مقالات سياسية

من الذي اجج صراع النيل والهامش

استحلفكم بالله ان لا تقولوا لي  انها إسرائيل ؟
ولا تقولوا لي انها الإمبريالية العالمية.
أو الاستخبارات العالمية.
فهذا الصراع صنعناه نحن بأنفسنا.

فمنذ الاستقلال لم تحكمنا  حكومة واحدة مفوضة شعبيا .
فكل حكامنا  كانوا  يفوضون  أنفسهم بأنفسهم.
وذلك بعد ان تسلطت علينا   مجموعات صنعها  الاستعمار.
ومنذ ذلك الوقت وجد السودانيون أنفسهم محكومون دون إرادتهم.
ومازل السودان كذلك وحتي  يومنا هذا يحكم بنفس المجموعات التي في الوسط.

وكل ما في الأمر أن هذه المجموعات ظلت تتدوال  حكم البلاد فيما بينها
مستعينة  باكليشيهات ديمقراطية مزيفة ومزينة بشعارات الحرية وحقوق الإنسان.
وحتي ميلاد أول مجلس للسيادة في البلاد بعد الاستقلال لم  يفوض احد ذلك المجلس ليكون حاكما للسودان.
ثم كان انقلاب  إبراهيم عبود   والانقلابات كما هو معروف لا تحتاج لتفويض
ثم كانت حكومة سر الختم الخليفة ورغبات بعض الأحزاب في تقسيم الكعكة.
ثم حزب الأمة والخدع الانتخابية
ثم حكومة إسماعيل الأزهري والحزب الوطني الاتحادي وتكرار نفس المشهد والأدوات والمحاصصات والمناصب.
ثم الصادق المهدي وتكرار المكرر.
ثم انقلاب جعفر النميري
ثم عبد الرحمن سوار الذهب
ثم حكومة أحمد الميرغني
ثم الصادق المهدي
ثم انقلاب عمر البشير
ثم أحمد عوض بن عوف
ثم عبد الفتاح البرهان.

وكل هذه الحكومات المذكورة لم يفوضها احد.
ولم تنتخب  ديمقراطيا  .
ولكنها استطاعت فرض هيمنتها  بخداع الشعب بتلك الصناديق والرموز الانتخابية والتي كان يلازمها الكثير من عمليات  شراء الأصوات وعمليات التلاعب بالصناديق.
ولم يفوضهم الشعب ابدا.

ولعل كل ما في الأمر  هو إلابقاء والمحافظة علي معادلة واحدة لا تقبل التغيير وان تبقي  الهيمنة السلطوية لاهل الوسط ولفئة  دون الهامش.
وقد كان ذلك التوافق اللعين هو القشة التي قصمت ظهر البعير
فلقد تحول الأمر  لازمة حكم مازالت ماثلة الي يومنا هذا.
ورغم كل ذلك ظلوا يتداولون السلطة   فيما بينهم مع إقصاء الآخرين دون تفويض يذكر.
وان كانوا احيانا يزينون الأمر باقحام أفراد وأسماء  هامش من هنا وهناك  لذر الرماد علي العيون  حتى يتوهم الشعب ان  اهل دارفور مشاركون في السلطة  او ان أهل دنقلا مشاركون او ان  أهل الشرق مشاركون.
والأمر كله كان مجرد تزوير وخداع وإقصاء للآخر.
وهو ما جعل الوضع شائكا ومعقدا وغير قابل للحل.

وهذا الأمر جعل أغلبية  أهل السودان  يعانون  من آثار تلك الأخطاء الكارثية  مظالما و خلافات وعذابات ومعاناة و التباسات وتهتكات وازمات مركبة وصعوبة حياتية ومطالبات بالانفصال  وجوع وعنف وخوف من القادم و فساد سياسى وادارى واخلاقي غير معهود .
وظني ان  الخروج من هذا المنعطف الخطير لن يكون سهلا وخاصة ان كثيرا من الأصوات قد بدأت  تنادي بوجوب هيمنة الهامش وإقصاء  من احتكروا السلطة منذ الاستقلال .
والكل يرفع راية التحدي والانفصال.
وهذا ما قد يفتت  السودان ويمزقه  إلى دويلات هي مراد كل الأعداء وقد جاءتهم على طبق من ذهب.
……………………………….
محمد حسن شوربجي

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. لاباس ان یسیطر اهل الوسط على حكم البلاد ان كانوا عدول.
    فالسيطرة في غياب العدل هو الذي ساق السودان الى الهلاك.

