إيجارات المنازل بالخرطوم .. غلاء يقود “الكادحين” إلى الأرصفة

الخرطوم : مهجة -مروة – سهام
مع موجة الغلاء الفاحش التي تجتاح سوق إيجارات المنازل والشقق السكنية بالعاصمة السودانية الخرطوم، لم تجد الحاجة “حورية” ملاذا يستقبلها غير رصيف بعمار “بناية متعددة الطوابق” تحت التشيد في حي النصر، لتأوي إليها بعد أن خرجت من منزلها المستأجر نتيجة عجزها عن تدبير فاتورة الإيجار الشهرية.
تروي حورية “55” عاماً لـ”الراكوبة” قصة معاناتها مع الإيجارات قبل مغادرة المنزل إلى الرصيف فهي إمرأة بسيطة تزوج كافة أبناءها وآثرت أن تعتمد على نفسها بالعمل في بيع المكسرات ذات الدخل المحدود الذي يستحيل أن يكفي لدفع فاتور إيجار مسكن قد تصل الى 30 ألف جنيه في بعض الأحياء و10 ألف في أدناها.
وتجسد حالة الحاجة حورية لملايين الغلابة في العاصمة الخرطوم يكافحون في سبيل الوفاء بفاتورة الإيجار الشهري، بينما هرب البعض إلى الأرصفة والأحياء الطرفية، تاركين خلفهم أحلام العيش في وسط المدينة حيث الإرتفاع النسبي في مستوى الخدمات العامة.
وأقر أصحاب وكالات عقارية بإرتفاع كبير في أسعار إيجارات المنازل والشقق والتي تتراوح بين 50 الف جنيه الى 10 ألف حسب الحي في مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم، بحري، أمدرمان، وعزوا ذلك إلى تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار ما إدى لارتقاع تكاليف أي قطاع.
وتحكي العمة “مريم” لـ”الراكوبة” قصة معاناة مشابهة مع إيجارات المنازل، قبائلة إن “الأمر أصبح لا يطاق، زوجي عامل بناء بسيط ومن الصعب علينا الوفاء بكامل التكاليف، لأن لدينا أطفال وبحاجة إلى تغطية إحجتياجات أخرى بجانب مصروف ايجار المنزل”.
وأضافت “أضطرننا الى ترك المنزل الذي نقيم فيها وذهبنا الى آخر أقل جود بسعر حوالي 3500 جنيه في الشهر وهو معقول نسبياً لحالتنا”.
أسعار خرافية
ورصدت جولة “الراكوبة” إرتفاع كبير في أسعار الإيجارات، أرجعه أصحاب وكالات عقارية الى إرتفاع الدولار ووعدم إستقراره إضافة الى عودة المغتربين ووافدى الولايات الى العاصمة، والسيول الفيضانا والتي فقد فيها الكثيرين بيوتهم.
وقال “مصطفى” صاحب “عقارات الباشا” بشرق النيل، إن أسعار أيجار المنزل بالمنطقة المطلة غرب المزارع تتراوح بين (30_50) الف، والمنازل في بعض المناطق الطرفية داخل الاحياء (6_10) الف، فيما بلغ سعر إيجار الشقق والبيوت (حي الهدي ،الفيحاء، حي النصر،م1) الشقة الاستديو (40_30) الف.
بحري نار
وأوضح حافظ صاحب عقارات (ابوشامة) أن أفضل مناطق للإيجار بمنطقة بحري من حيث الموقع الإستراتيجي (الصبابي، الاملاك، المغتربين، الصافية) حيث بلغ سعر إيجار الشقة غير المفروشة 30الف والشقق الاستديو (15_20)الف، ونوه الى أن الطابق الاول والارضي هو الأكثر طلبا في العقارات.
وعن سبب زيادة الاسعار قال حافظ لـ”الراكوبة “كل ما الدولار زاد اصحاب الشقق والمنازل يرفعون السعر إضافة الى بعض السماسرة يحرضوا صاحب العقار حتى لإخراج المستأجر ويستحوذ عليه”، وقال “احيانا صاحب العقار بقول اي شي زاد ومن حقي ازيد وهكذا).
وقال إن اكثر المناطق إرتفاعا في الاسعار هي الصافية والبراحة والمغتربين واقلها الحلفايا والسامراب والكدرو حيث بلغ سعر إيجار الشقق في هذه المناطق من(25_30) وكلما إتجهت شمالا كانت الاسعار أرخص.
واضاف حافظ أن المواطن يتجه للمنازل لوجود المساحة الكبيرة (الحوش) وهناك طلبات على الشقق الاستديو وسعرها 20 الف،واردف قائلا : “هناك إتجاه للتمليك في بعض المناطق مثل الحلفايا ويتراوح من(9_10)مليار ، والمناطق الاخرى (11_13) مليار، والاسعار حسب المنطقة.
وتابع “الشقة يزيد نسبة العمولة، وصاحب العقار ياخذ في الشقة المفروشة مثلا 10% وغير المفروشة نص شهر، وإذا كان لشهر او اكثر من ذلك المكتب يأخذ حق يوم ونفضل الإيجار للأسر”.
الإيجار بالدولار
وقال سرحان صاحب (شركة سرحان العقارية) عن اسعار الإيجارات بالخرطوم (المعمورة،اركويت،الطائف)بلغ سعرها (60_150) الف، للشقق المفروشة حسب عدد الغرف ،وسعر الشقة 3غرف وصالة ومطبخ (70_80) بمنطقة، (برى والرياض والطائف، فيما بلغ سعر إيجار الفلل 3الف دولار بمنطقة اركويت والمعمورة، وسعر الشقة العادية (25_40) الف.
واشار الى أن أسعار إيجار البيوت العادية (الاحياء الشعبية) بلغ (25_30)الف بمنطقة (اركويت ،الطائف ،العمارات،المنشية)، وارجع سرحان اسباب إرتفاع الإيجارات الى السيول والفيضانات التي إجتاحة العاصة وعودة المغتربين إضافة الي الوافدين من الولايات الي العاصمة ،ونوه الي إن الاسعار قبل هذه الظروف كانت ثابته لعدم الاقبال عليها”.