مقالات وآراء سياسية

تلوي ذراع مين يا ترمب؟؟

أحمد مالك البشير 

عندما يقود تفاوض العلاقات الدولية فصيل من الخبراء والمختصين دائما يتعامل ببعد نظر، ويقفل جميع الثقرات، و يكتشف  نقاط ضعف و قوة الخصم مبكرا للتعامل معها ،  ويحرص على توفير كروت الضغط القوية، ليلجأ إليها عن الضرورة، إبتراز ولي ذراع الخصم ، لضبط بوصلته نحو الهدف والمصلحة، إذا حاول النكوص

لقد وضع فريق الخبراء السودان المفاوض الحصيف الإدارة الأمريكية وترمب في مأزق ( فتيل) ليس أمامه سوى خيارين  اما ان يرفع السودان من قائمة الأرهاب  ويعقبها تسليم أهل الضحايا  أموالهم (الجااااهزة) ، و أما ان يتماطل ويدخل في مواجهة مع أهل الضحايا الذين لم يعد يتحملون  الأنظار العبثي بعد ما وفر السودان المال واستوفي الشروط، وسوف  ويؤلب عليه الرأي العام و الاعلام المتعاطف مع الضحايا، وسيخسر كثيرا في الانتخابات، وستكون النتيجة عكسية،

لقد ورد في الاتفاق بين السودان والإدارة الأمريكية الاتي:

* تخفيض التعويضات من 10 مليار دولار إلى 335مليون دولار فقط

*أن يوفر السودان المبلغ لكن لا يسلم الا بعد الرفع من قائمة الإرهاب اولا، على الخطوات التالية

* أن يغرد ترمب على تويتر بالالتزام الواضح بأنه سيرفع حال إيداع التعويضات وذلك (ليشهد أهل الضحايا والشعب السوداني والعالم والاعلام) على ذلك،

* يعقبها تغريده من حمدوك بإيداع المال في حساب أمريكي خاص (محايد)  ولن يتم التصرف فيها

* ومن ثم يقوم ترمب باختار الكنقرس وشطب اسم السودا من القائمة

* الخطوة الأخيرة إرسال التعويضات في حسابات أهل الضحايا

حاولت الإدارة الأمريكية جاهدة ابتزاز حكومة السودان بربط  رفع السودان من القائمة بالتطبيع مع  إسرائيل استغلالا للوضع الاقتصادي الصعب

لكن الحكومة السودانية لجأت إلى استخدام كرت ضغتها المعد بعناية وهي أسر الضحايا، وتم إبلاغهم بطرق مختلفة بأن المبلغ جاهز لكن الإدارة الأمريكية رافضة إكمال الصفقة،  وقد تحدث حمدوك مع عدد من الصحف الأمريكية من ضمنها الفاينانشل تايم، واستخدم الكرت ببراعة عالية وذلك ادخل الإدارة الأمريكية في مواجهة مباشرة مع أهل الضحايا وابلغوة بأنه اامر التطبيع مع إسرائيل  ليس من  بنود الصفقة المتفق عليها  ، وطالبوه برفع السودان من قائمة الإرهاب، وذلك ليتمكنوا من استلام أموالهم، فما كان امام الإدارة الأمريكية غير التراجع عن التطبيع ورفع السودان عن القائمة اللعينة، معلنا انتصار الدبلوماسية السودانية وبعد نظرها

فلقد خسرنا كثيرا في ظل الحكم العسكري عبود ونمير والبشر  صفقات اقتصادية ودبلوماسية استراتيجية  مع العرب والأوروبيين لأنه كان من  يتفاوض فيها أناس غير مختصين وغير ذوي خبرة ودراية، ماذا استفاد السودان في صفقة السد العالي مع مصر في عهد عبود ؟؟؟ وماذا استفاد من  الصفقات الزراعية مع المستثمرين العرب والجيش المصري؟؟؟؟ لم يستفيد السودان اي شئ من كل هذه الصفقات والمعاهدات المجحفة

فالشكر اجزلة للدكتور عبد الله حمدوك قائد الحكومة

الشكر اجزلة لفريق الخبراء، بقيادة نصر الدين عبد الباري وزير العدل، عمر قمر الدين، وزير الخارجية المكلف

أحمد مالك البشير
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. كلام عقل، بس ما كان عليك ألا تأتي علي ذكر إسم الديبلوماسي، السفير ساتي ودوره المقدر في نجاح هذا الملف !!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..