مقالات سياسية

أموالنا المنهوبة

كثيراً ما سمعنا عن قصص واتهامات تفوق الخيال عن أثرياء سودانيين يمتلكون ثروات في دول العالم وخاصة ماليزيا بطرق مشبوهة وغير نظيفة ، بعض يمتلك فنادق خمس نجوم وشركات وغيرها من أملاك لم نسمع بها إلا عند نجوم العالم في الكرة والتمثيل والغناء وغيره، ولكن أن يكون هذا وضع ينتمون من إلى بلد مثل السودان فهو أمر غريب فعلاً، وظل الكلام اتهامات لم تعترف بها الحكومة .

عائشة الغبشاوي عضو البرلمان والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية الملمة بكل ما يدور داخل حركتها وحزبها، أمام البرلمان طالبت بمحاسبة كل المتورطين في الفساد وإعادة الأموال التي تم تهريبها إلى ماليزيا، وأقرت بحصول أشخاص على حوافز حتى يسكتوا عن المفسدين، وأبدت واستغرابها من امتلاك صغار الموظفين للعمارات والقصور وقالت إنها عشر سنوات لم تستطع إكمال بيتها، رغم إنها تسكن في فيلا مكتملة تماماً لا تنقص طوبة، إلا إذا كان لديها بيت آخر، وهذا شاهد من أهلها.

سبق وأن نقلت وسائل التواصل خبراً قيل إنه صدر في (مجلة نيو استريت تايم) الماليزية في وقت ما، ذكرت في أحد ملحقاتها الاقتصادية حول قضايا الاستثمار في ماليزيا، أن استثمارات السودانيين و( ليس السودان) الموجودة في ماليزيا تعد من الاستثمارات المهمة للغاية وتبلغ حوالى 7% من رأس المال الأجنبي المستثمر في ماليزيا ويبلغ أكثر من 13 مليار دولار، ويستثمرون في العديد من المشاريع أغلبها مجال الطاقة والاتصالات، وقيل إن أحد المسؤولين الماليزيين قال إن هذه المبالغ إذا وضعت كاحتياطات نقدية في بنوك السودان فإنها قادرة على تعديل قيمة الجنيه السوداني ليعادل الدولار دون شك.

هذه الأيام الحكومة (مدورة لينا) أسطوانة محاربة الفساد للمرة المائة، قالت إنها ستقوم بمحاربة الفساد والمفسدين وستضرب القطط السمان والمتلاعبين بقوت الشعب وستعيد أمواله المنهوبة وستفعِّل قانون الثراء الحرام ومن أين لك هذا، لا شك إن هذا اعتراف صريح بأن هناك من نهب أموال الشعب والاعتراف سيد الأدلة، ولكن لن تعيد ما نهب ولكن هل تقوم بعمل حقيقي يحارب الفساد من جذوره، اعتقد ان الأمر لعب بالمشاعر وإثارة للعواطف، فهي تعتقد إن هذا الخطاب سيجعل المواطن يصبر عليها أكثر.

عموماً لا يجب أن يفرح الشعب السوداني بما تقوله الحكومة فالفساد باق ونهب أمواله مستمر، فمحاربة الفساد وإرجاع الأموال المنهوبة لا يحتاج إلى كلام بل عمل وما أسهل القيام به لمن يملك الرغبة والإرادة، وهو ليس مجرد هتافات تطلق وأشخاص يضحى بهم، فمن نهبوا ليسو أشخاصاً وإنما حكومة كاملة كل من شارك فيها خلال 29 سنة يجب أن يحاسب دون استثناء لأحد، وسؤال من أين لك هذا لم يستثنِ فاطمة بنت محمد (ص).

التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..