فتحي الضو: لو كانت الشعوب تجزى بقدر تضحياتها لاستحق شعب السودان الفردوس جزاء
* اختراق الأجهزة الأمنية و خندق الفساد ٢
* الحكومة متعثرة وليس في ذلك شك،
* الإسلامويون فشلوا في الحكم لافتقارهم لدولة النموذج
* لم تكن هناك ساعة صفر للثورة و لكن كانت هناك أرادة صلبة
* الشعب يتفهم المعاناة ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك مبررا للحكومة
* التقاعس في محاكمة رموز النظام يوذي الثورة
* إيقاع ديوان النائب العام لا يتناسب مع إيقاع الثورة
* الأزمة في ظل النظام البائد لم تكن سياسية وإنما أخلاقية بامتياز
* التغيير لا يحد ث بالتمنيات الطيبة و إنما بمزيد من الشفافية
* هناك وزراء جسدوا الفشل في أوضح معانيه
* عمل في الصحافة الكويتية في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضيَ، كأحد كُتاب صحيفة الوطن ثم محرراً، وحتى مغادرته الكويت بعد الغزو العراقي في العام 1990
– كان أحد الأقلام التي ناهضت نظام الرئيس المخلوع جعفر نميري في الصحافة الكويتية حتى سقوطه في انتفاضة أبريل 1985.
– استقر بعد الغزو العراقي للكويت في القاهرة، مواصلاً العمل الصحافي في مكتب صحيفة الوطن الكويتية. ومساهماً في بدايات تشكيل العمل المعارض ضد نظام الحركة الإسلامية في الجوانب الإعلامية.
في العام 1993 غادر القاهرة إلى أسمرا موفداً من صحيفة الوطن الكويتية لافتتاح أول مكتب لصحيفة عربية في العاصمة الإريترية لتغطية شئون منطقة القرن الأفريقي (أثيوبيا، جيبوتي، الصومال، كينيا، يوغندا، إريتريا).
قام بتغطية الحرب الأهلية الصومالية منتصف التسعينات.
– قام بتغطية الحرب الأثيوبية الإريترية الثانية في العام 1998 وحتى العام 2000 من مواقعها الأمامية..
– في العام 2003 غادر منطقة القرن الأفريقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
-يرأس الآن اتحاد الصحافيين السودانيين الأمريكيين بالولايات المتحدة الأمريكية.
صدرت له عدة كتب
محنة النخبة السودانية
حوار البندقية/ الأجندة الخفية في الحرب الأثيوبية الإريترية/
سقوط الأقنعة/ سنوات الأمل والخيبة /
الخندق/ دولة الفساد والاستبداد في السودان/
نون والألم/ المنشور والمحظور في الشأن السوداني/ أربعة أجزاء.
بيت العنكبوت/ أسرار الجهاز السري للحركة الإسلاموية السودانية/
السنون وحصادها/ تحرير/ مذكرات عثمان زين العابدين/
الطاعون/ اختراق دولة الأمن والمخابرات في السودان/
انهيار الطوطم/ قيد الإعداد للطبع
انه الأستاذ فتحي الضو..
* حوار امل أحمد تبيدي / صوت الوطن
* تمكنت من اختراق الأجهزة الأمنية وأصبحت لديك مصادر؟
اعتقد ينبغي لي أن أقول الحمد لله أن الغاضبين عليَّ لفظهم الشعب السودان إلى مزبلة التاريخ. في الحقيقة أنا اساساً مهموم بالتوثيق وكل كتبي محصورة في هذا المضمار. أما الاهتمام بالأجهزة الأمنية لم يكن ذلك دافعي فكل شيء تم بمحض الصدفة، ولكن عندما صدور الكتاب الأول الذي يحتوي على وثائق أقلقت مضاجع أهل النظام أدركت أن هذه ثغرة يمكن أن استغلها لأن النظام يعتمد على الأمن بصورة مبالغ فيها. وبالفعل لي عظيم الشرف في خلخلة هذه الأجهزة الأمنية وكشفت عورة النظام. أما بالنسبة للمصادر فذلك يعود لسببين الأول المصداقية والثاني السرية. ولي الفخر في المضمارين. كما لا ننسى أن التقنية الحديثة قربت المسافات.
