوافق بين القوي السياسية هى التى جعلت حمدوك فى ذلك الموقع ، حمدوك مقبول دوليا مثله مثل موظيفى الامم المتحدة مهذب الحديث لبق انيق هذه خصائص مهمة للرئاسه البلاد وايضا لوزراء الخارجية ولكن حكم دوله تتناهشها الفتن العرقية والمؤامرات والدسائيس والاطماع فالرئاسه هنا تكون كلمة وفعل وفكر وهيبة وموقف وإدارة وحنكة وحزم وحسم لا ينفع ترك عامل منها فقيادة تحالف مع عسكر اللجنة الامنية للبشير تحتاج إلى رجل قيادي في الميادين، وليس شخصاً هادي الطبع فموقع رئيس الوزراء فى تلك الاوضاع ليس موقعاُ محايداً باي حال من الاحوال اما مع متطلبات الشعب او ضدها فالذين على الطرف الاخر هم اعداء للثورة ووجود اى محايدا يمثل عائقاً فى تحقيق تلك الاهداف…
السودان لا يحتاج لمن يتسول باسمه طالبا الدعم من دول تضع الشروط تلو الشروط فى تلك اللحظة التاريخية من عمر الثورة فالوطن يحتاج الى رجل تتوافر فيه جميع الصفات القيادية الفطرية والمكتسبة ويحبه ويجمع عليه شعبه، ويتعامل بحسم فوري مع كل من يعرقل مسيرة الحرية والمدنية والعيش الكريم للجماهير والتعامل بالحسم يكون بالشفافية والوضوح مع الشعب فالحراك الشعبي اقوي من بنادق العسكر، ان اهم ميزة للقائد الذي وجد التفاف واجماع هى الحسم فهى مهارة مهمة للقائد فالقائد غير الحاسم مدمراً ومحبطاً والقيادة المترددة مصيبه على كل الوطن فالتردد هو أصلاً الكثير من الخوف والتوتر والقلق.
ويساعد اتخاذ القرارات القوية في التغلب على المخاوف وإنشاء حلقة ردود فعل إيجابية. فالواقع والصراع الذي يعيشة رئيس الوزراء فى حكومتة الانتقالية يجب يدرك من خلاله ان علميه اتخاذ القرارات حتى في مواجهة عدم اليقين ستحدث فرقاً كبيراً فى طريقة تعامل الطرف الثاني فى التعامل مع حكومة المدنيين . يا عزيزي حتى أفضل القادة السياسسين على مر التاريخ يتخذون أحيانًا قرارات خاطئاً. لكن عندما يفعلون ذلك يعاملون قرارهم الخاطئ على أنه درس ونادراً ما يكررون نفس الخطأ. الشيء الذي يكرهه القائد الحاسم أكثر من أي شيء آخر هو الجلوس وترك الأمور تحدث. يحبون أن يتحكموا في مصيرهم.وهذا عكس ما نشاهده الان فى موضع اجماعنا الامر الذي يترك حسره واحباطاُ فى الكثيرين فى كثير من الاحداث التى كنا نعول فيها علي القيادة المدنيه كثيرا .
دمتم
اكرم البكري