
بفارغ الصبر ينتظر الكثيرون تغريدة ترامب لرفع اسم السودان من القائمة الامريكية، وكما يعلم الجميع ان ترامب ربط رفع اسم السودان من القائمة السوداء مقابل التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.
وكان من المنتظر ان يغرد ترامب يوم 17 بهذا الخصوص ولكنه لم يفعل واعتقد ان هناك ثمة اسباب وراء ذلك.
اولا-الخلاف الحاد بين رئاسة مجلس الوزراء والعسكر من جهة، العسكر يريدون التطبيع علي عجل ربما لانتهاز الفرصة باعتبارها ذهبية او ربما لارضاء العم ترامب بان يتعهد لهم بعد ملاحقتهم جنائيا مستقبلا.
ثانيا – زيارة مدعية الجنائية الدولية في هذا التوقيت الغير مناسب اطلاقا للسودان، فمدعية الجنائية الدولية والمحكمة الدولية مغضوب عليها في الوقت الراهن اميركيا، وان الولايات المتحدة في شخص وزير خارجيتها كان قد اتهم الجنائية وقضاتها بالفساد.
ثالثا- الحديث عن حل الحكومة علي خلفية تشكيل حكومة موسعة تضم شركاء اتفاق جوبا الجدد، وامريكا بعد لم تتعرف علي الحكومة الجديدة بعد ولا تدري من سيكون في سدة الحكم ومن سيذهب ومن هو المنتهك لحقوق الانسان في التشكيل الجديد للحكومة.
رابعا- موقف الولايات المتحدة من بعض شخصيات المكون العسكري بخصوص جرائم الحرب بدارفور، من جهة والميول اليسارية لحمدوك بعض رموز حكومته وحاضتنه السياسية، ويبدو ان ترامب يريد من السودان ان يوقع مع اسرائيل دون رفع اسم السودان من القائمة الامريكية السوداء، لذلك نجد ان حمدوك يريد فصل المساريين عن بعض.
في كل االاحوال حتي لو تم رفع اسم السودان من القائمة الامريكية فان الوضع لن ينصلح ما لم تكون هناك رغبة جدية من قبل الشعب السوداني واصلاح هيكلة الدولة وهيكلة الشرطة والامن والجيش ومؤسسات المجتمع المدني، ويمكن لترامب ان يلغي موضوع وملف السودان واسراائيل علي كل حال، لان الناخب الامريكي لايهتم بالشان الامريكي خارجيا، بل
يهتم بمشاكله الداخلية مثل تحسين اوضاع الرعاية الاجتماعية والتوظيف والحد من الجريمة، فعلينا كسودانيين ان نصلح ذات بيينا اولا ثم نبحث عن علاقات مع اسرائيل او تغريدة يبدو انها لن تغرد علي الاقل في الوقت القريب.
محمود الدقم