مقالات سياسية

كل الطرق تؤدى الى تل بيب

مكرها السودان لا بطل.
هل تتحول الخرطوم من عاصمة اللاء الى عاصمة الولاء

ظل السودان يحتفظ بعلاقات متوازنة وسياسة خارجية تتبنى حسن الجوار والاحترام المتبادل وتعاونا بين معظم الدول لفترات طويلة. خاصة .في عهد الحرب الباردة ولقد نجح في الاحتفاظ بعلاقات تغتر احيانا وتقوى مع الاقطاب وقتها. وذلك على الرقم من عدم الاستقرار السياسي والانقلابات والحكومات المتعاقية. ولقد حافظ السودان على شعرة معاوبة.في معظم الاحيان

وبينما وصلت العلاقات الى حد القطيعةمع السوفيت اعقاب انقلاب الشيوعين ضد الرئيس الراحل جعغر النميري في يوليو ١٩٧١ واعدام قيادات الحزب الشيوعي .
وكان للنميري مواقفه المشرفة والبطوليةخاصة ابان ماعرف بايلول الاسود في الاردن الزعيم الراحل رئيس منظمة فتح ابوعمار.
.. وكما ساهم السودان ايضا في حرب اكتوبر او العبور في مثل هذه الايام وكل الحروب التي خاضها العرب ضد اسرائيل…ولقد قاطع السودان دولة اسرائيل شأن كل الدول العربية.بقانون ١٩٥٨ الذي جرم جميع التعامل مع اسرائيل على كل المستويات
الا ان الرئيس الراحل كان قد خرق القانون بالمساهمة في ترحيل اليهود الفلاشا من الحبشة سرا الى تل ابيب عبر الخرطوم ابان حكمه.

ولقد ازدهرت العلاقات مع امريكا ودعمها لنميري سيما ابان موجة الجفاف التي ضربت غربي البلاد. في عهد ريجان. وحتى ان الرئبس الراحل حين اندلاع انتفاضة ابريل ١٩٨٤ كان في زيارة لامريكا.
وبعد ان جاءات ثورة الاتقاذ يانقلاب ١٩٨٩ وعرابها الترابي. والتي تبنت الاسلام السياسي. ماوفر بيئة صالحة لكل حركات التطرف والاسلامين والمعارضات المختلفة. وكانت المخابرات الاجنبيةىوالامريكية والموساد ترصد كل ذلك.حتى ان اسامة بن لاندن وغبرهم كثر كانوا في ضيافة الخرطوم.
ولقد.سددت طائرات ضريات لاهداف في السودان بحجة الدفاع عن النفس. وملاحقة المتطرفين وكان اوجعها هو قصف مصنع الشفاء. في الخرطوم

سياسة الانقاذ رصد توجهاتها الاسلاموية. ومحاولة تصدير الثورة .وكما ان واتهام الجارة مصر للسودان محاولة اغتيال الرئيس الراحل حسني مبارك في اديس ابابا.. وومواقق مصر المعادية في لحكم الاخوان في المحافل سارع من وتيرة ادراج السودان في قائمة العقوبات وقتهاعلاوة على و انتهاكات الانقاذ في حربها ضد المواطنين في داؤفور وظهور ماعرف ملييشيا الجنجويد. جعل امريكا تدرج السودان في قائمة العقوبات وكماطالبت محكمة العدل الجنائية برئاسة المدعي اوكامبو برموز النظام اامطلوبين واولهم المخلوع الببشير..
وبعيد ان اطاحت ثورة ديسمبر التي قادها الشباب. وتكوين حكومة انتقالية مدنية عسكرية.. استبشر السودان والمواطنون حكومة وشعبا بان ترفع امريكا اسم السودان من قائمة الارهاب. والذي كانت قدسعت فيه الحكومة المخلوعة وقدمت تنازلت ووعدت الادارة الامريكيةبالرفع جزئيا الى حين الوفاء بالاشتراطات. والالترامات.ولكن ظل الوضع على ماهو عليه وبقي الملف يرواح مكانه الى ان تولى ترامب الرئاسة .من سلفه الديمقراطي اوباما.
حيث عرف الاول بمواقفه الواضحة والعلنية ووميله لاسرائيل والذي اعاد النظر في اتفاقات اوباما بمافيها الاتفاق الايراني وكذلك تبنيها واعلانه القدس عاصمة لاسرائيل.
ولقد عمل على ذلك وسط امتعاض وتذمر الفلسطينين اصحاب الحق الارض.. وظل يستميل الدول العربية للانخراط في التطبيع مع اسرائيل مكرهين اوطائعين على غرار البحرين والامارات. مايقوي موقفه الانتخاب امام منافسه الديمقراطي بايدن
ولقد عملت امريكا على ان يضم السودان لما له ،ثقله العربي والافريقي. وموقعه وموارده وسعت وتسعى الى لضمه ركب المطبعين خاصة بعد لقاء البرهان المثير لمسؤولين كبار من اسرائيل في اوغندا.
ومابين عصا ترامب والجزرة تجد ان السودان بدا يخرج من دائرة التلميح الى التصريح في انهم ماضون في ا قامة علاقات. وليس التطبيع. ولقدظهر ذلك جليا بعد زيارة وزير الخارجية الامريكية مايك بمبيو.وطلبه ذلك من رئيس الوزراء حمدوك قد اجاب الاخير بانهم في فترة انتقالية والامر الذي بات يصرح ويسوغ له النائب الاول والمدعوم اماراتيا. وذلك كله وسط تذمر في الداخل من المواطنين وانقسام الشارع بين مؤيد وضد التطبيع ومع اختلاف وتباين مواقف رجال الدين.وياتي واصرار المسؤولين على اقامة علاقات وليس تطبيع ولان ذلك اصبح شرطا لرفع السودان من قا ئمة العقوبات على الرقم من الوفاء بكل التعهدات.. وانهم يرون ان في اقامة علاقات مع اسرائيل فيه الخير والمصلحة للوطن والاستفادة من هذه الدولة االمتقدمة في شتى اامجالات.
ومانلحظه ان مايفصلنا عن التطبيع اوالعلاقات سوى صبر ساعة. وعلى الرغم من الحكومة غير مخولة اذ انها حكومة انتقالية.
وبتوقيع العلاقات التي بات يصر عليها المسؤولون مع الاحتفاظ بحقوق الفلسطينين تكون الخرطوم قدنكصت عن لااءتها الثلاثة ايا كانت المسميات بين العلاقات او التطبيع فكل الطرق تؤدي الى تل ابيب.وستدخل الحكومة اختبار حقيقيا ان هي ازدردت الطعم الامريكي. في الفترة الانتقالية. اللهم الا اذا رحل ترامب عن البيت الابيض باي سبب من الاسباب ومجىء بايدن للرئاسة يكون هنالك فرصة للخرطوم ان تفكر مليا بعيدا عن الضغط والمساومة برفع اسم السودان من قائمة العقوبات الامريكية مقابل التتطبيع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..