
المثل السوداني ( الطريفي زول نصيحة ) و الطريفي هذا شخصية كل من لا يخفي الحقيقه عن الناس ويجاهر بها ولا يلونها او يحاذق بها ولا يجامل….
وهذا ما اراد ايصاله استعباطاً بالشعب . فقائد قوات الجنجويد محمد حمدان دقلو ليس بهذه السذاجة التى يحاول ان يظهرها لنا وبانه واعظ ولا يجامل ولا يخشي فى الحق ، تعجبت كثيرا لوزير التجارة وهو يتلقي اللوم من جاهل سبب اساسي فى عرقلة نمو الثورة وتطويرها من اجل تحقيق المدنية المنشودة وبنفس صورة التعجب الاولى حسره وشفقه على وزيرنا المدني نرسم علامات الدهشة والاستغراب لاغلب الذين ينادون برفع الدعم وننظر الى حميدتي الواعظ ونعيد النظر مرة اخري وفي بالنا ما نشر عن قواته .
تقول تقارير و تسريبات غير رسمية ان انتاج السودان من الذهب يتراوح مابين 200 الى 250 طن سنويا ويشير كثيرون الى ان انتاج السودان سنويا من الذهب يقارب 500 طن فيما تشير التقارير السابقة انه وخلال العام 2017 بلغ انتاج السودان من الذهب ما يقدر بحوالي 107 طن وعلى حسب جريدة الشرق الاوسط فان انتاج العام 2018 يقدر حوالي يقدر بحوالي 93.6 طن الا انه وبسبب الاضطرابات السياسية التى عاشها السودان اثناء الثورة الشعبية فان العام 2019 لم تكن هنالك اى احصائيات رسمية عن حجم انتاج الذهب.
تحوم كثير من الضبابية حول انتاج الذهب للعام الحالي 2020 بالأخص انه عام حكومة الاتفاق الانتقالي بعد الثورة التى تكونت نتيجة اتفاق بين مدنيين وعسكر وكان من المتوقع ان تسود الشفافيه كل المؤسسات الحكومية الا ان الشق العسكري بتفرعاته الثلاثة المؤسسة العسكرية وقوات الدعم السريع والفلول داخل القوات النظامية ظلت مسيطرة على منافذ الاقتصاد السوداني وفى هذا ضعف اكيد فى طبيعة الاتفاق وضعف ايضا فى قوي الحرية والتغيير التى اسند اليها الشعب مهام الانتقالية وتفاوضت نيابه عن الشعب فكانت كارثة الاتفاق الموقع والذي يدفع الشعب ثمنه الان فى اهانه الممثل المدني بتلك الصورة من قبل قائد الدعم السريع .
والذي كشفت جريدة الغاديان الريطانية عن سيطرت قواته ونقصد هنا محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتى على مناجم عدة للذهب فى دارفور ومناطق سودانية اخري ونشرت الصحيفة المذكورة اعلاه تحقيقا مطولا مدعوما بالصور والوثائق، وجاء فيه أن حميدتي أصبح أحد أغنى رجال السودان، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على منجم جبل عامر للذهب في دارفور منذ عام 2017، كما تسيطر على ثلاثة مناجم أخرى على الأقل في جنوب كردفان وغيرها، مما يجعل حميدتي وقواته لاعبين رئيسيين في الصناعة الأكثر ربحا بالسودان. وهذا ما يفسر بالضبط وضعية الدعم السريع فى السياسة السودانية فالرجل يتلك مناج من الذهب يتصرف فيها كيفما يشاء ويستخدم مليشياته فى تهديد الجميع .
يطول النقاش اليوم حول رفع الدعم عن بعض السلع الضرورية التى يحتاجها المواطن ويتم خلق ازمة الاعاشة لخنق السودانيين لتمرير قرارات تصب فى مصلحة قوي اقليمية اخري ففي الوقت الذي يمتلك فيه شقيق حميدتي عبد الرحيم دقلو وأبناءه شركة الجنيد التي تعد إحدى أهم شركات التنقيب عن الذهب، وأن عبد الرحمن البكري نائب حميدتي هو المدير العام للشركة. يقف نساء السودان وشبابه ورجاله فى صفوف الخبز الوقود بحثا عن ما يسد رمق الصغار اين تذهب عائدات الذهب يا سادة واسرة واحده تتحكم فى عائد مليارات الدولارات ( والحديث ليس من عندي حتى لا يتهمنا من فى قلبه شئ وانما هو تقرير جريدة الغارديان البريطانية ) وقد اشارت جريدة الشرق الاوسط ايضا فى 11 يناير 2020 مـ رقم العدد [ 15019] تحت عنوان الذهب في السودان… التهريب يذري أحلام الثراء متوسط الإنتاج بين 100 و250 طناً سنوياً… ونافذون يسيطرون على تجارته….