* ذكرت عبارة ليلة السكاكين الطويلة، لماذا أطلقت عليها هذه العبارة وهل كانت بداية ونهاية النظام؟
العبارة معني بها الحركة الإسلامية واعتقد ليس سراً أن حقبة الثلاثين عاماً كشفت مدى ولوغ هذه الحركة في الدماء. استطيع أن أقول باطمئنان شديد أنها ضربت رقماً قياسياً في ذلك. بالنظر لما حدث في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وجنوب السودان وفي مظاهرات سبتمبر وثورة ديسمبر وبورتسودان وكجبار وفي العاصمة، أي تكاد تكون قد فاقت كل دول الإقليم التي حدثت فيها صراعات مثل ليبيا وسوريا واليمن. من ناحية ثانية كنت أتوقع صداماً بينهم يقود إلى استعمال السكاكين الطويلة وهو افتراض كاد أن يحدث خلال الثورة. الآن يتهمون صلاح قوش وآخرين بأنهم باعوهم بنفس اللفظ. هذا النظام اسكرته السلطة وهي الظروف التي تُخرج فيها دائماً السكاكين من أغمادها، ذلك ما علمتنا له دروس التاريخ.
* قلت كلما سمعت كلمة ثقافة أتحسس مسدسي لماذا؟
لست أنا القائل، والقائل هو جوزيف جوبلز وزير الدعاية الألماني كما كانت تُسمى الوزارة في عهد أدلوف هتلر. الصحيح أن أقول كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست قلمي. هذا هو مسدسي الوحيد الذي أعرفه.
* برأيك لماذا فشل الترابي كسياسي رغم غزارة علمه في تكوين نظام إسلامي؟
ليس الترابي وحده، فالإسلامويون فشلوا لأنهم يفتقرون للنموذج منذ دولة الخلافة. وقرأنا كيف حكموا بالملك العضوض في الدولة الأموية والدولة العباسية. فالترابي لم يفشل وإنما نجح في تكوين تنظيم التف حوله شراذم من الانتهازيين، الذين استغلوا الدين لتحقيق أغراض سلطوية. توهم الإسلامويون في أن رب العباد بعثهم لإخراج شعب السودان من الظلام إلى النور. وكلنا يعلم كيف دخل الإسلام السودان وكيف رعاه أهل السودان وتعايشوا مع ديانات أخرى وأعراف. فشلوا لأنهم يريدون أن يسيروا ضد منطق الأشياء. المهم بعد هذه التجربة القاسية والمريرة لن يأتي متنطع ليقول لنا إنه يريد أن يحكم بالشريعة. لهذا يجب الفصل تماماً بين الدين والسياسة.
* يقال إنك أديب ضل الطريق نحو السياسة؟
نعم سمعت ذلك، واعتقد أن الذين يقولون ذلك نتيجة لكتاباتي، فأنا مولع باللغة العربية وأحاول دائما استخدام الصور البديعية والبلاغية لأنها ثرية. كما أنني استخدم مفردات القرآن التي أحبها كثيراً، والحقيقة أنا أداوم على قراءة القرآن لأنه يجدد خلايا العقل ويكسب القارئ حيوية في استخدام لغته. أما السياسة فقد أقحمتني فيها أوضاع البلاد، ما كان يمكن أن ترى العبث الذي مارسته الديكتاتوريات وتقف متفرجاً وهذا أضعف الإيمان.
* قبل أن أختم حواري معك، من الذي حدد ساعة الصفر وكان انحياز الجيش للشعب؟
الحقيقة ليست هناك ساعة صفر ولا يحزنون. الذي حدث كانت هناك إرادة صلبة من قبل الشباب تحديداً في المضي قدماً حتى سقوط النظام. واللجنة الأمنية التي عينها المخلوع أدركت ذلك. وبالتالي ما يسمى انحيازاً لم يأت طوعاً وإنما جاء قسراً. فالجيش الذي انحاز هو نفسه الذي شارك بصورة أو أخرى في فض الاعتصام. كان هناك نظام ديكتاتوري على استعداد أن يبيد نصف الشعب السوداني من أجل السلطة. والمعروف أن الإسلامويين فيه هم من تصدر تفكير العنف وكانوا على استعداد بالتضحية بالشعب السوداني قاطبة.
* لماذا حكومة الثورة متعثرة وقابله للانهيار؟
طبعاً متعثرة لأن التركة التي ورثتها كبيرة. هناك دمار لا يصدق على كافة الأصعدة. لم تكن الأزمة في البلاد سياسية وإنما أخلاقية بالدرجة الأولى. وبالتالي ذلك يتطلب وقتاً ليس بالقصير، واعتقد أن هناك تفهماً شعبياً خاصة وأن المعاناة تفاقمت أكثر من ذي قبل. لكن لا ينبغي أن يكون ذلك مبرراً لأنه يورث الكسل العقلي. نحن محتاجون لعقول خلاقة. نعم الحكومة متعثرة وليس في ذلك شك لكن لا اعتقد إنها قابلة للانهيار كما تفضلت.
* عفوا ما هو السيناريو المتوقع في حال سقوط الحكومة؟
قلت أن ذلك أمراً مستبعداً على الأقل احتراماً وتقديراً لدماء الشهداء. أنا على العكس متفائل جداً بأنه في القريب العاجل سوف تتغير الأحوال خاصة على المستوى الاقتصادي، وذلك ليس رجماً بالغيب ولكن بناءً على قراءة متفحصة للواقع مسنودة بمعلومات.
