
أليس في (القحاطة) رجل رشيد او شيخ (حكيم) يخرج على هذا الشعب الصابر المحتسب.. (الممكون ) مهدود (الحيل).. ليتحدث بتبريرات وحقائق لا تقبل التأويل حول حقيقة ما نحن فيه..من بؤس وشقاء (وكبد)..
ولماذا بلادنا تتسارع خطاها تجاه (الهاوية) والضياع ؟ لم يتبقى من الصبر شى في (الكنانة).. الجوع يحاصر (البطون).. والفوضي في الأسواق تضرب باطنابها.. والأسعار في جنون (وهستيريا) انها الحقيقة التي يجب أن يقولها كل صاحب عقل وضمير حي.. فالساكت عن الحق (شيطان أخرس).. ربما هناك (شعرة) من امل ورجاء ان اهتدي الذين بيدهم (مقود) السفينة (المضطربة) الي الرشد والتعقل والانحياز الكامل الي قضية معاش الناس وتحركاتهم وتعليمهم وعلاجهم..
تبقت مسافة (محدودة)مابين استمرار الحكومة بكل خيباتها وانتكاساتها وبين الدعوة إلى (اسقاطها) حينها لن تسقط بس).. ولكنها حتما ستسقط مغشيا عليها وربما تتناثر مكوناتها الي (أشلاء) قبل أن تتحول إلى (جيفة) ملقاة في العراء تتلقفها السباع (والصور) وأصحاب المطامع والاجندات الخارجية .. فيا عقلاء السودان قولوا كلمتكم للتاريخ قبل أن يداهمنا (الطوفان).. فبلادنا الان أصبحت في (كف عفريت).. انقفل الافق.. وانسدت (المسارات) والرؤية باتت ضبابية.. والحال (حرن) وتوشحنا بالاحزان.. والاوجاع تلاشت ابتساماتنا (القديمة)..
انقشع (كابوس) الثلاثين عاما تحت (هدير الثورة) . وأطل (اخر) اكثر قوة وشراسة من سابقه لم يتعظ بتجربة الاخر فسلك القادم الجديد ذات (السكة القديمة) وقع الحافر بالحفر بلا مبالاة . تراكمت الازمات والانتكاسات والانهيارات في كل شي.. فحتى (الهواء) الذي نستنشقه لم يعد (نقيا)..
ولكنه اختلط بغبار الشوارع وحرائقها ولوثته أيضا رائحة البارود (ودخان الكجر).. إنها اذن كابوس (قحت) في بلاد الأبرياء.. فيا اهل الله في بلاد الله.. اغيثوا هذا السودان رغم (ثرائه).. وفكوا اسره.. وقيده فقد انهكته جرثومة (الحرب والسلام) وصراعات المناصب الجديدة.. والله نساله ان يجنب هذه البلاد (شبح المجاعة) وسيناريوهات (التقسيم).. هذه مجرد خاطرة من وحي مشهد مثير للقلق…
هاشم عبد الفتاح