2014 شهد سقوطا مدويا لكل مساعي الحل السياسي الشامل في السودان

شهد عام 2014م فشلاً ذريعاً من المجتمع الدولي والجهات المعنية بالأزمة السودانية فى دارفور، المتمادية منذ أغسطس 2001, بالتوصل إلى صياغةٍ وفرض حلٍ سياسي يضع حداً للمجازر التي تُرتكب هناك منذ أكثر من 13 سنة, وراح ضحيتها أكثر من580 ألف قتيل. ولعل تكدس استقالات المبعوثين والوسطاء الدوليين والإقليميين الذين تمت تكلفتهم بالسعي لحل الأزمة يُعد إنعكاس مباشر لحجم التحدي الذي لم ينجح أحد بعد بتخطي مراحله الأولي.
وقد شهد العام الماضي سقوطاً مدوياً لمفاوضات “اديس أبابا”, التي كان يُعوَل عليها كثيراً لبلورة ملامح أي حلٍ سياسي مقبل, واصطدمت العملية بخلاف أساسي حول مناقشة قضايا أساسية يكمن الحل فى تناولها بإستفاضة.
وتدخل دارفور عاماً جديداً من الصراع الدموي علي وقع جهود بعثة المشتركة الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة(يوناميد) في دارفور والتى تبذل جهود مقدرة لعقد جولة المفاوضات بجمع أركان النظام السوداني وقوي المقاومة السودانية بدارفور في اديس ابابا, لم يتضح حتي الساعة ما إذا كان ستنعقد بالفعل أو ستنجح فيما فشلت به “اديس1”, كل الإحتمالات واردة خاصة في ظل تصاعد مخاوف الجبهة الثورية السودانية من إتمام الحوار مع شخصيات أبعد ما تكون منها.
وكانت الجولة الأولي من مفاوضات “اديس” حول الأزمة السودانية بدارفور انطلقت في نوفمبر الماضي في اثيوبيا, من دون تحقيق أي نتائج تذكر.
وشكل اعتذار الوسيط الافريقي ثابو امبيكي للشعب السوداني من “فشل” مفاوضات “اديس”, في تحقيق أهدافه لحل الأزمة, صفعة كبيرة لمسار الحل السياسي الذي توقف كلياً. ومن ناحية أخري قد عقدت ورشة ومشاورات حول أزمة دارفور في “أروشا” التنزانية في يونيو الماضي وتوقف مع اقالة الوسيط ورئيس بعثة المشتركة(يوناميد) في دارفور محمد بن شمباس, لتكون بذلك الاستقالة أو الاقالة الثالثة التي يتقدم بها المبعوثون والوسطاء الاقليميون الي دارفور بعد الوسيط سالم احمد سالم وجبريل باسولي عن مهمتهما في دارفور.
واعتبر الكثيرون من المعنيين بأزمة السودان فى دارفور, أن فشل المفاوضات في اديس بين وفد الحكومة السودانية وقوي المقاومة يشكل “إخفاقا كبيرا”, وحمَل المعنيون النظام السوداني “عرقلة أي تقدم في اديس بين ممثلي نظام المؤتمر الوطني والمعارضة السودانيين”.
وارتفع صوت الميدان والسلاح بغياب أي مسعي لحل سياسي, خرقه قرار الرئيس السوداني عمر البشير بإتمام الانتحابات الرئاسية في أبريل المقبل والمشاركة بها رغم إعلان قسم كبير من المجتمع الدولي رفضه لها شكلا ومضمونا.
وأعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان في يونيو الماضي قبول ترشح رئيسه لفترة رئاسية أخري, وقد وصف المراقبون والمحللون في حينها الانتخابات في السودان بأنها “صفر كبير للغاية”, وحذرت المعارضة السودانية من أنها تقضي علي ما تبقي من فرص الحل السياسي.
وفي سبتمبر الماضي أعلنت الاتحاد الافريقي رسميا بضم ملف دارفور الي الدبلوماسي المخضرم ثابو امبيكي مبعوث ووسيط افريقي للسودان.
وعاد الانتعاش حول آفاق الحل السياسي للأزمة السودانية بدارفور مع خطة طرحها امبيكي في بداية شهر سبتمبر الماضي تقضي بوقف القتال في مناطق عدة بالسودان, والسعي لمصالحة السودانية بين الفرقاء, وكذلك تطبيق قرار مجل السلم والأمن الافريقي 456.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..