* لماذا في رأيك لم تتم محاكمة رموز النظام؟
هذا ما اعتبره تقاعساً. ليس رموز النظام الموجودين في سحن كوبر وهم بضع وعشرين، ولكن كثير من الفلول الذي يمشون طلقاء بين الناس. واعتقد هم يمثلون تهديداً للثورة بما يفتعلونه من أزمات. ولذلك في رأيي أن إيقاع ديوان النائب العام بطيء جداً بما لا يتناسب مع إيقاع الثورة.
* ماذا عن مجزرة القيادة ولجنتها؟
هذه تجعل المرء يرفع حواجب الدهشة. لا أرى مبرراً أخلاقياً في عدم الوصول إلى نتائج بالرغم من مرور أكثر من عام على الأحداث الدامية. التحجج بالظروف الصحية أو البيروقراطية يمثل إدانة للجنة وليس العكس. الآن حتى مهلة الثلاثة أشهر التي طلبها السيد نبيل أديب شارفت على الانتهاء. إذا لم تكشف الحقائق هذه المرة فينبغي أن يكون لكل حادث حديث.
* كيف لحكومة حمدوك العبور كما يقول؟
كما قلت أنا متفائل في ما يمكن أن يحدث مستقبلاً. ولكن العبور يحتاج لمزيد من الشفافية. اعتقد على القائمين على أمر الحكومة أن يخرجوا للناس ويفسروا البطء وعدم الحسم الثوري الذي خيم على الأوضاع بصورة مزرية. العبور لا يحدث بالتمنيات الطيبة ولا بالكلام المعسول. ولا ينبغي أن نخشى من تغيير الوزراء المتقاعسين فذلك أمر طبيعي، وليس سراً أن هناك وزراء جسدوا الفشل في أوضح معانيه.
* متى ينعم شعب السودان بحكم ديمقراطي مستدام؟
أولاً أنا أقول دائماً لو كانت الشعوب تُجزى بقدر تضحياتها لاستحق شعب السودان الفردوس جزاءً. لأنه شعب صابر مارست فيه الديكتاتوريات أبشع ممارساتها. واعتقد بعد هذه التجارب التي كنا فيها اشبه بفئران المعامل آن الأوان لن يضع الشعب السوداني حمله الثقيل عن كاهله ويتمتع بحكم ديمقراطي مستقر. قلت من قبل إن هذا لن يتأتى إلا بإخراج القوات المسلحة من معادلة الحكم. علينا أن نعمل بجد وأن ننتج وأن نعلي من حسنا الوطني هذه هي العوامل التي تجعل الديمقراطية مستقرة. وأنا أكثر الناس تفاؤلاً.
لك حق الختام؟
شكراً لك ولصحيفتك وللقراء وأتمنى أن نكون قد قدمنا شيئاً مفيداً.
أنت هنا أيها الرجل تستجدي تعاطف الناس .. تستعرض بطولات زائفة لم تسمن ولم تغني من جوع … تقول لهم ما يحبون أن يسمعوا .. أنت مثال للصحفي الذي تهمه الكتابة واسمه ورواجه .. لكن المعاناة لا تعني شيء لك … تبا لكم جميعا
(واعتقد أن هناك تفهماً شعبياً خاصة وأن المعاناة تفاقمت أكثر من ذي قبل)
ليس هناك تفهم شعبي، مشكلة الحكومة ليس في عدم قدرتها على ايقاف التردي بل في عدم وجود رؤية لها لعمل ذلك، يعني ما عندهم فهم محدد لمعالجة المشكلة، واحد يقول جر يمين والتاني يقول جر يسار!
اذا جعت أو تضور اطفالك جوعا فلن تتفهم لانو الموضوع هنا ما موضوع فهم، موضوع احساس بالجوع، اما اذا كان المتحدث شبعانا فهو موضوع احساس بالناس..
قلت انك اديب.. اقرأ كتاب مزرعة الحيوان لجورج اورويل وشوف كيف تنطلق الثورات !
4 ايام وانا ما لاقي رغيف، كيلو دقيق اسامة داؤود ب 150 جنيه، يون بنحوع ويوم بناكل هنا، وتقول لي كلام انشاء، تعالو هنا عشان تعرفو الجوع هو شنو
يعني عمرك كله ما قاعد تناضل من الداخل؟ طيب ما ده المغطس حجر السودان، عدم مقدرة من يتسيدون المشاهد السياسية على تقديم نموذج الفداء والتضحية، يعني بالوضح اقيف بعيد وحرش.
ولي الفخر في المضمارين ؟؟
ولي الفخر في المضمارين؟؟
ياخووي قل ولي العذر !!
أو فلتقل ولا فخر
شكار نفسه ولو ضرط