حيث اشارت (تعمل الكثير من الشركات المملوكة لعدد من النافذين في التنقيب عن الذهب في معظم أنحاء السودان، وتملك الكثير من المناجم في مناطق مختلفة بما في ذلك شركات أمنية وعسكرية، لكن أشهر مناطق إنتاج الذهب قاطبة فهو منجم «جبل عامر» في ولاية شمال دارفور. في عام 2012 اكتشفت كميات كبيرة من الذهب في تلال جبل عامر، تقول التقارير، إن كل 50 كيلوغراماً من التربة تحتوي كيلوغراماً واحداً من الذهب) انتهي الخبر والحديث لدينا ومع ثورة الدماء يكون السؤال ماهى عائدات ذهب جبل عامر وهل هنالك تقارير من وزارة الطاقة والتعدين تشير الى انتاج هذا الحقل من الذهب ويذهب تقرير الشرق الاوسط الى ابعد من ذلك (ومع تنامي سيطرة «قوات الدعم السريع» بقيادة عضو مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، وهي قوات شبه نظامية استخدمت في الحرب ضد المتمردين الدارفوريين، وأُلحقت بالقوات المسلحة لاحقاً، فقد آل معظم إنتاج الذهب في جبل عامر لتلك القوات، والتي أكملت سيطرتها عليه بعد حملة جمع السلاح التي نفذها نائب الرئيس المعزول حسبو عبد الرحمن، وإخراج قوات الزعيم القبلي المعتقل منذ قبل سقوط نظام البشير موسي هلال ).
نعم الذهب وحدة يكفي لسد النقص في ميزانية السودان لاي عام اذا تم ضبط الانتاج والتصنيع ومن ثم التصدير فالفرق بين الإنتاج المرصود من قبل الوزارة والصادر كبيرة جداً وواضح و قد يتراوح الفاقد بين 2 و4 مليارات دولار سنوياً،وياتي من يقول ان رفع الدعم سوف يكون بمثابه عصا موسي فالبلد يعاني من فساد اداري رهيب وترهل فى السلطة ونفقات كبيرة من شانها ان تبلع اى اموال موجودة.
تصنف التقارير الدولية لإنتاج الذهب حول العالم السودان الدولة رقم 13 بين الدول المنتجة للذهب حول العالم والثالثة بين الدول الأفريقية، بعد غانا وجنوب أفريقيا بإنتاج بلغ 76.6 طن في عام 2018، «غانا أنتجت 130.5 طن، وجنوب أفريقيا 129.8 طن» في العام ذاته، وذلك بحسب تقرير مجلس الذهب العالمي الصادر في أبريل (نيسان) 2019 .
وهل نعقل وندرك اين الخلل فقد اشار تقرير لجريدة الغارديان البريطانية إلى وثائق مصرفية بحوزتها تثبت الاستقلالية المالية لتلك القوات،الدعم السريع من خلال حساب مصرفي في بنك أبو ظبي الوطني في الإمارات. ولعلك تضحك ملئ خيبات الوطن وان تقف الان فى صف الوقود وتتراي امامك حياة العرب العاربة فى دولة الامارات من نعيم وتدرك حينها ما ذهبت اليه نفس الصحيفة فى تقريرها ان إن الإمارات هي أكبر مستورد للذهب السوداني في العالم، إذ استوردت 99.2% من الصادرات، وفقا لبيانات التجارة العالمية لعام 2018.
نشر موقع الحرة الاخباري على الانترنت مقال بعنوان ( الذهب وحميدتي.. هل يعيقان طريق السودان نحو الديمقراطية؟ ) جاء فيها (خطو السودان نحو إعادة إنتاج نفسها بصورة دولة مدنية ديمقراطية، ولكن هذا المسعى ربما يواجه معيقات يفرضها واقع وجود سوق موازية للذهب، وقوات للدعم السريع يقودها محمد حمدان دقلو والذي يعرف باسم “حميدتي”،).
ولا عزاء لدفن الروؤس فى الرمال فالذي يجمع حميدتي بدولة الامارات اكثر مما يجمع الرجل بالوطن الذي لم يعرفه الاخلال العشر سنوات الاخيرة فالرجل صنيعة الامارات بلاشك وهو راعي مصالحها فى السودان ومتعهد رسمي بمد قواته التى تسمي الدعم السريع الاسم الحركي ( للجنجويد ) للقتال في اليمن وليبيا، حيث قدمت الأموال إلى تلك القوات من قبل الامارات اذن المنافع متبادلة هنا .
وليس غريبا هذا السلوك عن دوله الامارات فقد تحولت دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال السنوات القليلة الماضية، إلى سوق رئيسية للذهب الأفريقي الذي تحصل عليه المليشيات المسلحة في عدد من الدول بشكل غير قانوني، وتبيعه بالطريقة نفسها، وهو ما يعزز الصراعات ويعصف بالمكتسبات الأمنية بالقارة السمراء. والسودان واحد من تلك الدول فهو فى المرتبه الثالثة افريقيا من حيث انتاج الذهب سادتى .
الذهب فقط يكفي لاعادة توازن ميزانية السودان
ولنا عودة حول نفس الشخصية ودورها مع ما يسمي
بالاتجاهات المتعددة فى الاضرار بالثروة الحيوانية
دور مصر فى غياب عائد الثروة الحيوانية التى تصدر اليها
شركات حميدتي والجيش …وتغولها على قطاع الثروة الحيوانية
اكرم ابراهيم البكري