
هذه المقولة كان من المفترض ان يكون المعيار الوحيد لاختيار القادة في دولة جنوب السودان لان المقولة التي تقول ” القادة قراؤون ” يجب ان تكون مقولة في محلها، وان يكون لجنة وطنية من مثقفي دولتنا يعملون علي اختبار قدرات القادة قبل تعينهم في المناصب العامة، ويكون الاختبار للتعيين بعدد الكتب التي قراءها المتقدم لمنصب المسؤول وحجم مكتبته المنزلية ليس قياسا لثقافة القراءة لديه، فالمسوول ان كان حقاً قد قراء الكثير من الكتب في المجالات الاخري غير السياسة فانه سينجح في اختبار التقدم لوظيفة المسؤول، ويجب ان يبعد كل سياسي يتقدم للوظيفة بالغش والطرق الملتوية لان أمثالهم هم الذين ما ان يجلسوا علي كراسي الوزارات حتي ينسوا السبب في جلوسهم عليها ويعتقدون انها بقية إرث لأسرهم وأنهم افضل من جلس عليها ولهذا يعملون اي شي قذر ولو بالتحالف مع الشيطان نفسه في سبيل احتكار المنصب الفخم او تبديله بمنصب اخر افضل وان حرم من المنصب فانه خيرا له ان يتمرد ليعود باتفاقية الي منصب اعلي من منصبه السابق.
ان المسؤول المثقف قد يكون مختلفا من الغير مثقف بطريقة تفكيره وطريقة عمله، لانه لابد ان المثقف يعرف ان المنصب العام ملك للجميع وان جلوسه عليها مؤقت ًو مرهون بزمن معين، ولكي نميز بين المسؤول المثقف الطيب من الجاهل الشرير يجب ان تكون هناك مناظرة لحسم ايلولة المنصب لأي من الطرفان وتكون مواضيع المناظرة بالكتب التي تتحدث عن المنصب المتنافس عليه، فعلي سبيل المثال ان كان التنافس علي منصب وزير المالية فلا بد ان يتناظر المتنافسان علي المنصب في مواضيع تخص الاقتصاد والمال وكيفية تطوير خطط من اجل رفع مستوي المعيشة للفرد ويجب ان يكون المتنافسان علي دراية تامة بمعظم الكتب التي تشرح الأمور الاقتصادية والمالية ابتدأ بكتب الاستثمار للمستثمرين الكبار أمثال Warren Bufett الي Robert Kiyosaki انتهاء بمعلومات مجلة Furbs وهكذا دواليك.
اخيراً اذا كنت علي اتصال ببعض القادة الذين اري فيهم خيرا .. او واتتني الفرصة لمقابلتهم كنت ساعرض لكل واحد منهم كتاب سيجعله من الذين يشار اليهم بالبنان في مناصبهم ويكونون اكثر فائدة لهذا الشعب الصبور وأبدا القائمة بالاتي:
اولا: بوزير الصحة ان قابلته كنت ساهديه رواية (الجحيم) للروائي الامريكي دان براون لكي يندمج مع اثارة الرواية ويشقي ويتعب مع البروفيسور لانغدون ومسؤولي منظمة الصحة العالمية وهم يحاولون الوصول الي فايروس قبل ان يطلقه مجنون يريد قتل الناس من اجل إنقاص عدد سكان العالم، سيكتشف سعادة الوزير ان الوقاية خير من العلاج وبمعرفة هذا علي الأقل سيقي جنوب السودان من بعض الأمراض الوبائية كالكوليرا التي تقتل الكثيرين كل عام قبل ان يستنجد سعادة الوزير بالمنظمات بعد تفشي الوباء وموت الكثير من المواطنين.
ثانيا: وزير التعليم العام والعالي ساهدي لكل منهما نسخة من كتاب رئيس دولة ماليزيا “مهاتير محمد ” والذي غير معالم دولة ماليزيا في سنين معدودات فقط بالخطة التعليمية حتي صارت ماليزيا من الدول القوية اقتصاديا ويقتدي بتجربتها الكثير من الدول النامية التي لا تنمو، كتاب الرجل يحكي عن تجربته عندما صار راس الدولة وكيف انه قام بالاستثمار في تعليم الماليزيين وبعد عدد من السنين كانت نتيجة الاستثمار هي العقول النيرة من الشباب الماليزي، فأنت اليوم يستحيل ان تجد شركة كبري تعمل في مجال الهندسة او البترول بدون ان تجد فيها مهندس ماليزي، فعلموا النشي بالاستثمار في تعليم شباب هذا البلد وسيكون مستقبل دولتنا مشرقة في المستقبل القريب.
ثالثا: وزير المالية ساهديه كتاب The Conspiracy of the Rich للكاتب الأكثر مبيعاً Robert Kiyosaki
وكتاب مؤامرة الأغنياء Conspiracy of the Rich يجب أن يقراءها السيد وزير المالية بتعمق ليفهم أصل المؤامرة التاريخية للأغنياء والتي شملت كل العالم، والأغنياء سواسية بغض النظر عن أماكن تواجدهم، وإذا حاولنا ان نري جزء من مؤامرات الأغنياء في دولتنا سنبدأ بالخدمات الاساسية في الدولة الوليدة من كهرباء عامة، مياه نقية توصل لجميع المنازل، مستشفيات مجهزة بتقنيات عالية وأخيرا مدارس وجامعات لتعليم اجيال المستقبل، كل هذه الأشياء ضع في خانتها صفر كبير، ولتكتمل فصول المؤامرة فان المستثمرون يستفيدون من بيع الوقود من اجل كهرباء الوابورات، شركات المياه المعدنية التي يملكها الأغنياء تربح الكثير في بيع المياه لبلد يشقها النيل الي نصفين، وضف الي ذلك التعليم الجيد والعلاج الجيد لا يتوفر في البلاد ما يعني ان الأغنياء وبعض الساسة المتآمرين سيستفيدون من الامر لذا فالموامرة موجودة ويجب عليكم فقط التركيز لكي تقوا بلادنا من طمع المتآمرين الأغنياء مع أصدقائهم من الساسة الفاسدين.
رابعا وأخيرا : رئيس البرلمان ساهديه كتاب The Richest Man in Babylon لكي يعرف سعادته من خلال الكتاب ان الفقر المدقع الذي يعيش فيه شعب جنوب السودان له حل، وسيجد سيادته في الكتاب الحلول التي فكر فيها ملك بابيلون من اجل انتشال شعبه من الفقر الي الغناء الفاحش وذلك بعد ان طلب من مجلسه إحضار اغني رجل في مدينة بابيلون وهو “اركاد”، وطلب منه الملك ان يدرس الفقراء من شعبه علي ان يصيروا أغنياء بتعلم طرق الحصول علي المال (الذهب) وكيفية المحافظة عليها وزيادتها و تسخيرها لتعمل علي خدمتهم، وكانت النتيجة هي ان مدينة بابيلون كانت من اغني المدن في العالم وأكثر من نصف ثروة العالم في مدينتهم في ذلك الوقت.
وَبَارِكْ الرب جنوب السودان