  2. يا اخي من الذي يأتي بالطائفة ديمقراطيا سوى اهل الهامش الذين يصوتون لحزب الامة والاتحاد الديمقراطي؟ التسويه بايديك بغلب اجاوديك

    1. وهل كان حكم البلاد ديمقراطيا محضا ام كانت ديمقراطية تتبعها دكتاتورية عسكرية. ولو كنا صادقين مع انفسنا وتفحصنا الامر جيدا لما لمنا العسكر مقدار خردلة فكل الخيبات والفشل نابعة من هذه الاحزاب السياسية التي تدعي الديمقراطية وتتبناها كشعار دون إنزالها على ارض الواقع. فالديمقراطية ليست شكلا دستوريا مجردا من اي مضمون اجتماعي او التزام عملي بالتنمية والنهوض بالاقتصاد كمسؤولية منوطة بالدولة.

  3. لازلت أحتفظ بكلمات ذهبية صاغتها أستاذة جامعية فرنسية ذات أصول يهودية دعتها اسرائيل للهجرة إليها وردت على تلك الدعوة بأن قالت ( إنها تستغرب كيف أضحت الضحية جلادا) كناية عن أن المحرقة التى قتل فيها اليهود قد أوغرت صدورهم فصاروا ينتقمون من الجميع. إن محاولة تصوير الصراع فى السودان على أنه نيلى ضد الهامش غير موفقة موفقة وإنها ليست منطقية فالننيل يمتد من الحدود مع كل من إثوبيا وجنوب السودان هل كل المسارات سكانها متفقون وملتفون حول هدف واحد بل هل في درجة واحدة من النمو والتطور والمشاركة في السلطة الإجابة لا بالطبع وبالتالى ليس هناك صراع باى شكل يمكن الصاقه لهذا الشريط. وشئ أخر لابد من تحديده بشكل واضح هو أن الصراع ليس ضد الشريط النيلى مهما حاول الناس تصويره بهذا الشكل .زحقيقة الصراع أنع ضد مؤسسات الحكم القائمة في الخرطوم ونماذجها الفاشلة في الأقاليم ولا نستثنى الأقليم الشمالى منها.. المؤسسات الفاشلة تعنى الأمنية والتربوية والمالية والإدارية منها فهى نموذج مصغر اينما لتلك المؤسسة الكبيرة المسماة حكومة السودان.وقد لا نختلف أن هذه المؤسسة سواء كان على راسها الصادق المهدى أو البشير أو جعفر نميرى فهى لم تكن قريبة في اى يوم من الايام إلى المواطن بل سعت حثيثا لإستخدام العنف ضده في كجبار وبورتسودان ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. والأدهى أن حكومة البشير وسابقته حكومة الصادق المهدى إستخدمتا الشعار العروبى فقد سلحت حكومة المهدى الميليشيات العربية في جنوب كردفان وصك الصادق المهدى عبارة الهندسة الديموقرافية اى السكانية بغرض تغيير بعض السكان وجعلهم أكثر عروبة. بأسم المراحيل بينما سمتها حكومة البشير بالقوات الصديقة وأضافت لها البعد الدينى وهذا ما يفسر قدر الدمار الذى ألحق بدارفور وكردفان. ويمكن التنويه هنا بالسكوت المريب للقوى السياسية والأجتماعية السودانية على إختلافها من المجموعات الطائفية إلى الأحزاب السياسية إلى الطرق الصوفية هذا السكوت هو ما ندفع ثمنه الان حيث صار السودانيون مفتقدين للتعاطف والوجدان المشترك بل يذهبون بعيدا فى حالة يمكن تسمميتها بالسلوك التعويضى ..وصاروا يغضبون لغزة والشيشان والإيغور بينما لا تحركهم إشارات الإستغاثة ونداءات النجده المنطلقة من نواحى قريبة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..