حمدوك اقل قامة من هذه الثورة وهي حقيقة اثبتها الواقع. قحت اقل قامة من هذه الثورة وتركها الحبل علي الغارب لحمدوك بتسويفه وعدم شفافيته امر محزن ومؤسف. ادارة ملف السلام خير دليل علي عدم تحمل المسوؤلية بتفضيل قبول المحاصصات علي حساب الثورة ومستقبل بلادنا علي العمل الجاد والمثابرة علي الحلول الناجعة رغم صعوبتها. رفع اسم السودان من قائمة الارهاب حق طال انتظاره رغم تحويله الي مصدر للكسب من قبل المجرم دونالد ترامب.
يجب ان نتوقف عن بيع الوهم لشعبنا. اذا ادرنا شؤوننا بالطريقة التي نديرها بها الان فلا رفع اسم السودان من قائمة الارهاب ولا التطبيع مع اسرائيل سيحل مشاكلنا ، ولن يحولنا من امة عاجزة عن ادارة شؤونها الي امة ناجحة. نجاح السودان يبدأ من الداخل. من توطيد اركان حكومة شفافة تثق في مقدرات شبابنا بتدريبهم وتاهيلهم لخلق مجتمع المعرفة في كل مجالات حياتنا من زراعة وصناعة وتعليم.
يبدأ من وضع لبنات المجتمع المفتوح والحكومة المفتوحة حيث يجلس العلم وتفجير طاقات كل المجتمع خلف عجلة القيادة وتتراجع ايديولوجيات الثورة الصناعية الاولي والثانية. يبداء من ادخال كل صناعات التصنيع الحربي الي خزينة الدولة وامر ادارتها الي الحكومة المدنية. ويبدأ من العمل الجماعي الذي يثمن الاختلاف ويحترم الاخر ويعرف اهمية الحلول النابعة من الاختلاف اولا والاجماع والالتزام الصارم بكل القرارت.
لا بد ان نفتح اعيننا جيدا وان نجد مكاننا في عالم اليوم الذي يفوز فيه من يبنون بلادهم علي العلم والمعرفة والتدريب وتثمين العقل الجمعي. اننا نعيش في عالم انفض فيه سامر البترول والاعتماد علي الموارد الطبيعية الخام فقط، او كاد، وحل محله راس المال البشري الذي يحتاج الي استثمار جاد وطويل الاجل. الاستثمار في الانسان وطاقاته ومقدراته علي الخلق والابداع. واحترام الانسان باشراكه في ادارة دولاب الدولة بعيدا عن سرية وعدم شفافية حمدوك ومكتب حمدوك. ان الطريقة التي يدير بها السيد حمدوك وتدير بها قحت شؤون الانتقال هي ضد مبدأ اساسي من مبادئ ثورة شعبنا التي دفع شبابه حياته ثمنا لها.
احمد الفكي
20/10/2020
احمد الفكي20 أكتوبر، 2020
