هذا جانب من تقرير لصحيفة النيويورك تايمز يعرض فيه للتفسيرين الأمريكي و السوداني للإتفاق الذي تم بين حكومتي الدولتين بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب. يلاحظ في التقرير الإختلاف الواضح بين التفسيرين الأمريكي و السوداني لبنود الإتفاق.
يقول التفسير الأمريكي إن ما تم الإتفاق عليه هو دفع مبلغ التعويض و التطبيع مع إسرائيل في مقابل رفع اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب و أن آلية التنفيذ تبدأ بتسليم المبلغ المتفق عليه، يعقبه حذف اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب ثم يأتي التطبيع مع إسرائيل.
التفسير السوداني لم يشر إلى التطبيع مع إسرائيل كأحد البنود المتفق عليها. بل أشار إلى أن التطبيع الفوري مع إسرائيل قد كان شرطا أمريكيا لازما لإنجاح التوصل لرفع اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب.
نلاحظ أن التفسير الرسمي السوداني قد تجاهل تماما ذكر موضوع التطبيع مع إسرائيل في الإتفاق. و من المعلوم أنه قد تمت زيارات سرية قام بها البرهان و إجتمع فيها مع الجانب الإسرائيلي و كان موضوعها الرئيسي بحث تطبيع العلاقات بين البلدين.
الجانب السوداني لا يريد أن يقول كل الحقيقة للشعب و يبدو أن المسؤول السوداني مرتاح لهذه الممارسة التي عرف كيف يسوق بها إتفاقا لم يعلن كل بنوده.
بعد أن فشلت الوزارة الحالية حتى الآن في القيام بمهام حكومة الثورة إذا بها تستغل و تستثمر في الحالة النفسية للمواطن و حاجته للتعبير عن مشاعر الفرح الذي طال إنتظاره نتيجة لتطاول عهد البؤس و الخراب. فمن حق الشعب أن يفرح لكن عن بينة و من واجب الحكومة المدنية تمليك الحقيقة كاملة إيفاء بشعار الثورة الذي يقتضي الشفافية.
The New York Times Report
State Dept. to Remove Sudan From List of Terrorist States
(Secretary of State Mike Pompeo seized on the thaw in August. Traveling to Khartoum on the first official direct flight from Tel Aviv, he personally broached with Mr. Hamdok both a détente with Israel and the terrorism list removal, the State Department said.
Sudanese officials described the encounter differently. Mr. Pompeo told Mr. Hamdok that his country had to recognize Israel immediately if longstanding negotiations over Sudan’s removal from the American terrorism list were to succeed, said a senior Sudanese official, who spoke on the condition of anonymity to discuss the talks).
التجاني محمد صالح
